سورية

«الوطن» زارت الحدود السورية العراقية.. والغبار والقلق سيدا الموقف .. قائد ميداني: هدفنا النهائي تطهير كامل البادية والوصول إلى دير الزور

| الوطن

رحلة في البادية الشامية منتهاها كان الحدود السورية العراقية التي وصلتها طلائع الجيش العربي السوري وحلفاؤه قبل أيام قليلة واجتثت في طريقها الإرهاب من جذوره، والرحلة ليست طويلة من حيث المسافة، ولكنها طويلة من حيث الزمان نظراً لخطورة المنطقة ووعورتها.
الرحلة جاءت في إطار جولة لمجموعة من الصحفيين المحليين والمراسلين، وانطلقت عند الساعة السابعة والنصف من صباح أول من أمس الإثنين من داخل العاصمة دمشق وسلكت طريق معربا ثم الضمير والسين ومثلث تدمر وصولا إلى منطقة التنف.
سيد المشهد في الطريق كان تراب البادية وغبارها، ولكن ما أقلق المشاركين أحاديث المرافقين، عن أن الخطورة تكمن في أن المناطق الواقعة على يمين الطريق تتواجد فيها ميليشيات معارضة، فيما تتواجد مجموعات من تنظيم داعش الإرهابي على الجهة اليسرى.
تباطؤ عدادات السيارات كان من الطبيعي أن يرافقه زيادة عدد الساعات إلى 7 للوصول إلى نقطة تنفس فيها المشاركون الصعداء بعد أن قطعوا مسافة 140 كم، لكنهم فوجئوا بأنها لم تكن الهدف المطلوب الوصول إليه، لتبدأ رحلة ثانية من تلك النقطة عبر سيارات جيب عسكرية لمسافة 30 كم استمرت لساعة ونصف الساعة على طريق ترابية وعرة جداً، وصل المشاركون بعدها إلى نقطة عسكرية، على الحدود السورية العراقية وتقع شمال شرق معبر التنف ويتواجد فيها ضباط وعناصر من الجيش العربي السوري.
قائد ميداني في الجيش العربي السوري قال للصحفيين المشاركين في الجولة بمن فيهم «الوطن»: تمكنا من تنفيذ مهامنا وتنظيف نحو 20 ألف كيلومتر مربع خلال أربعة أسابيع عبر الانطلاق من المحور الأساسي وهو محور السين التنف ومحور ثان هو الناصرية المحسة بصيرة العليانية الهلبة جبل عش غراب إشارة الوعر، والوصول إلى الحدود السورية العراقية حيث توجد وحدات الجيش.
وكانت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء تمكنت في التاسع من هذا الشهر من الوصول إلى الحدود السورية مع العراق شمال شرق التنف في عمق البادية السورية. وأكد المصدر العسكري أن الهدف النهائي لعملية القوات في البادية هو تطهير كامل البادية السورية من تنظيم داعش والوصول إلى دير الزور وفك الطوق عن المحافظة التي يحاصرها التنظيم منذ سنوات.
وأضاف القائد الميداني: تقدم الجيش لمسافة تصل إلى 200 كم لتفويت الفرصة على ما يسمى «التحالف الدولي» لقطع طريق سورية العراق في منطقة التنف، وتأتي أهمية هذا الانجاز في فتح طرق الإمداد مع العراق الشقيق.
الجيش السوري وبعد أن حقق أولى أهدافه بالوصول إلى الحدود، بات يتهيأ للتحرك شمالاً باتجاه مدينة البوكمال المقابلة لمدينة القائم العراقية، وفي حال تحقيقه هذا الانجاز، فإنه سيكون حينها قد استطاع إعادة الحياة لأول معبر رسمي بين البلدين وقد تتبعها عودة حركة الاستيراد والتصدير براً بين البلدين بعد توقف استمر لسنوات نيتجة سيطرة داعش على المعابر الحدودية، وقبل ذلك الانجاز يكاد من المستحيل الحديث عن عودة حركة الشاحنات لأن المنطقة التي يسيطر عليها الجيش وعرة وتخلو من الطرق المعبدة.
وبقراءة إستراتيجية دقيقة للمنطقة الجغرافية التي سيطر عليها الجيش وحلفاؤه وتقدمهم إلى الحدود السورية العراقية تظهر الأهمية الكبرى لهذا الإنجاز، حيث تمكنت وحدات الجيش من منع المجموعات التابعة للتحالف الأميركي من التقدم باتجاه طريق تدمر دير الزور، ومن التقدم باتجاه مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، ومن ثم دفن أي محاولة محتملة لها لعرقلة جحافل الجيش وعملياتها المتواصلة نحو دير الزور إضافة إلى قطع جميع خطوط إمداد تنظيم داعش في وسط البادية مع المجموعات الإرهابية التي أعلنت مبايعتها له في ريف درعا الجنوبي ولاسيما ما يسمى جيش «خالد بن الوليد».
الصحراء المفتوحة والتضاريس المعقدة والظروف المناخية القاسية جميعها لم تمنع وصول مقاتلي الجيش وحلفائه إلى الحدود السورية العراقية حيث أثبتوا خلال عمليتهم العسكرية قدرتهم على التعامل والتكيف مع جميع الظروف مهما اشتدت قسوتها وصدوا عشرات الهجمات الداعشية الإرهابية ليعلنوا بعدها تحرير آلاف الكيلومترات المربعة من البادية السورية.
وكان تحرير مناجم خنيفيس والصوانة للفوسفات خلال عمليات الجيش في البادية السورية علامة فارقة في تقدم الجيش لتظهر الأهمية الاقتصادية لهذا الانجاز الكبير حيث انضمت هاتان المنشأتان إلى عشرات الآبار النفطية والغازية في البادية السورية وفي مقدمتها الشاعر وجزل وجحار التي عادت للإنتاج بعد تحريرها مباشرة، الأمر الذي من شأنه تعزيز صمود السوريين في مواجهة الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة عليهم من أنظمة غربية وإقليمية ساهمت في أغلبيتها بدعم التنظيمات الإرهابية التكفيرية ومدها بالأسلحة والذخيرة والتغطية على جرائمها الموصوفة في سرقة النفط والغاز السوري ناهيك عن شراكة بعضها في الاتجار بالإنتاج المنهوب وفي مقدمها نظام أردوغان الإخواني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن