سورية

خلافات داخل إدارة ترامب بشأن توسيع عمليات واشنطن جنوبي سورية

| الوطن – وكالات

أماط موقع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية اللثام عن خلافات بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع «البنتاغون»، على خلفية طلب الأول توسيع النشاط العسكري الأميركي في سورية، ورفض «البنتاغون» ذلك خوفاً من احتمالات التصادم مع إيران.
وثارت الخلافات على خلفية تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في البادية الشامية، واقترابهم من معسكر التنف حيث يتولى عناصر من القوات الأميركية والبريطانية والنرويجية تدريب مجموعات مسلحة تابعة لمليشيا «الجيش الحر»، ضمن مساعي التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
ونقل موقع المجلة الأميركية الشهيرة، عن مصادر أميركية مطلعة: أن مدير مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض عزرا كوهين واتنيك، ومستشار مجلس الأمن القومي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ديريك هارفي، يصران على ضرورة توسيع العمل العسكري الأميركي في سورية، وتنفيذ عمليات في جنوبها، في حين رفض وزير الدفاع جيمس ماتيس أكثر من مرة اقتراحهما.
وأوضح الموقع، أن ماتيس وبعض المسؤولين الآخرين في البيت الأبيض، يعتبرون أن إجراءات واتنيك وهارفي المقترحة «خطوة محفوفة بالمخاطر»، من شأنها أن تجر الولايات المتحدة إلى «مواجهة خطرة مع إيران»، وأن تجعل الوحدات العسكرية الأميركية المنتشرة في العراق وسورية هدفاً.
وتعكس الخلافات ما بين طاقم المستشارين في مجلس الأمن القومي و«البنتاغون» اختلافاً في الخيارات الكبرى لواشنطن في الهلال الخصيب. وبالرغم من أن إدارة دونالد ترامب تتبنى استراتيجية موحدة في الشرق الأوسط تتمثل في المواجهة المزدوجة لكل من إيران وداعش، إلا أن البيت الأبيض يركز بشكل أكبر على احتواء إيران وتقليم نفوذها الإقليمي، على حين تعطي وزارة الدفاع الأولوية لحسم المعركة مع داعش.
وذكر موقع «فورين بوليسي»، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية جوزيف دانفورد، رأى أنه من الضروري التركيز على تضييق الخناق على مسلحي تنظيم «داعش» في معاقلهم بما في ذلك مدينة الرقة.
وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة «يو. أس. أي توداي» الأميركية أن «البنتاغون» ينظر إلى المجموعات المسلحة المدعومة إيرانياً، والتي تقاتل إلى جانب الجيش السوري، على أنها تمثل «عامل إلهاء قوياً وتشتتُ الانتباه عن قتال داعش».
وطوال أحداث التنف، حيث قصفت طائرات تابعة للتحالف مواقع للجيش العربي السوري، وأسقطت طائرة من دون طيار إيرانية الصنع، أصر ماتيس على التزام القوات الأميركية بالدفاع عن النفس، وأنها تركز على قتال داعش ولا تخطط لتبديل أولوياتها.
ويتماشى إصرار ماتيس مع ما نقلته «يو. أس. أي توداي» عن المتحدث باسم «البنتاغون» العقيد ريان ديلون، حيث قال: «يدعو التحالف جميع الأطراف في جنوب سورية إلى تركيز جهودها على هزيمة (داعش) عدونا المشترك وأكبر تهديد للمنطقة وبقية العالم».
ووفق تقارير فقد جرت مباحثات بين الإدارة الأميركية وروسيا في العاصمة الأردنية عمان بشأن جنوب سورية. وبينما لا تخفي واشنطن رغبتها في إنشاء منطقة آمنة تمتد من القنيطرة إلى التنف (وربما البوكمال والميادين ودير الزور) عبر درعا والسويداء، يمكن أن يكون فيها وجود للجيش العربي السوري، مع إعادة فتح المعابر، وتفعيل وجود قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان العربي السوري (الاندوف) وتغيير مهمتها، وتزويدها بمزيد من الأسلحة، تصر موسكو على إنشاء «منطقة تخفيف تصعيد» في محافظتي درعا والقنيطرة.
مع ذلك، لا تعني الخلافات داخل الإدارة بأن الولايات المتحدة بصدد التراجع عن محاولاتها لتعزيز موقعها في السباق الميداني لوارثة تنظيم داعش. وهذا يفسر لجوء واشنطن إلى نشر راجمات صواريخ من طراز «هيمارس» قرب معبر التنف، وسط حديث عن إنشاء قاعدة ثانية في منطقة الزكفة.
هذه الخطوة ترافقت مع دعم أميركي لعملية للجيش العراقي على الحدود السورية العراقية، انتهت بالسيطرة على معبر القائم الحدودي ما بين سورية العراق، والمواجه لمعبر التنف.
نشر راجمات هيمارس استدعى رد فعل روسياً. واعتبرها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كحاجز يعوق قيام قنوات التواصل ما بين «القوات الحكومية والرديفة في سورية وشركائها في العراق»، ونقل عن خبراء تقديرهم بأن الخطوة تهدف إلى «منع قيام هلال شيعي معين»، محذراً واشنطن في هذا الصدد من العودة إلى «المناورات الجوسياسية» المبنية على «التلاعب بالنزعات الطائفية والانقسامات داخل الإسلام».
كما حذرت وزارة الدفاع الروسية من أن نشر راجمات هيمارس قرب التنف قد يمهد لضربات على وحدات من الجيش السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن