الأخبار البارزةشؤون محلية

أطفال السكري والعلاج النفسي … محفوري: الاهتمام المبالغ بالطفل مريض السكري يسيء إلى حالته النفسية

| محمود الصالح

يشكل مرض السكري النسبة الكبرى في الأمراض المزمنة في سورية ويصل عدد المصابين في هذا المرض إلى أكثر من 181 ألف حالة مسجلة في المراكز الصحية والمراكز التخصصية. وتعتبر مرحلة الطفولة من أكثر مراحل الخطورة في حياة المريض إذ إن أغلب الإصابات بداء السكري في مرحلة الطفولة تكون قاتلة، ونظراً للدور النفسي المهم في التعايش مع هذا المرض من الأطفال التقت «الوطن» مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة رمضان محفوري الذي أكد اهتمام الوزارة بهذا الجانب من خلال حملات التوعية والمتابعة والتشبيك مع مختلف الجهات العامة والأهلية في هذا الجانب.
وبيّن محفوري أن كل طفل يتجاوز نسبة السكر في دمه 125 مم يعتبر مريضاً سكرياً وهناك نوعين للمرض الأول يصيب الفئة العمرية أقل من 35 سنة وهو النوع الأخطر الذي يعتمد في علاجه على الأنسولين بشكل كامل بسبب عدم إفراز البنكرياس لهذه المادة، أما الفئة الأخرى فهي فوق 35 سنة ويمكن أن يكون العلاج من خلال الحبوب وأحياناً الحبوب والأنسولين.
وأوضح محفوري أن أعراض المرض تتبدى من خلال العطش الشديد وكثرة التبول والوهن العام والجوع ويتم العلاج بزيادة شرب الماء وإعطاء الأنسولين ووضع برنامج غذائي، ومن علامات هبوط السكر لدى الطفل أنها تظهر من خلال الشحوب والصداع الشديد والإحساس بالجوع والتعرق البارد وتجري المعالجة الفورية بتناول السكر والنشويات.
وبيّن محفوري إن للطفل المصاب معاملة خاصة ولكن لا يجوز بشكل من الأشكال التمييز عن أقرانه لأن ذلك ينعكس سلباً على حالته النفسية ومن الخطأ الرقابة الصارمة التي يمارسها الأهل على الطفل وكذلك هناك من الأهل من يتعامل مع طفل السكري بثقة أقل مما يتسبب بالكثير من المشكلات النفسية للطفل كالإحباط والعدوانية وكذلك يعمل بعض الأهل على التمييز بين الطفل المريض بالسكري وإخوته كالنظام الغذائي والمسؤوليات والاهتمام المبالغ فيه بالطفل المريض ومحاولة الأهل إخفاء حالة المرض عن المجتمع لأنهم يعتقدون انه يسيء إلى سمعة العائلة، مؤكداً أن هذا الكلام مرفوض مطلقاً لأنه على الأهل العمل على ممارسة الرقابة غير المباشرة على الطفل المريض وكذلك يجب الاعتراف بمرض الطفل وإعطاء الطفل الثقة بالنفس التي تدفعه ليكون بموقع المسؤولية تجاه نفسه وتجاه مرضه وعدم التمييز بين الطفل السكري وإخوته في الحقوق والواجبات.
وأشار محفوري إلى ضرورة وضع نظام غذائي أسري يتناسب مع مرض السكري والتعامل المنطقي مع الطفل بما يخدم حالته الصحية والابتعاد عن التطرف في المعاملة، أما فيما يتعلق بين طفل السكري وعلاقته مع إخوته فطلب محفوري التعامل مع حالة عدم تواصله مع إخوته بشكل إيجابي والتسلط والعدوانية والقسوة في التعامل والشعور بالغيرة من خلال الاستجابة لمطالبه ضمن المعقول دون الإفراط ودفع الطفل للمشاركة في جميع نشاطات الأسرة، مطالباً المدارس بضرورة التواصل مع الأهل والتفاعل الجيد في توفير البيئة المناسبة لطفل السكري في الاندماج في المدرسة وعدم التمييز بينه وبين زملائه الآخرين إلا من خلال توفير وتفهم احتياجاته الخاصة كزيادة تناول الماء وحالات الخروج إلى الحمام وأن تعمل المدرسة على توسيع مدارك الأطفال بموضوع مرض السكري وعدم اعتباره وصمة يعمل البعض على إخفاء الإصابة به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن