رياضة

(نهاية مطاف) العواجيز موضة متجددة تصنعها الأموال والأحلام…بلاد العم سام بدأتها وها هي تعود إليها

 خالد عرنوس : 

منذ قرابة أربعة عقود شكلت ملاعب الولايات المتحدة الأميركية مرتعاً خصباً لعدد من نجوم كرة القدم العالمية الذين شارفوا على الاعتزال فاستقطبت أندية مثل نيويورك كوزموس وواشنطن ديبلوماتيك ودالاس أسماءً كبيرة مثل ملك الكرة (البرازيلي) بيليه والهولندي الطائر يوهان كرويف والقيصر الألماني فرانز بيكنباور ومواطنه المدفعجي غيرد موللر والبرتغالي ايزيبيو والقائمة تطووووول.
في العقد المنصرم أحيت بعض الأندية السوق الأميركية من جديد وهاهي تحاول جذب عدد من النجوم وخاصة لبعض العواجيز الذين فضلوا إنهاء حياتهم في الملاعب بعيداً عن صخب البطولات الأوروبية وضغوطاتها، وقد شهدت السنوات الماضية نشوء عدد من الأسواق البديلة في أنحاء آسيا وأميركا الشمالية وباتت وجهة مفضلة لبعض الأسماء الذائعة الصيت.

القدوة المنسية
وسط صخب النجوم الكبيرة يأتي ذكر لاعب إيطالي يدعى شيناليا (بطل الدوري مع كالياري ولاعب دولي) الذي كان أول الأسماء الكبيرة التي رحلت إلى بلاد العم سام مطلع السبعينيات في سعي اتحاد الكرة الأميركي والأندية الناهضة أيامها لإنعاش كرة القدم في بلاد العم سام وقد فتح الباب على مصراعيه ليلحق به كل نجوم من كل حدب وصوب مثل كارلوس البرتو ونيسكينز ورينسنبرينك وكرول وروميرو وغيرهم، وبقي زخم النجوم قرابة عقد من الزمان فنهضت الكرة الأميركية فيما بعد إلا أن دوري الكرة هناك عاد إلى الأفول من جديد.
وفي مطلع التسعينيات اتجهت الأنظار نحو اليابان التي طورت دوري بلادها بدخول الشركات التجارية العملاقة التي ضخت الملايين التي منحت الأندية المحترفة فرصة للتعاقد مع أسماء مثل زيكو وليتبارسكي ولينيكر وباجيو وجنّست بعض اللاعبين الذين خدموا المنتخب الياباني وساهموا بتطوير الكرة في بلاد إمبراطورية الساموراي.

أسواق أخرى
التجربة اليابانية التي أثبتت نجاحها أضحت مثالاً يحتذى به فكررت قطر التجربة إلا أنها لم تحقق النجاح المطلوب على الرغم من أنها مازالت تجذب عدداً من الأسماء الكبيرة مثل راؤول وتشافي وقبلهما باتيستوتا وإيفنبرغ وغوارديولا وغيرهم.
وحاولت الصين مؤخراً دخول عالم الاحتراف من بابه الواسع وجذبت أنديتها عدداً من النجوم ومازالت البلد الأكثر سكاناً في العالم تنتظر النتائج وخاصة أن الكرة الصينية تعتبر من منتخبات الصف الثاني في القارة الصفراء ومازالت أنديتها تحاول دخول عالم كبار الكرة الآسيوية.
وتعد المكسيك إحدى البلاد العريقة كروياً ولا تنقصها البطولات القارية وقد دخلت منظومة الكبار بفوزها بعدد من البطولات العالمية على مستوى الفئات العمرية خاصة وقد حاولت أنديتها دخول هذه السوق وهاهي تجذب بعض الأسماء وخاصة من أميركا الجنوبية.

أميركا تستعيد بريقها
حالياً تحاول الأندية الأميركية استعادة ذكريات السبعينيات من خلال بعض التعاقدات الكبيرة بجذب بعض الأسماء الشهيرة التي قد تشكل عامل جذب للجمهور فكان أن تعاقدت مع النجم الوسيم ديفيد بيكهام عام 2007 مقابل مبلغ خيالي قارب الخمسين مليوناً في العام الواحد وتبعه آخرون في المواسم التالية أمثال الفرنسي تيري هنري والإسباني ديفيد فيا والإيرلندي روبي كين.
وأصبح الدوري الأميركي من الدوريات المنتظمة ومن الدوريات الجماهيرية في العالم فتشهد الكثير من مبارياته مدرجات مملوءة،. علماً أنه يتألف من مجموعتين (شرقية وغربية) على غرار دوري السلة الأشهر بالعالم ومن أشهر أنديته دي سي يونايتد بطل عام 2015 وأورلاندو سيتي وسبورتينغ كانساس ولوس انجلوس غالاكسي حامل لقب البطولة 5 مرات.
ومازالت الأندية الأميركية تحاول الإفادة من حضور النجوم الأجانب من كل حدب وصوب في الوصول إلى قمة الكرة في الكونكاكاف وبالتالي تمثيل قارة أميركا الشمالية والوسطى في مونديال الأندية إلا أنها لم تحقق نجاحاً يذكر أمام سيطرة أندية المكسيك المسيطرة على بطولة دوري أبطال القارة على الرغم من أن المنتخبات الأميركية باتت ركناً ثابتاً في البطولات العالمية.

إلى أين؟
شهد الصيف الحالي حتى الآن انتقال خمسة لاعبين من النخب الأوروبي الأول إلى الدوري الأميركي وهم الإنكليزيان ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد والإسباني راؤول غونزاليس والإيطالي أندريا بيرلو والبرازيلي كاكا، وربما شكل حضورهم عامل جذب جديد لأسماء أخرى وذلك في سبيل إنعاش الأندية الباحثة عن البطولات والبريق كحال كوزموس العائد إلى أضواء رابطة الدوري الأميركي ودي سي يونايتد ولوس أنجلوس غالاكسي.
ويبدو أن العجلة لن تتوقف ذلك أن حلم العالمية مازال يداعب القائمين على كرة القدم في بلاد اليانكيز على غرار منتخب السيدات الذي تزعم موندياله الخاص فتوج باللقب ثلاث مرات ولم يغب عن عرس الكرة الناعمة مطلقاً، لكن هل ينجح الأميركيون الذين يرسمون لزعامة كروية منذ زمن طويل؟.
الإجابة عن هذا السؤال ربما تأتي بعد سنوات وربما لن تأتي أبداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن