رياضة

بعد تعيين أربعة مساعدين كسابقة أولى من نوعها … منتخبنا السلوي بين التقطير والتبذير

| الوطن

اتسعت فسحة تفاؤلنا في رؤية منتخب عصري جل عناصره من اللاعبين الشباب، لكن تفاؤلنا هذا لم يدم طويلاً بعد أن اصطدمنا بعقبات ما أنزل بها من سلطان جلها يتعلق بغياب الإستراتيجية التي كثيراً ما أتحفنا بها اتحاد السلة بعد كل نكبة تمنى بها منتخباتنا الوطنية، ألا وهي العودة إلى جيل الشباب، وبناء منتخب للمستقبل، لكن يبدو أن هذه الإستراتيجية قد تلاشت من دون رجعة، بعد ما شهدناه في أسماء اللاعبين المدعوين للمنتخب، التي تضم أكثر من ثمانية لاعبين كبار كانوا يشكلون عبئاً ثقيلاً على أنديتهم، والسؤال هنا، كيف غيّر الاتحاد سياسة الاعتماد على الشباب بالعودة للاعبين الكبار، فهل طموحه اللعب على المراكز المتقدمة من البطولة، ثم لم يضعنا الاتحاد بصورة خطة الإعداد للمنتخب وأهدافها، وهل هي مفعمة بالمباريات الودية والمعسكرات الخارجية، ومن المنتخبات التي سنواجهها قبل الاستحقاق الآسيوي؟ هذا يضعنا أمام حقيقة مفادها أن أمور المنتخب ما زالت ضبابية وغير واضحة.

مراقبون فقط
ويبدو أن أمور المنتخب وتفاصيله باتت متعلقة بشخص رئيس الاتحاد، ومدير المنتخب حصراً، بعدما خرجت أمور المنتخب من أيديهم بفعل فاعل، لذلك اكتفوا بمهمة المراقب والسامع لا أكثر، وبدا واضحاً عدم قدرتهم على التدخل حتى في أبسط الأمور التي تسير في أغلبيتها من وراء الكواليس من دون أن تأخذ دورها ضمن أقنية اللجان الفنية التابعة للاتحاد، وأخذ رأيها حسب الأصول، فأين العمل المؤسساتي الذي ينادي فيها رئيس الاتحاد بعدما ثبت بالدليل القاطع أن أعضاء الاتحاد لن يتمكنوا من تأدية واجبهم على أكمل وجه تجاه المنتخب؟ فبدا هؤلاء الأعضاء المساكين آخر من يعلم، وجل همهم مراقبة مباراة لا أكثر.

السيد رئيس المنظمة
نعرف مدى اهتمامكم وحرصكم الشديدين على أموال المنظومة الرياضية، وخاصة في هذه الظروف، وما يتعرض إليه وطننا الحبيب يفرض علينا اتباع سياسة التقشف قدر الإمكان، والابتعاد عن الابتذال، وصرف أموال المنظمة في مكانها الصحيح، وهذا مصدر ثقتنا فيكم كقيادة رياضية، لكن ما أثار استغرابنا هو ما يحصل في أروقة منتخب السلة، فنحن كإعلام رياضي طالبنا مراراً وتكراراً منذ زمن بضرورة التعاقد مع مدرب أجنبي، وتأمين كل ما يلزم المنتخب من معسكرات خارجية ومباريات قوية، وهذا من حق اللعبة، وحق عشاقها ومحبيها الذين يحلمون برؤية منتخبهم بين الأربعة الكبار على مستوى القارة الآسيوية، لكن ما أثار استغراب جميع أهل اللعبة، هو تصرف اتحاد السلة بتعيين أربعة مساعدين وطنيين للمدرب الصربي نيناد (هادي درويش، عزام الحسين، عدي خباز والنية تتجه لضم المدرب جورج شكر)، وهذا القرار يخالف السياسة المالية التي تسيرون عليها ضمن هذه الظروف الصعبة التي يشهدها بلدنا الحبيب، ونحن على يقين بأن سقف طموحاتنا وتطلعاتنا في البطولة الآسيوية لن يتجاوز حدود الدور الثاني، رغم أننا نتمنى أن يكون للمنتخب شأن كبير في هذه البطولة وأن يعود باللقب، لكن الأحلام شيء والواقع شيء آخر، وهذا القرار سيضع المنظمة الرياضية تحت أعباء مالية جديدة هي بغنى عنها، وإن كانت قليلة، فنحن بأمس الحاجة لأي قرش نصرفه على ألعابنا الأخرى التي تحتاج لإمكانات مالية جيدة، وإذا كانت حجة الاتحاد بهذا القرار الاستفادة من خبرة المدرب الصربي، فالباب مفتوح أمام جميع المدربين المجتهدين لمتابعة تمرين المنتخب، وتصويرها وتسجيل كل ما يلزمهم بعيداً عن حالات البروظة والبرستيج التي باتت سمة بارزة لعمل المنتخب.
سيادة اللواء منتخبنا الوطني ليس تحفة في مجمع تجاري لتلميعه من إخفاق هنا وهناك، وليس منصة ليطلق منها من لم يعرف النجاح في مستوى أعلى من برامج المنوعات، فالمنتخب تحوّل إلى مزرعة صغيرة لاسترضاء هذا وذاك، وكبقرة حلابة لا تقوى على الوقوف لكنها مطالبة بإرضاع شطحات هذا وذاك.

رقابة
أين الرقابة المالية؟ وأين المصلحة العامة؟ وأين برامج التقشف، ونحن نشاهد التنفيعة، وقد أصبحت نهجاً ومبدأً تدار به منتخباتنا الوطنية؟
لا بد من استنهاض همم الشرفاء والمخلصين لكبح جماح السير في طريق بلا طائل، ونحو أهداف غير ممكنة، وكلنا أمل بكم في وضع حد لحالة الشطط التي يشهدها منتخبنا الذي نعتز به، وسنبقى إلى جانبه بغض النظر عمن يقود أو يمثله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن