سورية

موسكو تتهم واشنطن بتسريب محاضر لقاءات مشتركة حول سورية … الأمم المتحدة: تراجع العنف في إدلب وحلب سببه مذكرة «تخفيف التصعيد»

| الوطن- وكالات

أكدت الأمم المتحدة أن مناطق تخفيف التصعيد التي تم الاتفاق عليها بين الدول الضامنة في محادثات أستانا للسلام، أدت إلى تراجع العنف حول إدلب وحلب، وشددت على أن ضربات «تحالف واشنطن» في مدينة الرقة تسببت بإزهاق أرواح المدنيين، وهجرت 160 ألف شخص قسراً، على حين كشفت موسكو أن الأميركيين يطلبون غالباً من الروس عدم الإعلان عن لقاءاتهما التي تجري حول سورية، لكن هم من يقومون بتسريبها.
وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون دول الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: «إن واشنطن كثيراً ما تكون سباقة إلى تسريب معلومات من قبيل تلك المتعلقة بلقاءات بين ممثلين روس وأميركيين حول سورية في الأردن». وأضاف: «الأميركيون يطلبون منا أحياناً كثيرة عدم الإعلان عن لقاءاتنا، وإبقاءها طي الكتمان، ويقومون بتسريبها بعد ذلك، هذا هو الجواب».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية قد أفادت، بأن ممثلين من روسيا والولايات المتحدة أجروا لقاءين سريين على الأقل في الأردن لبحث مسألة مناطق تخفيف التصعيد في جنوب غرب سورية، وشارك في اللقاءين أيضاً مسؤولون أردنيون، في حين تأجلت جولة ثالثة مقررة لأسباب فنية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، مطلعين على سير المحادثات، أن الاتصالات بين الطرفين بهذا الشأن بدأت عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو في نيسان الماضي.
بموازاة ذلك، نقل الموقع عن رئيس اللجنة المستقلة للأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان باولو بينيرو أثناء عرض تقرير أمام لجنة مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف أمس، قوله: «مناطق تخفيف التصعيد التي تم الاتفاق عليها بين روسيا وإيران وتركيا، أدت إلى انخفاض ملحوظ في مستوى العنف في المناطق المحيطة بإدلب وشرق حلب»، مضيفاً إن الأعمال القتالية ما زالت مستمرة في المناطق المحيطة بحمص ودمشق وشمال درعا.
وكان بوغدانوف بحث الثلاثاء مع السفير السوري في موسكو رياض حداد الوضع في سورية وسير تنفيذ أحكام المذكرة المرتبطة بإنشاء مناطق لتخفيف التصعيد في سورية والموقعة في أستانا في الرابع من أيار الماضي والهادفة إلى توطيد نظام وقف الأعمال القتالية في سورية وتخفيض مستوى العنف وتحسين الوضع الإنساني وعودة اللاجئين والمهجرين والإسهام في إطلاق العملية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254»، بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية.
وتم في اجتماع أستانا 4 الذي عقد مطلع الشهر الماضي توقيع المذكرة الروسية الخاصة بإنشاء مناطق لتخفيف التصعيد في سورية من الدول الضامنة.
من جهة أخرى أشار بينيرو، إلى أن تكثيف التحالف لقصف الرقة أدى إلى مقتل مدنيين وتهجير الآلاف، قائلاً: «لقد لاحظنا أن زيادة الغارات الجوية، والتي مهدت الطريق لتقدم قوات سورية الديمقراطية في الرقة، أدت ليس فقط إلى قتل المدنيين، ولكن أيضاً إلى فرار 160 ألف شخص من منازلهم وأصبحوا أشخاصا نازحين داخلياً».
بدورها ووفقاً لوكالة «سانا»، انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية بشدة في تقرير لها استخدام «التحالف الأميركي» مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا في مدينة الرقة، مطالبة إياه بعدم استخدامه لمهاجمة أشخاص أو معدات في مناطق مأهولة، وإجراء تحقيقات في تلك الغارات التي أوقعت أعدادا كبيرة من الضحايا المدنيين. وكان «التحالف» أقر في التاسع من الشهر الجاري باستخدامه ذخائر تحتوي على الفوسفور الأبيض في مدينة الرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن