قضايا وآراء

هل تغير نتائج التطورات في أثينا والاتفاق مع طهران المنطقة نحو الأفضل؟

تحسين الحلبي : 

يبدو أن المنطقة وخصوصاً أطراف تحالف المقاومة والممانعة ستكون حتى نهاية تموز على موعد مع احتمالات مثيرة ستظهر سيناريوهاتها خلال الأسبوع المقبل وقد ترتسم معظم ملامحها حتى العشرين من تموز الجاري.. فلا أحد يقلل من أهمية الأسبوع المقبل من بين المحللين السياسيين في أوروبا وأميركا والمنطقة وخصوصاً لجهة الاحتمالات المتوقعة للموضوعين الرئيسيين (النووي الإيراني) وأزمة اليونان الاقتصادية بعد نتائج الاستفتاء الداعمة لحكومة (تسيبراس).. فمن أثينا ومن طهران قد ترسم التطورات المقبلة وضعاً تجد فيه إيران وحلفاؤها إنجازاً يعزز شق «طريق سريع» نحو تصعيد الحملة العسكرية على الإرهاب في كل من العراق وسورية دونما حاجة للمساعدات الأميركية الجوية وغير الجوية فالاتفاق الإيراني مع (الدول الخمس +1) سيفتح بوابة إيرانية لاستعادة مئة مليار دولار لأرصدتها المالية المجمدة في المؤسسات المالية الغربية، ويرى (ديفيد روثكوبف) المدير التنفيذي لمجموعة (فورين بوليس) أن إيران سيزداد خطرها على المصالح الأميركية لأنها ستتمكن من جمع (44) مليار دولار خلال فترة تنفيذ الاتفاق المتوقع ولذلك يطالب (روثكوبف) بعرقلة الاتفاق بالذي سيعزز دور إيران وسورية في تخليص العراق من الهيمنة الأميركية بموجب المخاوف التي يعرضها كما سيتعزز دور إيران في مجموعة دول (شانغهاي) و(بريكس) التي تعد خلال أيام جدول عمل طموح على المستوى العالمي.
وعلى الجهة الأوروبية يبدو أن قمة زعماء الاتحاد الأوروبي المقررة بعد أيام لا بد أن تحمل معها إحدى نتيجتين: إما القبول باقتراحات (تسيبراس) وتحمل مضاعفاتها على أوروبا من نواح اقتصادية وسياسية قد لا تحملها ألمانيا بشكل خاص وإما خروج أثينا من منطقة العملة الأوروبية (اليورو) وتعود إلى (الدراخما) وفي كلا الاحتمالين ستتعرض العلاقات الأوروبية مع الولايات المتحدة ومع روسيا الاتحادية إلى وضع جديد سيحمل معه استقطابات وفرز لن يكون في أغلب الاحتمالات في مصلحة الهيمنة الأميركية ولذلك أصبح السؤال الذي يفرض نفسه على الساحة الدولية هو: أين ستتجه الحرب على داعش وأمثالها في ظل هذه التطورات؟
يبدو أن ما يمكن استخلاصه من إعلان واشنطن عن برنامج تدريب لستين من المعارضين السوريين هو أن حرب واشنطن على داعش تشبه برامج (توم وجيري) وألعاب الأطفال بينما تحقق القوات السورية والعراقية والحشود الشعبية المسلحة إنجازات متتالية ضد مجموعات (داعش) وأمثالها في مختلف المناطق..
وهذه الأطراف السورية والعراقية واللبنانية هي التي تدفع ثمن الإرهاب الذي يريد التوسع في دولها في حين أن واشنطن لم تدفع أي ثمن من داعش لا هي ولا حلفاؤها في المنطقة.
وربما هذا ما يوضح إعلان الرئيس أوباما بأن الحرب على داعش قد تمتد لأجيال. ولو كانت داعش تستهدف أميركا وحلفاءها في المنطقة لما أعلن أوباما مثل هذه الأفكار..
ولذلك يتوقع المحللون في واشنطن أن تتغير أوضاع منطقة الشرق الأوسط باتجاه يلحق الضرر بالمصالح الأميركية ومصالح حلفائها خصوصاً بعد غرق السعودية في جبال ورمال اليمن.
فالكل يرى أن واشنطن ستدفع ثمناً في شبه الجزيرة العربية بعد دعمها للحرب على اليمن وما يجري ضد الشعب اليمني منذ آذار الماضي حتى الآن. ولا شك أن جدول العمل الأوروبي- الأميركي تجاه أثينا ونتائجه المرتقبة بعد أيام والموضوع النووي ونتائجه بين الدول (الخمس+1) مع إيران سيضعان المنطقة والعالم على عتبة تطورات تشق طريقها نحو خيارات متعددة تتطلع (دول بريكس) روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا إلى استثمارها مع حلفائها الإقليميين في الشرق الأوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن