سورية

اعتبر أن الأزمة الخليجية «مهزلة» وأن قطر والسعودية متورطتان إلى ما فوق الآذان في الإرهاب … المقداد: سورية ماضية في تحرير كل شبر من أراضيها ولن تلهيها عراقيل التحالف الأميركي

| سامر ضاحي

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن سورية ماضية في طريق تحرير كل شبر من أراضيها التي تتواجد بها قوات أجنبية غير مشروعة، مشدداً على أن «العراقيل» التي تضعها قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في وجه سورية للحؤول دون ذلك «لن تلهينا عن مهمتنا الأساسية في دحر الإرهاب في كل أنحاء سورية».
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش حفل استقبال أقامته سفارة موسكو بدمشق أمس، بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية في فندق «داما روز»، وخلال رده على سؤال عن وصول قوات الجيش العربي السوري إلى الحدود مع العراق شمال شرق منطقة التنف وأين ستكون وجهتها التالية إلى الشمال أم إلى الجنوب، قال المقداد: «أهنئ الجيش العربي السوري على الانتصارات التي يحققها على الرغم من العراقيل والعقبات التي تقوم بوضعها قوات التحالف الأميركي غير المشروع».
وأعرب المقداد عن اعتقاده بأنه «لا معنى للمحاولات التي تقوم بها قوات التحالف لأنها لا تؤدي إلا إلى دعم الإرهاب والإرهابيين، ونعتقد أنه على الرغم من كل المناورات التي قامت بها قوات التحالف غير المشروع لإخفاء حقيقتها لكنها فشلت هذه المرة في أن تضلل الرأي العام العالمي حول محاولاتها وحول ما تدعيه من حرب على الإرهاب، فهي لا تسعى إلى كل ذلك وإنما تسعى إلى إطالة الأزمة في سورية ولتحقيق ذلك الهدف فإنها تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر الإرهاب ومن يدعم الإرهاب».
وأضاف: «أما فيما يتعلق بالشمال والجنوب فقوات الجيش العربي السوري ستتوجه إلى كل أنحاء الوطن، وإن كانت مثل هذه العراقيل الآن، فإنها لن تلهينا عن مهمتنا الأساسية وخاصة في دحر الإرهاب في كل أنحاء سورية».
ورداً على سؤال إن كان سيحصل صدام بين قوات الجيش العربي السوري وقوات التحالف الدولي خصوصاً أن الجيش العربي السوري ماض في تقدمه في شرق سورية عند الحدود مع العراق وكذلك باتجاه الرقة، قال المقداد: «مما لاشك فيه أننا أعلنا أنه في حال استمرار العراقيل التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية وتحالفها المزعوم ضد الإرهاب، فإننا لن نسكت على ذلك، ولكن لهذه المعركة أولويات ونحن نسير بما يخدم المصلحة السورية لكنني في نهاية المطاف أؤكد أن سورية ماضية في طريق تحرير كل شبر من أراضيها التي تتواجد بها قوات أجنبية غير مشروعة على الأرض السورية».
وحول ما ورد في وسائل إعلام عن مباحثات روسية أميركية في عمان حول الجنوب السوري وان كانت موسكو وضعت دمشق في أجواء هذه المباحثات، قال المقداد: «لا توجد مباحثات يمكن تسميتها مباحثات، وهنالك تواصل ما بين مختلف الأطراف المهتمة بالأزمة السورية، ونحن نؤكد أن جنوب سورية وشمال سورية هي أرض سورية ولا يحق لكل الأطراف الأجنبية أن تتدخل في الشؤون الداخلية لسورية وأن هذه الحرب هي بيننا وبين الإرهاب فمن أراد أن يكافح ويحارب ضد الإرهاب فليأت للتنسيق مع الجيش العربي السوري وللتنسيق بشكل مشروع مع حكومة الجمهورية العربية السورية، أما كل محاولات التي يدعيها البعض في إطار مكافحة الإرهاب، فهي أكاذيب وعبارة عن تضليل لشعوب المنطقة دعماً من هذه الأطراف للإرهاب ولكي تطيل أمد الأزمة في سورية بما يخدم إسرائيل وبما يخدم مصالح الغرب في هذه المنطقة».
وإن كان هناك تنسيق مع «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في معركة تحرير الرقة من تنظيم داعش الإرهابي وخصوصاً أن الجيش العربي السوري تقدم إلى المدينة من الجهة الجنوبية الغربية فيما تتقدم «قسد» داخل المدينة، قال المقداد: «أنا أتحدث عن أولويات وأتحدث بأن الجيش العربي السوري سيستعيد السيطرة على كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية».
وحول العراقيل التي تم وضعها في مسار أستانا حيث كان من المقرر أن تنعقد الجولة الخامسة منها اليوم إلا أنه تم تأجيلها إلى الـ20 من الشهر الجاري مبدئيا، قال المقداد: «نحن نتابع هذه المواضيع وكما جرت العادة، لا ثقة لنا بالدور الذي تقوم به تركيا لأنه دور داعم للإرهاب وللتنظيمات الإرهابية وهذا لا يخفى على أحد، لكننا نسعى نحن والأصدقاء الروس والأشقاء الإيرانيين لمتابعة مسيرة أستانا لأننا نعتقد أنها طريق يؤدي الغرض المطلوب على الرغم من كل العراقيل التي تضعها الحكومة التركية في طريق ذلك».
وإن كانت سورية تعول على مساري أستانا وجنيف، قال المقداد: «نحن نحضر بشكل مستمر، سواء اجتماعات أستانا أو اجتماعات جنيف وهذه عملية سياسية والأستانا أصبحت أهداف العملية فيها معروفة أيضاً بالبعدين السياسي والعسكري، ونحن لا نعول إلا على قوة الجيش العربي السوري والانتصارات التي يحققها وعلى الانجازات التي ننجزها مع الحلفاء والأصدقاء، ونحن أعلنا مراراً وتكراراً أننا سنشارك بشكل مستمر في العملية السياسية سواء في جنيف أو في أستانا.
وعن واقع الميدان السوري في ضوء الأزمة الخليجية، قال المقداد: «أعتقد أنه واقع جيد، وأنا دائماً متفائل ونحن في سورية دائماً متفائلون وأعتقد أن هذه المهزلة التي نشهدها في منطقة الخليج توضح للقاصي والداني أن سورية كانت دائماً على حق، ونحن نقول منذ بداية هذه الحرب إن دول الخليج أو بعض دول الخليج، تقف مع الإرهاب وتمول الإرهاب وتسلح الإرهاب، وفي كل الرسائل التي وجهناها إلى مجلس الأمن وإلى الرأي العام العالمي كنا نقول: إن هذه الدول متورطة حتى ما فوق الرأس في ممارسة الإرهاب، فما الجديد الآن؟ هل الجديد أن الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب قد أعلن أن هذه الدولة أو تلك متورطة في الإرهاب؟ نحن نعتقد أن قطر والسعودية متورطتان إلى فوق الآذان في كل الإرهاب الذي يمارس على الأرض السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن