ثقافة وفن

الأميرة بدور والطير العجيب وسيف الأزل…

جاءت مكتبة الطفولة بعددها الثالث الصادر عن وزارة الثقافة – الهيئة العامة السوريّة للكتاب، والتي حملت عنوان «الأميرة بدور والطير العجيب وسيف الأزل». وهي قصة من كتابة «ماجدة رحيباني»، ومن رسوم «أمجد الغازي»، وقد حملت القصة وضوحاً يتناسب ولغة التشويق والتبسيط التي تتناغم وقربها من الطفل ورغبته في متابعة مغامرة من زمنٍ جميل قديم عبر تقليب صفحات من الورق، في حين كانت الرسوم شارحة للمشاهد بقوة، لكنها حملت إشارة جاذبة أكثر للطفل من خلال دعوته لتلوين الشخصيات وتفاصيل الرسوم في وجهٍ عام كما يحلو لهم استرشاداً بلوحة أساسية تمّ وضعها في أعلى اللوحة تلك، وهي دعوة غير مباشرة للتعلق بالقصة أكثر والاستمرار في متابعتها والاحتفاظ بتفاصيلها التي يمكن للطفل أن يشعر بأنّه مساهم في إنجازها وصولاً للنهاية السعيدة عبر تلوين هذه الصفحات والاستمتاع بها.
مزيج الماضي والحاضر
حملت القصة مغامرة مشوّقة، فيها رائحة من مغامرات السندباد وحكايا ألف ليلة وليلة والسحر والعوالم الخفيّة التي طبعت ملامح القصّة في الحضارة العربيّة عموماً، وقد حملت هذه القصة أيضاً في جوانبها استعاراتٍ من قصص أجنبية ولو بطريقة غير مباشرة، منها أن ما جاء في طول شعر الأميرة بدور وتسلق الأمير نور الدين عبره ليصل إليها وهذا ما يطابق القصة المعروفة لدينا بذات الشعر الذهبي أو «ريبونزل». أيضاً كانت النهاية سريعة إلى حدٍّ واضح وجلي مقارنة بباقي أحداث القصة فلم يكن التمهيد كافياً، للوصول للنتيجة وانتصار نور الدين على كذب أخويه وعقاب الوالد لهما ومكافأة نور الدين وزواجه من الأميرة بدور، فكل هذه الأحداث تحتاج إلى توصيف دقيق أكثر مما جاء في القصة عبر سطور قليلة من نهاية القصة.

إيجابيّات وملاحظات
في القصة إيجابيّة لا بدّ من الإشارة إليها وهي شرح للمفردات الصعبة التي يمكن ألا تكون مفهومة للأطفال في سنٍّ صغيرة، وهذا ما يدل على اهتمام واضح ممن اختار ووضع القصة وأحاطها بهذه العناية التي تجلّت أيضاً عبر الألوان المنتقاة للغلاف، وللصور التي تساعد في التخيل للمشاهد في مكانها المناسب فكانت متكاملة جداً على الرغم من أن الشكل الخارجي للقصة الملونة باللون الأخضر وتدرجاته يعيدنا في الذاكرة لقصص المكتبة الخضراء التي وعت عليها أجيالنا في السابق، وهذه النقطة قد لا تكون في مصلحة من درس هذه الخطوة، فمن الممكن إبداع نمط جديد بعيداً عن لغة التقليد التي تقلل من أهمية الخطوة المرجو منها التطلع لشيء جديد يتناسب ولغة الأجيال الحديثة التكوّن، ومن وجه إيجابي آخر أيضاً يمكننا الإشادة في المغزى المكتوب في نهاية القصة، والتي يسترشد منها الطفل الهدف المرجو من كلّ هذه القصة، والتمعن فيه أكثر، وقد نظم في مستطيل هندسي أقرب لسبورة الصف التي يتلقى فيها الطفل دروسه التعليميّة في المدرسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن