عربي ودولي

هزيمة تاريخية للحزب الاشتراكي الفرنسي في الانتخابات التشريعية

مني الحزب الاشتراكي الفرنسي الأحد بهزيمة تاريخية في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية ستؤدي إلى تراجع تمثيله إلى أقل من أربعين مقعداً في الجمعية الوطنية بحسب التوقعات، ما يشير برأي قادته إلى «نهاية حقبة».
وأظهرت النتائج التي نشرتها وزارة الداخلية الفرنسية فجر أمس أن حزب «الجمهورية إلى الأمام» وحلفاءه الوسطيين في «الحركة الديمقراطية» تصدروا الدورة الأولى بحصولهم على 32.32 بالمئة من الأصوات، وحل ثانياً حزب الجمهوريين اليميني بحصوله على 21.56 بالمئة من الأصوات متقدماً بفارق كبير على حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف الذي نال 13.20 بالمئة من الأصوات، أما حزب «فرنسا المتمردة» اليساري والحزب الشيوعي فقد حصلا معاً على 13.47 بالمئة من الأصوات، على حين كان الخاسر الأكبر هو الحزب الاشتراكي وحلفاؤه الذين نالوا 9.15 بالمئة من الأصوات في هزيمة مدوية بالمقارنة مع الانتخابات السابقة في 2012 والتي منحت الحزب يومها الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية.
وأجمع الاشتراكيون على إبداء أسفهم لهذه النتيجة التي وصفوها بـ«هزيمة أكثر من تاريخية» و«نتيجة قاسية» و«صفحة تنطوي»، بعد خروج العديد من كبار شخصياتهم من السباق بدءاً بالمرشح السابق للانتخابات الرئاسية بونوا آمون منذ الدورة الأولى.
وفي حين يستعد حزب الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون «الجمهورية إلى الأمام» لاكتساح الجمعية العامة التي ستنبثق عن هذه الانتخابات بعد دورتها الثانية في 18 حزيران، انهار الحزب الاشتراكي بعدما أمسك الحكم خمس سنوات في عهد الرئيس السابق فرنسوا هولاند، ولم يحصل سوى على 9 إلى 10.2 بالمئة من الأصوات بحسب التقديرات، بعيداً عن نسبة 29.3 بالمئة التي حققها في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية عام 2012 والتي سمحت له بشغل 300 مقعد.
وقال رئيس الوزراء السابق الاشتراكي بيرنار كازنوف «ينبغي النظر «إلى هذه النتائج» بوضوح واستخلاص كل العبر غداة الدورة الثانية، ثم إعادة بناء يسار الحكم على قواعد سليمة وجديدة».
وكان زعيم الاشتراكيين في الانتخابات التشريعية أكد قبل الاقتراع أنه لا يؤمن بإمكانية «زوال الانقسام بين اليمين واليسار»، لكن لا بد من الإقرار بعد الدورة الأولى أن الرئيس نجح في رهانه، فقلب المشهد السياسي رأساً على عقب بإسقاطه الحزبين التقليديين الأكبرين.
وقال جيروم غيدج المتحدث السابق باسم بونوا آمون «سيكون من الجنون بعض الشيء ألا نستمع إلى الرسالة» داعياً إلى «إعادة بناء» اليسار.
وأقر السكرتير الأول للحزب جان كريستوف كامباديليس بأن الدورة الأولى «طبعها التراجع غير المسبوق لليسار بمجمله ولاسيما الحزب الاشتراكي»، وهو نفسه هزم منذ الدورة الأولى أمام مرشح من الأغلبية الرئاسية في الدائرة الباريسية التي كان نائباً عنها منذ 1997.
وكان العديدون يخشون هذا السيناريو الكارثي بعد إخفاق المرشح الاشتراكي المدوي في الانتخابات الرئاسية (6.3 بالمئة في الدورة الأولى في 23 نيسان).
وقالت الوزيرة الاشتراكية السابقة أوريلي فيليبيتي التي خرجت هي أيضاً من الدورة الأولى «حين يتوقف اليسار عن الالتزام بقيمه اليسارية، يتعرض للهزيمة».
وأكدت أن اليسار «لم يمت، سنحتاج إليه في السنوات القادمة لحماية جميع الذين يعانون وسيعانون أكثر من السياسة الشديدة الليبرالية التي قد تطبق».
وكان آمون الذي يواجه انتقادات شديدة داخل حزبه، أكد أنه يعتزم المشاركة في إعادة بناء اليسار مهما حصل وحتى لو هزم في الانتخابات التشريعية.
وقرر أن يطلق في مطلع تموز حركة عابرة للأحزاب هدفها جمع كل الذين «يريدون المساهمة في ولادة اليسار من جديد». كما أطلقت رئيستا بلديتي باريس وليل آن إيدالغو ومارتين أوبري في مطلع أيار حركة أخرى اسمها «منذ الغد» بمشاركة مثقفين وفنانين. وأحجم نصف الفرنسيين الأحد عن التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية، حيث وصلت نسبة الامتناع عن التصويت إلى 50 بالمئة بحسب معهد «إيفوب» لاستطلاعات الرأي، و51.4 بالمئة بحسب «إيلاب»، و51.2 بالمئة بحسب «إيبسوس سوبرا ستيريا»، متخطية بفارق كبير نسبة الإحجام في الدورة الأولى من انتخابات 2012، التي بلغت في ذلك الوقت مستوى قياسيا قدره 42.78 بالمئة.
وتجدر الإشارة إلى أن الفرنسيين يميلون تلقائياً إلى منح الرئيس ماكرون المنتخب حديثاً أغلبية برلمانية منذ بدء اعتماد الولاية الرئاسية من خمس سنوات في 2002، وبدء تزامن الانتخابات الرئاسية مع الانتخابات التشريعية، حيث تبلغ ولاية النواب خمس سنوات أيضاً.
روسيا اليوم – سانا – أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن