رياضة

النهائي الثاني والستون لدوري أبطال أوروبا ملكي زيداني بامتياز … رونالدو قلب الموازين وأبكى الإمبراطور بوفون

| محمود قرقورا

وهكذا طويت الصفحة الثانية والستون لأمجد وأهم البطولات على صعيد الأندية في العالم دوري أبطال أوروبا بتتويج ملكي زيداني وخيبة معتادة لنادي السيدة العجوز الذي حاول ما بوسعه وكان أهلاً للتتويج في اثنتي عشرة مباراة ونصف المباراة ولكن الخطوة الأخيرة أعيته بمواجهة نادٍ اعتاد الصعود إلى قمة الهرم الأوروبي والعالمي، فكان له المجد بعد أداء واقعي ونجاعة لافتة للنظر وتألق العديد من لاعبيه وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو الذي قبض على الكرة الذهبية الخامسة من مباراة أمس الأول.
كل الطرق كانت تؤدي إلى مباراة عالية المستوى بين النادي الأكثر نجاحاً في المسابقة الزعيم التاريخي ريال مدريد، والنادي الأكثر خيبة في مباريات التتويج يوفنتوس، فجاءت المباراة التي أدارها الألماني فيليكس بريش مطابقة للماضي، غير أن نتيجة المباراة هي النقطة العلام، فلم يكن أشد المتشائمين بيوفنتوس يتوقع الانهيار في شوط بعد أداء أكثر من مثالي في الشوط الأول، ولم يكن أشد المتفائلين بريال مدريد يتوقع الهيمنة المطلقة على الشوط الثاني، ولكنها قراءة المدرب النابغة الزيداني الذي نظم أجمل الأشعار في الفكر التدريبي فكانت الريادة المكان الطبيعي تماماً كما كان رائداً عندما كان لاعباً.

تخبط ودهاء
نقاد اللعبة تحدثوا عن الشوط الثاني لنهائي 2005 بالقول: إن أنشيلوتي في قمة متاهته ورافا بينيتيز في قمة دهائه، ومباراة كارديف يوم السبت أثبتت أن إليغري مدرب يوفنتوس كان بقمة تخبطه، فمن جهة أولى لم يحترم الخصم عندما بادر بانجراف هجومي دون تأمين دفاعي مطلوب، ومن جهة ثانية أفرغ مخزون لاعبيه كبار السن في النصف الأول ظناً منه أنه سيأخذ الأسبقية ويرتد مدافعاً بوجود بارزالي وبونوتشي وكيليني ومن خلفهم الإمبراطور بوفون، فكان التعامل بكامل الخبث والدهاء من زين الدين زيدان الذي استجر السيدة العجوز لاستنزاف مخزونها فظهرت تجاعيدها للقاصي والداني في الشوط الثاني الذي صبغه الميرينغي المدريدي بلونه فكان القطاف نجمة ثانية عشرة ستظل بصمتها خالدة على جدار زمن الشامبيونزليغ.
الملكي تقدم في الشوط الأول عبر رونالدو من وصول وحيد إلى مرمى بوفون ولكن ماندزوكيتش أدرك التعادل بسرعة بأسلوب رفيع المستوى ليصبح النجم الكرواتي ثالث لاعب يسجل لناديين مختلفين في النهائي بعد فاسوفيتش ورونالدو.
وفي الشوط الثاني سجل كاسيميرو من تسديدة بعيدة غالطت بوفون عند الدقيقة الستين ثم كانت الضربة القاضية من رونالدو بعد خمس دقائق لتنتهي المباراة رسمياً ومنطقياً وواقعياً مع ذلك الهدف، ليأتي هدف التأكيد من أسينسيو في الوقت بدل الضائع بعد مجهود خارق من مارسيلو.
وللإشارة فإن تبديلات إليغري لم تكن فاعلة بدليل أن ورقته الرابحة كوادرادو تعرض للطرد، بينما اكتملت جمالية فكر زيدان عندما زج بغاريث بيل غير الجاهز مئة بالمئة احتراماً لخصوصية مكان المباراة النهائية، ويا لها من حكمة بليغة!
نهائي رونالدو
علاوة على اختياره رجل المباراة النهائية فإن رونالدو سجل ثنائية نصّبته هدافاً لهذه النسخة باثني عشر هدفاً رافعاً رصيده إلى 105 أهداف كهداف تاريخي للمسابقة، والأهم أن رونالدو سجل في النهائي الثالث خلال المسمى الجديد للمسابقة وهذا استثناء، ليفوز باللقب الرابع في المسمى الحالي للمسابقة وهذا لم يحققه إلا ميسي وإينيستا وسيدورف، والفضل يعود للمدرب زيدان الذي نجح في اقتصاد مجهود رونالدو للمباريات الحساسة الكبيرة، ولا نغفل أن رونالدو وصل إلى الهدف 54 في الأدوار الإقصائية للشامبيونزليغ كرقم قياسي أيضاً، والملاحظ أن مرمى يوفنتوس الذي طرق ثلاث مرات في 12 مباراة انتهك أربع مرات في النهائي، منها ثلاث في شوطٍ واحد ليصل ريال مدريد إلى الهدف السادس والثلاثين في هذه النسخة.

مكاسب وخيبات
– حقق ريال مدريد ثنائية الدوري ودوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه والأولى منذ موسم 1957/ 1958.
– حقق ريال مدريد اللقب السادس في المسمى الجديد للمسابقة معززاً رقمه القياسي وهو الزعيم في المسمى القديم بستة ألقاب أيضاً.
– حقق ريال مدريد اللقب السادس في ست محاولات في المسمى الحالي بينما خسر يوفنتوس النهائي السابع منها خمسة في الشامبيونزليغ.
– أخفق يوفنتوس في أن يصبح سابع نادٍ يحقق الثلاثية بعد السلتيك وأياكس وأيندهوفن واليونايتد والإنتر وبرشلونة.
– أخفق الحارس الأسطوري بوفون في تحقيق لقب المسابقة ليبقى من طينة العباقرة الذين لم يتوجوا بالكأس ذي الأذنين الكبيرتين إلى جوار عديد العظماء أمثال مارادونا والظاهرة رونالدو وزلاتان وماتيوس.
– أخفق المدرب إليغري في محاولته الثانية التي خاض فيها النهائي بينما أضحى زين الدين زيدان المدرب الوحيد الذي حقق لقبين متتاليين في الشامبيونزليغ، والملاحظ أنه حقق لقبيه في خمسة عشر شهراً خاض خلالها 20 مباراة.
– حافظ ريال مدريد على ميزة التسجيل في كل مبارياته هذا الموسم والبالغة 60 مباراة إضافة إلى المباريات الخمس الأخيرة من الموسم المنصرم، ليصبح مجموع مباريات زيدان مع الملكي 87 مباراة حقق خلالها 65 فوزاً مقابل 15 تعادلاً و7 هزائم والأهداف 245/91.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن