اقتصاد

أعضاء مجلس الشعب يطالبون بحماية الآثار والتشدد بأسعار المنشات السياحية

وجه أعضاء مجلس الشعب خلال الجلسة التي عقدت بالأمس الكثير من الاستفسارات والتساؤلات حول سرقة ونهب الآثار السورية التي يتم بيعها في المزادات العلنية بأبخس الأثمان مطالبين بأن يكون هناك إجراءات فورية ورادعة لكل من يساهم في سرقة الحضارة والتراث السوري متسائلين عن أداء الوزارتين خلال الأزمة الراهنة وجهودهما للحفاظ على الآثار وحماية التراث الوطني وتطوير الخطاب الثقافي وتنشيط السياحة وتحسين الخدمات الفندقية داخل المنشآت السياحية.
وزير الثقافة عصام خليل قال: إن درة الآثار السورية في الحفظ والصون وأن ما تقوم به العصابات الإرهابية من تنقيب جائر على الآثار السورية يؤكد أن هناك مؤامرة لطمس المعالم الحضارية في سورية.
وخلال الجلسة تركزت مداخلات الأعضاء حول ضرورة الاهتمام بثقافة الطفل وحماية الآثار وتنشيط السياحة الداخلية وإلى ضرورة مراقبة دور النشر والكتب التي تسوقها حفاظاً على الثقافة والهوية الوطنية، في حين طالب آخرون بتطوير الخطاب الثقافي في مواجهة المشروع الإرهابي التكفيري من خلال التركيز على المصطلحات والمفاهيم والاستفادة من وسائل الإعلام والاتصال الحديثة. وإلى ضرورة العمل على توسيع المركز الثقافي العربي في مدينة جبلة لكثرة مرتاديه وتفعيل المدرج الأثري في المدينة ليقوم برسالته الحضارية والثقافية والتركيز على ثقافة الطفل وإعداده وطنياً وروحياً وإنسانياً كما أكد البعض ضرورة التنسيق بين وزارات التربية والإعلام والثقافة والأوقاف لتطوير الخطاب الثقافي باعتبار الثقافة قضية مجتمعية تهم جميع الشرائح ومراجعة الكتب والمناهج المدرسية. وإلى ضرورة تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية لمتابعة الآثار المسروقة من التنظيمات الإرهابية المسلحة واستعادتها وتعزيز جهود الوزارة للتصدي للإشاعات والتضليل الإعلامي الذي تتعرض له سورية من عدد من وسائل الإعلام المغرضة.
ودعا عضو مجلس الشعب محمد بخيت إلى تشكيل لجنة لإعادة النظر بواقع المراكز الثقافية في محافظة ريف دمشق ومدى التزامها بتنفيذ البرامج الثقافية وإلى ضرورة إسهام جميع المؤسسات والوزارات في التصدي للمشروع الوهابي الإرهابي الأسود الذي استهدف البشر والحجر.
من جهة أخرى أشار البعض إلى أهمية التشدد على الأسعار في المنشآت السياحية ومراقبة الخدمات المقدمة فيها، وإلى ضرورة إيجاد منهج ثقافي موحد بين جميع الوزارات وتنسيق الجهود لمواجهة الأفكار الهدامة للمجتمع والغريبة عن ثقافته وتراثه وقيمه وإلى ضرورة إعطاء دور أكبر للمثقفين في مشروع المصالحة الوطنية وإشراكهم في الحياة الثقافية والتوعوية للأجيال والناشئة، مطالباً برفع دعاوى قانونية بحق كل من يتاجر بالآثار السورية أو يقوم بتهريبها إلى خارج الوطن.
قال رداً على أعضاء المجلس: إن وزارة الثقافة ليست وحدها المعنية بإنتاج مشروع ثقافي وطني وإنما هي من يمتلك الأدوات الثقافية لخدمة الفعل الثقافي المجتمعي العام، موضحاً أن الوزارة ليست معنية بمنح إجازات طباعة الكتب وتداولها في الأسواق وهذا الأمر هو من صلب عمل وزارة الإعلام لكن الرقابة بمفهومها التحصيني تنصرف على جميع الوزارات والمؤسسات العامة والأهلية.
بدوره أكد وزير السياحة بشر يازجي في تصريح خاص لـ«الوطن» أن الوزارة تسعى لتفعيل السياحة والمساهمة في رفد خزينة الدولة بالقطع الأجنبي من خلال خطوات عديدة في مجال الاستثمار والترويج والتخطيط والتأهيل والتدريب.
وأكد يازجي أنه تم وضع الدراسات اللازمة وبالتعاون مع وزارة الإسكان لجهة حل قضايا الأراضي المستملكة في الساحل السوري والتي هي عالقة منذ نحو 38 سنة.
وقال: إن لقاءنا مع أعضاء مجلس الشعب يصوب ويطور عمل وزارة السياحة من خلال الطروحات التي تقدم بها الأعضاء والتي تركزت حول موضوع شرح ما طرحته الوزارة في موضوع الاستملاك وتحقيق الغاية التي تم الاستملاك من أجلها وهي التطوير فيما يخدم المواطن والدولة لافتاً إلى أنه تم التطرق إلى مشاريع السياحة الداخلية والشعبية وما تم العمل عليه من خطوات في مجال الترويج والاستثمارات وخاصة أن الوزارة اليوم تعد لملتقى مميز وجاذب جداً للاستثمار السياحي.
واعتبر الوزير أن ما تم التطرق له عن موضوع المنشات السياحية يأتي في صميم عمل الوزارة مشيراً إلى أن طموحنا كبير في تحقيق ما نصبو إليه من تحد لتكون الوزارة رافداً لخزينة الدولة ولاسيما السياحة الداخلية والتي نعتبرها اليوم تشبه الصناعة المحلية كما يتم اتخاذ عدة خطوات في مجال السياحة الدينية وتنشيط هذا القطاع.
وأضاف: نسير اليوم على عدة محاور أولها وضع خطة ترويجية جديدة بالتعاون مع الإعلام تستهدف الغاية من السياحة والترويج السياحي في هذا الوقت ونحن اليوم من خلال الترويج السياحي يتم الترويج للاستثمار السياحي وليس الترويج اليوم لجذب السواح من خارج القطر لأن الغاية للترويج اختلفت وخاصة أننا نقيم أيام سياحية حول العالم اليوم نحن نعد لمبادرة مهمة جداً تستهدف جذب قطع أجنبي في هذا الوقت. كما نعد لفواصل إعلانية تشمل جميع المواقع السياحية في سورية بعد أن أتممنا إعداد الخريطة السياحية السورية كقاعدة بيانات يتم اليوم تغطيتها وتسليط الضوء عليها خلال المرحلة القادم أو من أجل خلق أماكن ترتادها العائلة السورية وخاصة لذوي الدخل المحدود.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن