ثقافة وفن

قيس الصفدي مكرم بعد حضوره في «الكرملين» ممثلاً لأطفال سورية … وزير الثقافة: هذا إنجاز كبير للثقافة السورية المستهدفة لأنها تنام على ماض متجذّر في الحضارة والتاريخ

| سوسن صيداوي- «ت: طارق السعدوني»

الثقافة هي واجهة الشعوب والتعريف بالحضارات، ولأنها من أسلحة البناء يجب أن تُبذل المساعي للمضي بالثقافة دائماً نحو الأفضل.
واليوم ثمة مساع جادة من وزارة الثقافة للنهوض بسورية والعودة بحال أفضل مما كانت عليه قبل الأزمة، لهذا من الواجب الاهتمام بالأحفاد ليواكبوا المسيرة ويكونوا صنّاع الحضارة. ولأجل ما ذكرنا كرّم وزير الثقافة محمد الأحمد الطفل قيس الصفدي عازف البيانو في معهد صلحي الوادي للموسيقا، الذي شارك بمهرجان«موسيقا الأجيال» الروسي الذي أقيم في قصر الرئاسة الروسية الكرملين في الفترة من 24 إلى 28 من أيار الفائت بمرافقة أوركسترا الكرملين العالمية في القاعة التي تتم فيها مراسم تنصيب الرئيس الروسي.
وتجدر الإشارة إلى أن الطفل الصفدي كان أصغر المشاركين في المهرجان الروسي كما اختير من ضمن الموسيقيين الصغار الأربعة في الريبورتاج التعريفي بهذه الفعالية الموسيقية العالمية.

الإنجاز كبير

عبّر وزير الثقافة محمد الأحمد عن بالغ سروره بالنتيجة التي حققها الطفل الصفدي في المهرجان وباختياره من بين أربعة أطفال وخاصة أنه الأصغر سنا، وهذه أول مرة يعزف فيها برفقة أوركسترا، متحدثاً: أستطيع أن أقول أن مشاركة طفلنا العزيز قيس الصفدي في مهرجان موسيقا الأجيال في روسيا، وعزفه على آلة البيانو في القصر الذي نصّب به الرئيس الروسي، هو إنجاز كبير للثقافة السورية، وأنا دائماً كنت أقول: إن سورية تتكدس فوق سنوات من الحضارة، لذلك كانت سورية مستهدفة، إذا الأمم المستهدفة هي أمم تنام على ماض عريق وعلى سنوات في التجذّر في الحضارة والتاريخ وإلى ما هنالك، لذلك عانت سورية ما عانته. واليوم مشاركة قيس في موسكو وفي هذا المهرجان وفي بلد تعتبر فيه الموسيقا متقدمة جدا، هذا إنجاز كبير لسورية ولوزارة الثقافة وللفن السوري، وأنا أقول دائماً البلد المجيد تتجدد فيه إفرازات الثقافة إن كانت موسيقا أو فناً تشكيلياً أو سينما أو مسرحاً، وكما نلاحظ أن سنوات الأزمة هذه أفرزت فناً عظيماً في كل المجالات التي ذكرت وهي في الحقيقة تذكرني بأن الأمم العريقة دائماً في سنوات التحدي تجود بأفضل ما لديها، طبعا هذه المناسبة لابد أنها كما قلت مرتبطة بحضارة سورية وثقافتها وبالدعم السياسي الذي تقدمه الحكومة السورية للمبدعين، وخاصة أننا قبل أيام ناقشنا جائزة الدولة التقديرية التي يمنحها السيد الرئيس بشكل سنوي لطائفة من المبدعين، ومشاركة قيس في موسكو توبعت من أعلى الجهات السورية، هذا دليل على أننا نحتفل بالثقافة كل يوم وليس في المناسبات المخصصة لها، وطبعا أشكر سيادة الرئيس بشار الأسد على دعمه ورعايته للفعاليات والأنشطة التي تقيمها وزارة الثقافة، وأهنئ قيس وأهنئ معهد صلحي الوادي على اهتمامه بمواهب كهذه والذي نأمل منه في القادم من الأيام أن يقدم مواهب جديدة بمستوى كهذا».
سورية حاضرة عالمياً

من جانبه تحدث فادي عطية مدير معهد صلحي الوادي عن ضرورة المشاركة السورية بمهرجان كهذا وخاصة في الظرف الذي تعيشه سورية متابعاً أن هذه المشاركة أثبتت وجود الموسيقا السورية في المحافل العالمية، وهذا مهم جداً ضمن هذا الظرف الصعب لأنه يعكس ما نمتلكه من قدرة على أن نثبت وجودنا للعالم وأن نكون منافسين، وبالطبع أحب أن أشكر الأساتذة في معهد صلحي الوادي الذين كانوا وراء استمرار هذا العمل والمحافظة على القدرة والمستوى، وأحب أن أشكر أطفالنا بشكل أساسي، لأن لهم دوراً كبيراً في البطولة، وتكريم طفل من الوزارة، هذا الأمر بالنسبة لي له رؤية مهمة للمستقبل، لأننا نبدأ البناء من هذا العمر، فالموسيقا هي مادة بحاجة إلى زمن طويل، فمن الموسيقيين يدرسون نحو عشرة إلى خمس عشرة سنة حتى يكونوا على مستوى عال، إذاً تكريم الوزارة يعني لنا أننا ننظر إلى الأمام وإلى المستقبل وبالتالي تسليط الضوء على المؤسسة لأن المكرّم في لحظة من اللحظات سيصبح المشارك فيها ويحمل اسمها أو يصبح تحت الضوء، وبالتالي مشاركا في صناعة المستقبل وبنائه».

كلمة مدّرس وتلميذه
خلال التكريم أشارت مدرسة البيانو في معهد صلحي الوادي والمعهد العالي للموسيقا الروسية فيكتوريا افيدينكو إلى أهمية دور الموسيقا في حياة الإنسان وفي تربيته، مشيرة إلى الموهبة الخاصة التي يتمتع بها الطفل قيس وبإصغائه لكل ما توجه له من ملاحظات والتزامه بالتدريبات متحديا كل الصعوبات التي تعترضه وخاصة أنه لا يملك آلة البيانو، مضيفة: «وضعت الطفل قيس أمام مهمة صعبة هي تجهيز برنامج موسيقي للعزف في المهرجان خلال فترة زمنية قصيرة.. نحن نفذنا المهمة، وخصوصاً أنه يشارك في هذا المهرجان أطفال قد سبق لهم أن عزفوا في مهرجانات دولية أخرى، ويتمتعون بخبرة العزف مع الأوركسترا، الشيء الذي لم يتوافر لقيس من قبل وبالتالي الوضع صعب».
كما ذكرت المدرسة افيدينكو بأن المقطوعة التي عزفها الصفدي في مهرجان موسيقا الأجيال هي الكونشيرتو الثالث للمؤلف الروسي كاباليفسكي وهي من اختيارها.
من جانبه عبر الطفل المكرّم قيس الصفدي عن فرحه الكبير بالتكريم وبالاهتمام الذي أحيط به من الجهات المعنية كلها وقال بأسلوب طفولي بسيط «أنا سعيد جداً بهذا التكريم من وزارة الثقافة، وسوف أتعلم أكثر وأتعب على موهبتي أكثر ولن أتجاهل دروسي المدرسية، بل سأنجح وأواظب كي أصنع المستقبل الذي أحلم به، وكي أشارك في مهرجانات دولية أخرى وأحقق النجاح لسورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن