قضايا وآراء

أميركا تحمي داعش وتقتل المدنيين

| ميسون يوسف 

زعمت أميركا أنها شكلت التحالف الدولي بقيادتها لقتال داعش وأرادت أن تخدع العالم بمقولتها تلك لكن الميدان يظهر خلاف الادعاء الأميركي إذ إنه كلما أمعن هذا التحالف في أعماله العسكرية في سورية والعراق، يتبين أن الضحية هي الشعبان السوري والعراقي وتحديدا المدنيين الذين ليس لهم موقع أو دور في الحرب الدائرة على أرضهم سوى أن أميركا تتخذهم وقودا لأعمالها العدوانية.
منذ اللحظة الأولى التي شكلت فيها أميركا تحالفها المزيف مدعية أنها تتوجه إلى سورية لقتال داعش، أكدت سورية أن أي عمل عسكري يجري على الأرض السورية من دون موافقة الحكومة السورية إنما هو عمل عدواني فيه انتهاك للسيادة السورية وخرق لقواعد القانون الدولي، ولكن أميركا المتمسكة بحق القوة وتمارس الغطرسة والاستكبار في العالم، تصر على العمل العدواني في سورية وسواها دونما احترام أو إصغاء لتلك القواعد.
وفضلاً عن أن أميركا وتحالفها لا يؤذون داعش أو جبهة النصرة بشيء يعرقل إرهابهما، وكيف لهم أذيتهما وهما صناعة أميركية للاستثمار ضد العرب والمسلمين، ففضلا عن ذلك فإن نار هذا التحالف تستهدف المرة تلو الأخرى الجيش العربي السوري أو الحشد الشعبي في العراق، إضافة إلى الأبرياء من المدنيين السوريين والعراقيين ومعظمهم نساء وأطفال وخاصة في الرقة حتى إن العدد من ضحايا نيران الطيران الأميركي والحليف لأميركا تجاوز على حد توصيف الخارجية السورية، عدد من تدعي أميركا أنها قتلتهم من داعش أو النصرة، ناهيك عن استهداف طائرات هذا التحالف للبنى التحتية من جسور وآبار نفط وغاز وسدود ومحطات كهربائية ومائية ومبان عامة وخاصة في سورية.
وعلى ضوء ذلك فإن العالم بمؤسساته الدولية القانونية والسياسية والحقوقية والإنسانية، مدعو للوقوف على جرائم أميركا المتتالية بدءا من تشكيل تحالف عسكري لانتهاك سيادة دول مستقلة ووصولا لجرائم القتل المتعمد التي تمارسها أميركا وتحالفها بحق المدنيين بحجة محاربة الإرهاب، في الوقت الذي تصنع فيه الإرهاب وتحميه.
لقد فضحت الخارجية السورية الجرائم الأميركية ووثقتها وأودعتها مجلس الأمن والأمم المتحدة التي يتبع لها رغم علمها أن هذا المجلس معطل بالفيتو الأميركي، لكن إلقاء الحجة يبقى امراً مطلوبا لا مفر منه رغم العلم بمآل الأمور.
أما على الصعيد السوري الميداني فإن سورية تعمل وتستمر هي وحلفاؤها في مواجهة الإرهاب على أراضيها لاجتثاثه منها وعندها تسقط ذريعة أميركا بالوجود في الميدان السوري هي وتحالفها المزعوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن