رياضة

أنظمتنا الاحترافية «جاهز وتواصي وتفصيل»

 مهند الحسني : 

لا جديد ولا تجديد في الفكر السائد في الرياضة السورية ابتداء من لعبة طاولة الزهر، ومرورا بكرة السلة وصولا إلى معشوقة الجماهير كرة القدم، فالفكر الرياضي القائم على التجانس مع الواقع لا تغييره، وتقنين الخطأ لا تصحيحه ما زال سائداً، فأنظمتنا الرياضية طيعة ولينة في أيدي واضعيها ويبدو أنها قاسية ومستعصية في وجه الإصلاح والتطوير.

الثوب الفضفاض
ما شهدته الفترة الماضية من تجاذبات وجدل فيما يتعلق بتعديل نظام الاحتراف، والأسباب الموجبة لهذه التعديلات المطلية بشعار المصلحة العامة المنخورة بإرضاء مصالح هذا النادي أو ذاك أو في مواجهة طموح ناد آخر، لم نكن نتصور أن يصل الأمر بالأوصياء على دراسة الاحتراف ومتطلباته أن يتحولوا إلى خياطين يفصّلون ثوب الاحتراف على مقاس أصحابهم، وبدل من أن يطلبوا من زبائنهم الحركة لأن فيها بركة، فقد وسعوا الثوب وشوهوا التفصيل، وأضاعوا معالمه، ولم يكتفوا بذلك بل ألزموا النشيطين من أصحاب الهمة والطموح بارتداء هذا الثوب الفضفاض المشوه.
أنظمتنا الرياضية أيها السادة تعيش في رمضان أجواء بائعي الحلويات والخياطين، فلدينا الجاهز لعامة الزبائن، وأصحاب الدراهم القليلة، ولدينا التواصي، وفيه نضفي للمنتجات المخصصة للعامة بعض الإضافات للأصحاب والأحباب والمقتدرين، أما خاصة الخاصة وأحبتنا وأصحاب الفضل علينا فلهم منا التفصيل الدقيق الملبي لتفاصيل احتياجاتهم، فالحلويات محشوة بأطيب المكسرات ومطبوخة بالسمن العربي الشهي، والألبسة مفصلة بالمليمتر لتناسب الصورة التي يحبون أن يظهروا بها، ولتغطي عيوب أفكارهم الظاهرة في أجسادهم، والجيوب واسعة لتتسع لمسروقات جهود الطامحين.
ولكن الوجهة لم تكن أنديتهم المنهارة التي كانت في يوم من الأيام قلعة رياضية منتجة، ومصدرة للاعبين واللاعبات، بل توجهوا إلى ميدانهم الذي لطالما أتقنوا فنونه وقواعد ألعابه، وسرقوا فيه البطولات والألقاب من مستحقيها.

خلاصة
المشكلة أيها السادة في الأبواب المفتوحة أمامهم، والصدور المتسعة لمكائدهم، والعقول الفارغة بانتظار ما يملؤونه بها من مصالحهم، والمشكلة فيمن غابت عنه البصيرة، فأمسك بيد من غاب عنه ضمير المصلحة العامة ليرشده في الطريق، فأصبحت رياضتنا تحت رحمة البعض مما لا هدف لهم إلا تفصيل أثواب رياضية تغطي عوراتهم التنظيمية والإدارية، ولو بأدوات وحقوق الطامحين، كل عام واحترافنا الرياضي فضفاض على مبادئ رياضتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن