رياضة

اليوفي المنحوس

| خالد عرنوس

دموع غزيرة ذرفها بعض المتيمين بيوفنتوس في الدقائق الأخيرة لنهائي دوري أبطال أوروبا الذي أقيم في الميلينيوم مساء أمس الأول وذلك عقب فوز ريال مدريد القاسي شكلاً ومضموناً بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد معززاً أرقامه القياسية على مستوى البطولة، وأصبح مدربه زيدان أول من يحتفظ بالكأس تحت المسمى الجديد (الشامبيونزليغ) وفتح زيزو صفحة جديدة لمدرب قادم إلى عالم الكبار مدرباً كما كان لاعباً، وتسيل الأقلام مدحاً للملكي ومدربه (العبقري) وخاصة نجمه الذي لا يقهر رونالدو الذي بات عنواناً رئيساً لانتصارات الميرينغي.
لقد توج المدريدي باللقب الثاني عشر وهذا ما سيذكره التاريخ طويلاً لكن ماذا عن اليوفي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من استعادة اللقب لكنه تراخى في التوقيت الخطأ ليخرج مهزوماً ويفشل للنهائي الخامس على التوالي.
تراجعت الكرة الإيطالية على صعيد ترتيب أندية الكالشيو بعدما كانت ملاعب بلاد السباكيتي جنة النخبة من نجوم الكرة العالمية، وفي عام 2010 توج إنتر بالكأس ذات الأذنين مواصلاً وصافة الطليان للإسبان في زعامة الأندية المتوجة باللقب لكنها لم تكن سوى طفرة، وهاهو اليوفي عاد في السنوات الثلاث الأخيرة لحمل الراية من جديد بعد ثلاثة عقود من تحقيقه الإنجاز الأول من نوعه بتتويجه بكل ألقاب المسابقات الخاصة بالأندية، وبدا أنه الوجه المشرق للكالشيو والقادر وحده على إحياء لغة الكاتناشيو في الشامبيونز فتأهل إلى النهائي القاري مرتين، لكنه اصطدم بالإسبان فخسر الأولى أمام البرشا قبل عامين.
وتوقع الكثيرون أن يقلب الطاولة على الريال في نهائي الموسم الحالي عقب وصوله إلى النهائي بأرقام غير مسبوقة ومنها أنه لم يخسر وتلقى 3 أهداف فقط، إلا أن الشباك التي لم تهتز سوى 3 مرات طوال 1080 دقيقة تلقى مثلها خلال أقل من نصف ساعة لتكتمل رباعية الريال والخسارة المهينة وهي الأقسى لفريق إيطالي في المباريات النهائية الـ16 التي خسرها ممثلو الكالشيو.
المشكلة لدى اليوفي أنه قدم شوطاً أول مثالياً وسجل هدفاً رائعاً بعد تلقيه الهدف الأول عكس المجريات ورعم ذلك بقي الأميز طوال الشوط الأول، ويبدو أن إليغري ولاعبيه نسوا أن هناك شوطاً آخر، فصال الغالاكتيكوس وجالوا ولأن التفاصيل الصغيرة غالباً ما تحسم الأمور، فجاء ارتطام تسديدة كاسيميرو الصاروخية بقدم المدافع كافياً ليأتي الهدف الثاني الذي كان حاسماً وخاصة مع غياب ردة الفعل المناسبة ليسقط البيانكونييري في بئر الهزيمة والنحس الذي لم يفك وبقي بوفون الحارس وفريقه العجوزان من دون لقب أوروبي حتى أجل غير مسمى، وهنا بيت القصيد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن