ثقافة وفن

13 مسلسلاً خارج السباق الرمضاني! … «الأسماء البياعة» أكذوبة.. وعملية التسويق تعتمد على علاقة المنتج بأصحاب المحطات

| وائل العدس

لا شك فيه أن تسويق أعمال الدراما السورية عربياً بات من أكثر الأمور صعوبة في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من ست سنوات، بسبب مقاطعة بعض القنوات من جهة، ولغياب السياسة التسويقية لدى كثير شركات الإنتاج من جهة أخرى.
وتعاني الجهات المنتجة أزمة شديدة، إذ لم يعد من السهل أن تقوم ببيع مسلسلاتها لأي فضائية حتى لو ضمت عدداً كبيراً من نجوم الصف الأول بسبب ما يشهده الوطن العربي من حروب انعكست على الواقع الاقتصادي، إضافة إلى إدراج الأعمال العربية المشتركة التي بدأت يوماً بعد يوم تتصدر المشهد الدرامي خاصة مع الاعتماد على الكتّاب والمخرجين والممثلين والفنيين السوريين، إلى جانب الدراما المدبلجة التي كانت ومازالت مادة مطلوبة.

القنوات المحلية
رغم دخول القنوات المحلية (الفضائية السورية، سورية دراما سما) جو المنافسة من الباب العريض واستيعابها لعدد كبير من المسلسلات، إلا أن كثيراً منها بقيت من دون عروض لتكون خارج السباق الرمضاني.
القنوات السورية وحدها تعرض خلال رمضان 14 مسلسلاً، وهي بادرة تستحق الاحترام، تعرضها كلها «سورية دراما» مقابل ستة مسلسلات عبر «سما» وخمسة عبر «الفضائية السورية» مع غياب قناة «تلاقي» هذا العام بعد إغلاقها.
وقد تكفلت 45 قناة محلية وعربية بعرض 17 مسلسلاً في رمضان، في حين خرجت 13 أخرى خارج السباق الرمضاني لأسباب مختلفة ومتعددة وهي «وردة شامية»، «جسر البيت»، «غبار الجوري»، «سايكو»، «هواجس عابرة»، «طلقة حب»، «شباب ستار»، «فارس وخمس عوانس»، «شبابيك»، «آخر محل ورد»، «ترجمان الأشواق»، «فوضى»، «الغريب».

الشاشات اللبنانية
مع مقاطعة معظم التلفزيونات الخليجية للدراما السورية على خلفيات سياسية، حلت الشاشات اللبنانية مكانها وعوّضت ذلك بعرضها تسعة مسلسلات.
فتعرض «الجديد» ثلاثة أعمال هي «قناديل العشاق» و«طوق البنات 4» و«لست جارية»، ومثلها قناة «LDC» التي تعرض «طوق البنات4» و«باب الحارة» و«أهل الغرام3».
وتعرض قناة «LBC» عملين هما «قناديل العشاق» و«طوق البنات»، ومثلها «المنار» التي تعرض «بقعة ضوء 13» و«طوق البنات»، و«NBN» تعرض «لست جارية» و«الخان».
أما قناة «ANB» فتعرض عملاً واحداً هو «جنان نسوان».
ويذكر أن القنوات الخليجية التي عرضت أعمالاً سورية كانت شريكة بإنتاجها، ومثال ذلك قناة «MBC» التي تعرض «باب الحارة9» وقناتا «أبو ظبي» و«أبو ظبي دراما» اللتان تعرضان «أوركيديا» و«قطر» التي تعرض «أحمد بن حنبل».

السلة الدرامية
هنالك سياسة رائجة في الدراما العربية عامة، والمصرية خاصة، تتمحور حول فكرة البيع بطريقة «السلة الدرامية»، حيث تبيع شركة الإنتاج أكثر من عمل لقناة واحدة مع منحها سعراً خاصاً، إضافة إلى تسويق أعمال أنتجت بأعوام سابقة «بالمعية».
هذه العملية تضمن للمنتجين فرصة أكبر لبيع منتجاتهم وإن قل هامش الربح لديهم، لكنها على الأقل تفرض الوجود السوري إن اتبعت.
وإن دخلنا عمق القنوات الخليجية نجد أن سياساتها قد تغيرت وباتت تعتمد على الإنتاج الخليجي بالدرجة الأولى إلى جانب دخول الإنتاج التركي إلى سوقها بصورة أكبر من ذي قبل.

القطاع الحكومي
رغم أن المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي أحدثت قفزة نوعية خلال الأعوام القليلة الماضية من ناحية التسويق الدرامي، ونجحت بالتغلغل في السوق المحلية والعربية، إلا أنها لم تظهر هذا العام إلا بعملين هما «لست جارية» الذي أنتجته بالشراكة مع شركة «الفارس» العام الماضي، ومسلسل «أزمة عائلية».
العمل الأول الذي ألفه فتح اللـه عمر وأخرجه ناجي طعمي يعرض عبر ثلاث قنوات هي «سورية دراما، سما، الجديد»، أما الثاني الذي كتبه شادي كيوان وأخرجه هشام شربتجي فيعرض عبر القنوات المحلية فقط وهي «سورية دراما، الفضائية السورية، سما»، في حين تأجل عرض مسلسل «ترجمان الأشواق» إلى ما بعد رمضان بسبب عدم الانتهاء من التصوير حتى الآن.

أسئلة مشروعة
أتساءل: ما المعايير لتسويق المسلسلات السورية؟ النجوم؟ المخرج؟ أم المنتج وقدرته على تسويق أعماله؟ وهل هناك أسماء مازالت «بياعة»؟ أم أسماء لامعة «راحت عليهم» ولم تعد أسماؤهم دافعاً لشراء الفضائيات لأعمالهم؟.
سوق البيع هذا العام يوحي بأن نسبة كبيرة من عملية التسويق تعتمد على علاقة المنتج بأصحاب المحطات الفضائية، وكلما كان المنتج أقوى نفوذاً كانت مسلسلاته أكثر تسويقاً، أما اسم النجم فلم يعد يتحكم في التسويق إلا بنسبة ضئيلة جداً، حيث إن كثيراً من النجوم أصحاب الأسماء الكبيرة لم يبيعوا مسلسلاتهم أو أنها بيعت لكنها لم تحصل على السعر المستحق أو بيعت لقنوات قليلة جداً.
ولنعترف هنا أن هناك نجوماً «راحت عليهم» بالفعل، ولم تعد أسماؤهم تشكل أي إغراء في عملية التسويق، لذا لابد من التجديد الدائم وإحداث عنصر المفاجأة.
هؤلاء النجوم باتوا بعيدين عن الطلب ليس لأنهم وجوه مكررة فقط، بل لأنهم لم يطوروا أنفسهم، ولأنهم ينهشون النسبة الكبرى من ميزانية العمل، وبالتالي يضطر المنتج إلى التوفير في أماكن أخرى على حساب جودة العمل.
ما يعني أن «الأسماء البياعة» أكذوبة روجها بعض النجوم وأثبتت كذبها، بدليل أن نجوماً كباراً لهم أسماءهم الرنانة لم يعد لهم أهمية في التسويق لأنهم سبق أن قدموا أعمالاً فاشلة.
ذلك لا ينفي وجود أسماء «باتت قليلة جداً» تعد المعيار الأول في التسويق، أمثال النجوم الذين يشاركون في الدراما العربية المشتركة والدراما المصرية وغيرها، ما يعني أن هذه الأسماء مازالت تحتفظ بمكانة لا يمكن تهديدها.
ولا ننسى أن لكل قناة متطلباتها وذائقتها الخاصة على مبدأ «الجمهور عايز كده»، علماً أنها تفضل المواضيع الجديدة والنجوم غير المستهلكة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن