شؤون محلية

في درعا.. رمضان خالٍ من الكولسترول

| درعا – الوطن

ليس من باب التقشف أو التندر، بل من أجل الحفاظ على صحتكم وجيوبكم في شهر رمضان المبارك، إنها نصائح يتدوالها الناس في الشارع الحوراني ولسان حالهم يقول: عليكم بتناول وجبات الإفطار بمكونات من الخضر من بندورة وكوسا وفاصولياء وباذنجان وبطاطا وملوخية وخيار وحشائش وغيرها ،لأنها على المعدة لينة وعلى الجيب هينة، ما يحفز على ذلك أن موسمها والحمد لله تصادف لهذا العام مع الشهر الفضيل، أي أسعارها مقبولة جدا .
وبالنسبة للشوربة التي لا غنى عنها على الإفطار أشارت أم خليل وأم أكرم إلى أن توضيبها لن يعسر ربات المنازل فإما من مكونات الخضر الرخيصة حاليا أو من عدس المعونات، وإن كن محظوظات ويستلمن من فرع الهلال فهو يوزع العدس مؤخراً مجروشاً، أما من جمعية البر فلا بأس ببعض العناء في طحنه بجاروشة الحي لكونه حبا ومن ثم تخليصه من القشور في الهواء الطلق.
وبشيء من السخرية حذر الكثيرون بعضهم بالقول: إياكم ثم إياكم أن تأكلوا أي مأكولات دسمة من قبيل تناول وجبة لحمة بصينية أو شقف أو كباب وحتى إشراك اللحومات مع الطبخات مهما كانت، أو التفكير في تناول فروج مشوي أو بروستد وحتى إدخاله في وجبات مثل الكبسة والأوزي والمندي والمحمر وغيرها، ليس لأن أسعارها كاوية وتفرغ الجيب وتفزع القلب بل لأن الخضر صحية أكثر.
وامتثلوا بذلك في السحور مبتعدين عن الزبدة والجبنة والسمنة البلدية، ليس من باب أسعارها الفلكية حاليا بل لأنها صادمة للنفس ولا تشجع على ملء معدة يمكنها أن تعين صاحبها على تحمل صيام يوم صيفي لاهب وطويل، وعليكم بلحاق شراء بعض من مربى التين الرخيص من منافذ المؤسسة السورية للتجارة قبل نفادها لقلة المتبقي منها ولا بأس معه بقليل من الزبدة النباتية واللبن.
ولجهة الحلويات قالت كل من أم عبدالله وأم أسامة وأم محسن (خبيرات في بدائل الحلويات): عليكم أن تقنعوا أبناءكم أن العادات تغيرت، فلم تعد القطايف رفيقة رمضان، ليس لجموح أسعار حشواتها من جوز وقشطة ومتمماتها، بل لأنها تثقل المعدة بعد امتلائها بوجبة إفطار كبيرة، وإن كان لا بد من الحلويات فمحلاية منزلية غير مكلفة، مكوناتها رز إعانات مطحون بدلا من بيعه كعلف للدجاج والقليل من الحليب الجاف الذي توزعه وكالة الغوث وكمشة سكر، وهناك اختراع جديد للكنافة مكوناتها برغل من الأعلى مع حشوة سميد من مطحون معكرونة وحليب جاف وسكر معونات، وهناك الزلابيا بمكوناتها البسيطة المتوافرة أيضا من المعونات وهي عجين يقلى ثم يغمر بالقطر.
مصادر مطلعة في غرفة تجارة درعا أشارت لـ«الوطن» أن الغلاء في معظمه ناتج عن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وتعاظم أجور وتكاليف النقل وضعف دوران عجلة الإنتاج لتضرر وخروج العديد من المنشآت من الخدمة، على حين أن ذلك الغلاء الكبير لم يقابل بالتحسين المطلوب للقوة الشرائية للمستهلكين ما جعل الهوة واسعة بين الدخل والإنفاق وزاد من معاناة الناس في تأمين قائمة احتياجاتهم الحياتية الضرورية جداً المستبعد منها بشكل كامل المواد ذات الأسعار الفلكية مثل اللحوم الحمراء والحلويات العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن