قضايا وآراء

رسائل سورية من الحدود مع العراق

| ميسون يوسف 

ظنت أميركا بعربدتها وتصرفها خارج قواعد القانون الدولي، أنها ستخيف سورية وحلفاءها وترسم لهم خطوطاً حمراً تفرض عليهم التقيد بها، ولو كانت هذه الخطوط على الأرض السورية، لكن سورية العصية على الإملاءات الاستعمارية، والقوية في مواجهة شتى صنوف العدوان الخارجي عليها، تصرفت وفقا لما ينسجم مع طبيعتها وتاريخها ورفضت بشكل قاطع السلوك الأميركي في الميدان، كما ترفض أي سلوك عدواني آخر في السياسة.
لقد اعتقدت أميركا أن بإمكانها أن تحتل أرضا سورية وتحولها إلى منطقة عزل وفصل، يقسم محور المقاومة بين جزء شرقي في إيران وجزء غربي في سورية ولبنان، ويمنع عن القسمين التواصل والتكامل وأداء مهام المحور المتجهة لحفظ الأرض والحقوق والكرامة والسيادة، لكن سورية وحلفاءها أجهضوا الخطة وسفهوا الظنون الأميركية، بمناورة عسكرية صدمت العدوان وجعلته يقف مشدوها أمام ما حصل لا يقوى على فعل شيء يغير المشهد.
هذا ما حصل بالضبط في البادية السورية على الطريق إلى الحدود العراقية، حيث إن الجيش العربي السوري عندما توجه إلى الحدود من ريف تدمر وريف دمشق في الشرق، واجهته أميركا بنيران تحالفها اللاشرعي الذي ادعت أنها أنشأته لقتال داعش، وفي الممارسة، أظهرت أنه أنشأته لحماية داعش التي هي أصلاً من أنشأتها لتعيث في المنطقة قتلا وفسادا وتدميرا.
لقد تمنت أميركا منع جيشنا من الوصول إلى الحدود لأنها خططت لفصل سورية عن العراق وقطع محور المقاومة كما أسلفنا إلى قسمين، لكن الجيش العربي السوري مع حلفائه، عرفوا جيداً وباحتراف كلي كيف يناورون ويتخطون النار الأميركية العدوانية، وبعد أن وجهوا لأميركا رسائل عملانية في الميدان بإرسال الطائرة من دون طيار فوق منطقة التنف، أجروا مناورة التفاف رشيقة أوصلتهم في وقت قصير جداً إلى الحدود مع العراق ليتحضروا للاتصال بقوات الحشد الشعبي العراقي الآتية من الشمال شرقي الحدود.
لقد وجهت سورية وحلفاؤها بعمليات البادية، رسائل قوية لقوى العدوان على المنطقة بقيادة أميركية، رسائل مفادها أن لا خطوط حمراً تمنع أصحاب الأرض من تحريرها، وأن لا شرعية للوجود الأميركي على الأرض السورية، وأن دور الإرهاب في تحقيق المصالح الأميركية بات قيد السقوط والاستئصال، وعلى أميركا أن تعرف أن في المنطقة قوى تحافظ على كرامتها وسيادتها خلافاً لأشباه الدول التي تسرق مال شعبها لترشو به الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل أن يثبتها على عروشها لتمارس استبدادها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن