سورية

الميليشيات تطالب بتغيير وفد «العليا للمفاوضات».. والسياسيون: «ليس وارداً» … دي ميستورا إلى موسكو لتحريك الحوار السوري

| الوطن – وكالات

أخذت قضية الخلافات بين الميليشيات المسلحة و«الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة الحيز الأهم من الاجتماعات التي جمعت وفدها التفاوضي إلى جنيف مع «الهيئة العليا» أمس، في الرياض. وفي حين طالبت الميليشيات بتغيير أعضاء الوفد، وبشكل خاص «كبير المفاوضين» محمد صبرا، رأى أعضاء سياسيون في «الهيئة العليا» أن إجراء هذه التعديلات «ليس وارداً». تأتي هذه الاجتماعات، في وقت تستقبل فيه موسكو اليوم المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لبحث تفعيل الحل للأزمة السورية.
ويرى مراقبون أن هذا الخلاف قد يؤدي إلى شرخ كبير في «العليا للمفاوضات» فيما إذا لم يتم التوافق وتلبية متطلبات الميليشيات نظرا لأنهم يمثلون نحو ثلث أعضائها بتمثيلهم بـ11 عضواً من أصل 33 عضواً.
وفي هذا الإطار، نقلت جريدة «الشرق الأوسط» الممولة من النظام السعودي عن مصدر في الميليشيات وهو في الوقت ذاته أحد أعضاء وفد «الهيئة العليا» إلى جنيف، أنه «ستبحث الميليشيات في الرياض أسباب تعليق مشاركتها في الجولة الأخيرة من المفاوضات، وبالتالي ضرورة الوصول إلى حلول في هذا الإطار، تسهيلاً لمهمة الوفد، ومنعاً لتكرار ما حصل في الجولة الأخيرة». وكانت الميليشيات قد ربطت سبب تعليق مشاركتها في الجولة السادسة من جنيف بـ«عدم وضوح المرجعية بالمفاوضات، والتخبط في اتخاذ القرارات، وغياب إستراتيجية تفاوضية واضحة، فضلاً عن اعتبارها أن العلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض لا تصب في مصلحة الثورة».
وتشير المصادر بحسب «الشرق الأوسط»، إلى «امتعاض الفصائل من أداء صبرا الذي يحاول التفرّد بالقرارات، ومواقفه المنتقدة للمعارضة السياسية والعسكرية المشاركة في مؤتمر آستانا»، مضيفة: «لا بد من اتخاذ الإجراءات المناسبة في هذا الإطار، وإجراء التعديلات على الوفد، واستبدال كبير المفاوضين بشخصية أخرى». وتؤكد المصادر أيضاً أهمية حل المشكلة المتمثلة بانفراد «الهيئة العليا» بالقرار، وتحول الوفد إلى «ساعي بريد» لها، خصوصاً أن ممثلي الميليشيات ليسوا أعضاء في الوفد، باستثناء محمد علوش، القيادي في ميليشيا «جيش الإسلام»، ولا يتم التنسيق معهم بشكل دوري.
بدوره، أشار عضو «الائتلاف» المعارض ووفد منصة الرياض، فؤاد عليكو، إلى المشكلة نفسها المتمثلة بتفرد «الهيئة العليا» بالقرارات، واستبعد في الوقت عينه إمكانية تغيير الوفد المفاوض، وأضاف: «جاهزون للذهاب إلى السعودية، وننتظر بين لحظة وأخرى إبلاغنا للذهاب، حيث من المتوقع أن ننضم غداً (امس) إلى اجتماعات الهيئة».
من جهته، لا ينفي المستشار القانوني لـ«الهيئة العليا»، وعضو «الائتلاف» هشام مروة أن هناك امتعاضاً من قبل أعضاء في «الوفد إلى جنيف» من أداء «الهيئة العليا»، مؤكداً أن «هناك جهوداً لحل الخلافات، من دون أن يؤدي الأمر إلى تغيير الوفد». في شأن متصل تستعد موسكو لاستقبال دي ميستورا، قبل أيام على انطلاق جولة جديدة من اجتماعات أستانا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف: إن «دي ميستورا سيصل إلى موسكو في زيارة الخميس، وستركز محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على بحث تحريك المفاوضات السورية».
وتابع غاتيلوف في حديث لوكالة «إنترفاكس»: إن «هذه الزيارة تجري في إطار الاتصالات الدائمة مع المبعوث الدولي لتبادل وجهات النظر حول الوضع الراهن في التسوية السورية وبحث خطوات محددة بغية تنشيط عملية المفاوضات بين السوريين».
وقال دي ميستورا لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء: «بوسعي التأكيد أن اللقاءات المقررة خلال زيارتي موسكو يوم الثامن من حزيران مع لافروف وشويغو».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن