الأخبار البارزةثقافة وفن

أنا ابنة الدراما السورية وعودتي إلى دمشق قريبة…صفاء سلطان لـ«الوطن»: نجمي لم يخفت ومشروعي الغنائي مؤجل ولن أترك التمثيل

وائل العدس

«بلاد الشام أوطاني، ممثلة عربية، جنسيتي أردنية، ودمي سوري، وأصلي فلسطيني، أعشقك بلادي»، بهذه العبارات تعرّف صفاء سلطان عن نفسها، وهي الفنانة التي ولدت من أب «فلسطيني أردني» وأم «سوريّة».
قبل 12 عاماً وضعت خطوتها الأولى في عالم التمثيل مع الكبير ياسر العظمة في سلسلة «مرايا»، ثم تألقت في العديد من الأعمال المنوعة والمهمة مثل «كسر الخواطر»، و«الولادة من الخاصرة»، و«رومانتيكا»، و«زمن البرغوت»، و«خالد بن الوليد»، و«أنا قلبي دليلي» بشخصية ليلى مراد.
سافرت إلى أميركا لدراسة طب الأسنان، لكنها لم تستكملها وعادت إلى دمشق لتنقلب حياتها رأساً على عقب وتتخذ في حياتها مهنة جديدة.
عادت هذا العام إلى حضن الدراما السورية بعد غيابها عامين متتالين، وتحديداً منذ مشاركتها في مسلسل «بنات العيلة» موسم 2012.
«الوطن» التقت صفاء سلطان وكان لها الحوار التالي:

بدايةً حدثينا عن مشاركاتك الدرامية خلال الموسم الرمضاني الجديد.
أطل خلال شهر رمضان عبر عملين، الأول «العرّاب» للكاتب حازم سليمان والمخرج المثنى صبح الذي أقف أمام كاميرته للمرة الأولى، وأنا سعيدة بهذه المشاركة، وخاصة أن العمل يجمع نجوم الدراما السورية الذين اشتقت إلى أن أكون معهم ضمن عمل واحد.
أما عملي الثاني فهو «أوراق التوت» تأليف أيمن سلامة وإخراج هاني إسماعيل ويجمع نخبة جميلة من نجوم الوطن العربي ويندرج تحت بند الدراما التاريخية، ويحمل رسالة دينية وإنسانية، ودوري فيه مميز وأحببته جداً، ولذلك لم أتردد بأدائه، وأتمنى أن يلقى العملان نجاحاً ومحبةً من المشاهدين.

تقفين أمام كاميرا رشا شربتحي مجدداً في العمل العربي المشترك «علاقات خاصة» الذي يعرض حالياً على الشاشات، فما سر العلاقة التي تجمعكما؟
رشا شربتجي مخرجة متميزة أستمتع بالعمل معها، ففي كل عمل تنجح في اكتشاف شيء جديد وطاقات لم أكن أعرفها في نفسي، إضافة إلى أنها بمنزلة الأخت والصديقة التي أتباهى بها في أرجاء الوطن العربي لأنها صنعت من اسمها علماً راقياً يرتقي به أي عمل أوفنان يقف أمام كاميرتها.

كيف تقيمين الأعمال العربية المشتركة؟ وهل برأيك تلقى رواجاً جماهيرياً على حساب الدراما السورية والمصرية؟
أعتقد أن هذا النوع من الأعمال أصبح محبباً لدى الجمهور ويلقى رواجاً ومتابعة كبيرين، لكن ذلك ليس على حساب أي دراما أخرى.
لكل عمل نكهة مختلقة عن الآخر، وأظن أن الأعمال العربية المشتركة تساعد في انتشار الفنان وجنسية بلده أكثر، وأراه من وجهة نظري حالة صحية جيدة لكل الفنانين.

تغيبين عن الدراما السورية منذ عامين، وعن دمشق منذ ثلاثة أعوام، ما سبب ذلك؟ تقصير منك أم من الشركات المنتجة أم إن العروض لا تناسبك؟
غيابي لم يكن بإرادتي، بل يكمن في انتشار شائعة رفضي للمشاركة في الأعمال السورية، وهو أمر غير صحيح، فقد عُرضت عليّ عدة أدوار واعتذرت عنها لأنها لا تناسبني.
وها أنا اليوم حاضرة في عمل سوري بحت، بمشاركة نجوم سوريين رائعين، وأؤكد أن عودتي إلى دمشق قريبة جداً، فأنا وإن ابتعدت عنها بجسدي فإنني لم أبعد عنها بروحي، وأنا على تواصل دائم مع جميع أصدقائي وأفراد عائلتي في حبيبتي سورية.

البعض يقول إن صفاء سلطان خفت نجمها بعد ابتعادها عن الدراما الذي نشأت فيها، فما ردك؟
خفت نجمي؟ أضحكتني هذه العبارة، فالجمهور السوري هو من صنع صفاء سلطان، وأنا ابنة الدراما السورية، ولا يمكن أن يخفت نجم ولد في هذه الدراما العظيمة، أنا فقط ابتعدت عنها قليلاً رغماً عني، وخلال رمضان هذا العام سأكون ضمن مسلسلاتها.
أقبل أن تعاتبوني لكني لا أقبل أن تقولوا إن نجمي خفت، فأينما أذهب يُقل عني «الفنانة السورية»، وقد عملت في عدة مسلسلات عربية وأدوار بطولة مطلقة وغيرها، وحملت لقب الفنانة السورية على الرغم من معرفة أغلبية الناس بجنسيتي الأردنية، إلا أني مازلت أحمل اسم سورية بهويتي الفنية، ولي الشرف طبعاً.

من خلال حضورك في المسلسل المصري «أوراق التوت»، لمن تحسم المنافسة برأيك، للدراما السورية أم للمصرية؟ ولماذا؟
من الصعب المقارنة بين الدراميين، فالكل يعمل ويقدم ما لديه، والأهم هو المنافسة الشريفة وتميز الأعمال ونجاحها، فسورية ومصر تمران بأزمة ومن الرائع أن تستمر دراماهما بهذا النجاح، لأن نجاحهما هو نجاح للفن العربي، وأتمنى لهما دوام النجاح والتألق.

العمل تاريخي بحت، ألا تعتقدين أن موضة هذه الأعمال قد ولت منذ زمن؟
على العكس تماماً، فنحن بحاجة فعلاً لهذا النوع من الأعمال، ليتعرف الجيل الجديد على الأقل على ماهية تاريخنا بشكله الصحيح، لأن ما يحدث في وقتنا الحالي عملية تشويه للتاريخ العربي والديانات السماوية، وأعتقد أننا الآن بأمس الحاجة لهذه الأعمال.

قدمتِ ما يقارب خمسين عملاً منوعاً في الدراما السورية، ما الأقرب إليك ولماذا؟
أشعر أن كل الأعمال بمنزلة أولادي، ولا أستطيع تمييز واحد عن الآخر، لكن ربما الأقرب إلى شخصيتي هو دور «آية» في مسلسل «مطلوب رجال» وقد لاقى استحسان الجمهور في كل الوطن العربي، ومن بعده بدأ الجمهور يطالبني بتقديم الأدوار الكوميدية.
كنتِ في صدد إنشاء مشروع غنائي، إلى أين وصل؟ وهل تفكرين في احتراف الغناء أم إن ذلك لمجرد ممارسة الهواية؟
مشروعي الغنائي مؤجل إلى أجل غير مسمى، والسبب كثرة من يؤدون وليس من يغنون، كما أن أكثر شركات الإنتاج تتبنى موهبة المؤدية على حساب المطربة.
أنا في حالة انتظار حتى يقدم لي عرض مناسب أقدم من خلاله إمكانياتي كمطربة، وفي حال أقدمت على هذه الخطوة فإني بكل تأكيد لن أترك التمثيل، ولن يكون الغناء على حسابه.

بعد سنوات طويلة، هل أنت نادمة على ترك دراسة طب الأسنان والتوجه إلى الفن؟
لم أندم أبداً، لأنني في حياتي كلها لم أندم على شيء، وأنا سعيدة كوني ممثلة، وأعتبر أنني أبني مستقبلاً فنياً أتمنى أن يكون خالداً أقدم فيه رسائل مهمة للأجيال القادمة، وربما لو كنت طبيبة أسنان لما استطعت القيام بذلك.

شاركت ابنتك في مسلسل «بنات العيلة»، هل هي مقدمة لاحترافها عالم التمثيل؟ أم إن لك رأياً آخر؟
هي حرة في خياراتها، علماً أن مشاركتها هذه كانت برغبة مني لتتعرف على أجواء عملي والوقت الطويل الذي يبعدني عنها فقط، وفي المستقبل هي من ستتخذ القرار وحدها ولستُ صاحبة القرار في ذلك.
«بنات العيلة» ليست التجربة الوحيدة لابنتي «أملي» فقد شاركت بعمر الثلاث سنوات بمسلسل «الملاك الثائر»، إضافة إلى فيلمين تلفزيونيين بعنوان «الثقة»، و«عزيزة».

تعاني دوماً من كثرة الحسابات المزورة على مواقع التواصل الاجتماعي، فلماذا لا تنشئين حسابات حقيقية باسمك لتنتهي من هذه المشكلة؟
حاولت تكراراً ومراراً تنبيه الجميع بأنني لا أمتلك أي حساب على الفيسبوك أو تويتر، وأني لم أنشئ سوى حساب على الأنستغرام، لكن الحسابات المزيفة تزداد يوماً بعد يوم، وأنا بالحقيقة لا أحب التواصل عبر هذه المواقع.

أخيراً، ما رسالتك لسورية، وللسوريين؟
سورية.. اشتقت لكِ، اشتقت لترابك وهوائك ومائك، وحبي لك لا يمكن وصفه، أنا تربيت فيكِ وأكلت من خيرك، وروحي فداكِ، وناسك وأهلك وشعبك أهل العز والكرامة.
«سورية أنت العنوان لكل إنسان، أحبك وأحب أهلك، وربي يرجعك مثل الأول، وأحلى ونعمرك ونكبرك بأيدينا، نحن أولادك وأهل سورية من كل أنحائك رافعين رأسك، ربي يحميك ويحمي أهلك سوريتي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن