ثقافة وفن

إنقاذ الدراما يتم عندما تصبح لدينا قنوات تعرض أعمالنا الدرامية … تامر إسحاق لـ«الوطن»: نتيجة عملي أهم ما أنجزه في حياتي وعملي يتحدث عني وعن اسمي وعن مستقبلي

| سارة سلامة

قدم المخرج تامر إسحاق في سنوات قليلة أعمالاً حصدت متابعة كبيرة من الجمهور والنقاد على السواء، وتباينت هذه الآراء من حيث الموضوعات المطروحة بين القبول والإيجاب، لكنها بجملتها كانت أعمالاً جديدة من حيث صورتها وإخراجها وإيقاعها وطروحاتها فاستطاع من خلالها أن يتصدر بسرعة قائمة المخرجين السوريين متنقلاً بين الأعمال الاجتماعية بأنواعها والجريئة منها كالعشق الحرام والخبز الحرام محققاً نجاحاً كبيراً، كما كسر النمطية المعتادة في أعمال البيئة الشامية من خلال مسلسل خاتون حيث قدم قصة أو «حتوتة» قريبة للناس ومحببة لهم حاملاً على عاتقه إيصال صورة جميلة ومضمون جيد فيه احترام لعقل المشاهد، المخرج الشاب تامر إسحاق يحمل مشروعاً فكرياً وإخراجياً، ويمتلك الأدوات التي تؤهله لإنجاز هذا المشروع الإخراجي البصري، وربما جاوز إلى المضمون، وهو الطامح بصرياً إلى تقديم تجربة سينمائية أو أكثر لإيمانه بدور السينما الفاعل والمؤثر في الفكر، ولأن السينما ذاكرة أجيال.

بدأت بالأعمال الجريئة، كيف تنظر لدخول الدراما في عمق القضايا الحساسة؟
ميزة الدراما السورية بشكل عام هو دخولها بتفاصيل حساسة في المجتمع فهي دراما تلامس عمق الواقع، ومن منا لا يرى نفسه بعمل ما أو من خلال موقف ما وترك أثراً في نفسه.
والأعمال التي قدمتها كالخبز الحرام والعشق الحرام، وكثير من الأعمال الدرامية والاجتماعية هي أعمال تلامس الواقع بطريقة أو بأخرى، واليوم نحن نفتقدها لا أعلم لماذا، وهنا لا أقصد تناول الجرأة من الناحية الجنسية فقط إنما الجرأة التي كنا نشهدها قبل الأزمة إن كانت جرأة سياسية أم اجتماعية وتلك التي تدخل في تفاصيلنا وأعماقنا وتناقش الكثير من التحديات التي تواجهنا، ومن واجب الدراما أن تطرح المواضيع الحساسة جداً وليس من واجبها أن تقدم حلولاً بل أخذ هذه القضية ووضعها فوق الطاولة والعمل عليها بطابع درامي تحبه الناس وتتابعه وتتأثر به.

هل ترى في أعمال البيئة الشامية أعمالاً إبداعية أو أعمالاً للفرجة؟ وما موقفك من الهجوم الذي تتعرض له؟
هناك حملة كبيرة وتعاط كبير بمستوى أعمال البيئة الشامية، وبالنسبة لي أراها فانتازيا شامية تحكي قصة أو «حتوتة»، وهي لا تشبه أو تمثل تاريخ مدينة دمشق بأي شكل من الأشكال، لأن تاريخ دمشق أعرق من أن يقدم بهذه الطريقة، لكنها نوع من أنواع الدراما ولا نستطيع تجاهل الاستقطاب الكبير الذي أحدثته على مستوى الوطن العربي والعالم، فلماذا نصرّ على توصيفها بأنها دراما رديئة أو أنها خرّبت الدراما السورية؟
وفي المقابل هناك أعمال اجتماعية رديئة للغاية على كل المستويات حتى على المستوى الفني، وأرى أن أعمال البيئة الشامية منها ما يرتقي لحالة فنية جيدة وذلك لوجود تفاصيل لا ينتبه لها الناس، هذه التفاصيل لها علاقة بشكل اللباس والديكور وأشكال الشخصيات وأحياناً «الحتوتة» المؤثرة، والشخصيات التي تشد الناس وتدفعهم للاهتمام بها، ومنها ما يحمل مضموناً ساذجاً وسخيفاً ولكن هذا لا يقتصر فقط على مسلسلات البيئة الشامية إنما موجود في كل أنواع الدراما، وعلى سبيل المثال مسلسل باب الحارة مشروع تصدر للعالمية، فلماذا نحارب عملاً سورياً تصدر للخارج.
واليوم نحن من نساهم فعلياً بأزمة الدراما من خلال نقدنا لأنفسنا بطريقة تحتوي على نوع من التجريح، وفي المقابل نستطيع بمكان ما أن ننقد بطريقة لا تؤذي أحداً لكي نرتقي ونعود بدرامانا للأفضل، لذلك أقول يكفي التكسير ببعضنا وبأعمالنا وإنتاجاتنا، وهنا سأذهب لموضوع آخر وهو وجود أزمة حقيقية في التسويق تتعرض لها الأعمال السورية نتيجة الأزمة التي تمر على بلدنا، وهذا الأمر أصبح معروفاً للناس فهو حقيقة وليس بكذبة أو شماعة نتعلق بها.
وبدوري أحيي كل المنتجين السوريين الذين ينتجون في سورية لأن المنتج هنا يدخل مجازفة لا يعرف أكان هذا العمل سيعود عليه بمردود مادي أم لا، فالوضع اختلف عن السابق لأن العمل الذي يصور في سورية عمل محارب، هذا بالإضافة إلى الصعوبات التي نواجهها من أماكن التصوير إلى التنقلات وغياب بعض الممثلين والفنيين وعلى الرغم من كل هذا نحن مستمرون بالعمل.
وشهدنا في السنوات الماضية مقاطعة للأعمال السورية من القنوات الخليجية فهي لم تأخذ أي عمل باستثناء الأعمال التي أنتجتها هي والتي صورت خارج سورية وهذا تحول إلى إنتاج عربي مشترك، وتحت أي مسمى لم يعد العمل السوري مقبولاً من المحطات الخليجية وأعمالنا في تلك الفترة لم تتعد القنوات اللبنانية، ويشهد هذا العام تغيراً قليلاً في المفهوم وعادت الدراما السورية تثبت حقيقةً أنها تحت أي ظرف هي دراما حقيقية ودراما مطلوبة والناس تحبها، وبدأت بعض هذه القنوات بعرضها مثل مسلسل خاتون الذي يعرض حالياً على قناة أبو ظبي.

هل تعتبر أن مسلسل خاتون كسر النمطية في أعمال البيئة الشامية؟
بالطبع لأنه في البداية طرح المرأة بطريقة مختلفة لنراها شخصاً فعالاً وسط مجتمعها إلى جانب الرجل، العمل الذي حمل اسم فتاة يتناول قصة مفترضة وليست حقيقية فهي «حتوتة» ونوع من الفانتازيا، ونرى في بدايته أن الزعيم يأخذ رأي ابنته في كثير من القرارات، وهذا ما يشكل كسراً للنمطية وللأسلوب المتبع في البيئة الشامية لأننا في أكثر من عمل رأينا الصورة المتبعة للمرأة في ذلك الزمن، هذا بالإضافة إلى أننا صورنا ما يقارب 60% من العمل خارجاً من الجبال والمغاور والمعارك وبهذا نكون قد شكلنا حالة مختلفة، وخرجنا من مفهوم الحارة التي اعتاد الناس رؤيتها، ولا يوجد لدينا في مسلسل خاتون قصص بين أهل الحارة إلا القصة الجوهرية ونرى أتباعها ومشاكلها وتأثيرها في كل أهل الحارة بطريقة ومعالجة جيدة، ومع أنني ضد فكرة الأجزاء إلا أنني كنت قد صورت الجزأين الأول والثاني مع بعضهما فعملياً أنهيته من العام الفائت.

ما المشروع الفكري الذي تريد للدراما أن تحمله؟
الدراما السورية دراما تلامسنا وتلامس الواقع والمجتمع وهنا لا أقصد المجتمع السوري فقط، بل تعدته إلى المجتمعات الخليجية والمغرب العربي محققة نسبة مشاهدة واهتمام كبير، فهي بشكل أو بآخر تشبههم لأنها دراما حقيقية ودراما تحمل بأفكارها الجدية معالجة حقيقية لكل المشاكل الاجتماعية التي نعيشها بطريقة مهذبة ولائقة وبطريقة تحترم عقل المشاهد.

بسرعة تصدرت قائمة المخرجين السوريين، لماذا؟
بالنسبة لي نتيجة عملي هي أهم ما يمكن أن أنجزه في حياتي وعملي هو الذي يتحدث عني وعن اسمي، وهو الذي يتكلم عن مستقبلي، ومهنتنا كدراميين تحتاج إلى عمل وتعب متواصل فإذا لم نتعب نبقى جالسين في بيوتنا، فالوسط الفني وسط قاس ليس سهلاً وهو لا يتعاطى مع الناس بأمانة فإذا لم نتابع العمل الدؤوب فسنخسر كثيراً ونصبح من الذكريات وهذا الحال الذي وصلت إليه أسماء كبيرة تعودنا وربينا عليها نراها اليوم غائبة وهنا لا أقصد الناس الذين رحلوا بل الأحياء ولكن لا يوجد أي اهتمام بهم، والجمهور اليوم أيضاً لا يرحم فالناس أصبحت تشاهد بطريقة نقدية مختلفة عن السابق، وهذا ما يحملنا مسؤولية كبيرة مترافقة مع الكثير من الجهد والتعب لنقدم عملاً مقنعاً وحقيقياً تحبه الناس وتصدقه.

عملت مع أغلب الفنانين، ما المعايير التي تدفعك للعمل مع هذا أو ذاك؟
في سورية لدينا الكثير من الأسماء اللامعة والمهمة التي نفخر بوجودها وهناك ممثلون على مستوى عالٍ من التميز والحالة الفنية التمثيلية الرائعة، وعندما أقرأ نصاً أتخيل أن هذه الشخصية من الممكن أن يؤديها هذا الممثل أو ذاك، هذا هو المقياس الأول بالنسبة لي أن أرى وأتخيل الشخصية والممثل الذي سيلعب الدور وأقدّر كيف يمكن أن يحملها ويعمل عليها وقدرته من الإضافة عليها.
أما الموضوع الآخر الذي أركز عليه هو التفاهم والانسجام بيني وبين الممثل فإذا لم يكن هناك انسجام لا نستطيع أن نأخذ نتيجة إيجابية، فنحن لا نحكم على العمل بأنه سيئ وأن الممثلين جيدون، ولا نقول إن العمل الإخراجي جيد ولكن النص سيئ، لأن العمل الفني الدرامي هو عمل متكامل ويحتاج إلى انسجام مع كامل فريق العمل حتى مع الفنيين ومدير الإضاءة والتصوير.

سمعنا كثيراً من الحلقات المسربة أن وردة شامية عمل مختلف، وتوجد أصداء جيدة من الذين تابعوه، ما رأيك في ذلك؟
نعم وردة شامية ذاهب باتجاه آخر ومختلف تماماً عن غيره وبقدر ما كسر مسلسل خاتون النمطية إلا أن وردة شامية يسير باتجاه مختلف ويتقاطع بشكل أو بآخر مع قصة «ريا وسكينة»، ولا نستطيع أن ننكر أنه يقاربه من خلال القصص وحالات لها علاقة بالقتل والفكرة، لكن التعاطي معها تم في مجتمع مختلف عن المجتمع المصري، وكذلك الشخصيات التي تدور حول «ريا وسكينة» بعيدة تماماً عنها، أما بالنسبة للحلقات المسربة فهذا أمر مزعج كثيراً وبالطبع لا أريد أن يشاهد الناس العمل بهذه الطريقة وذلك أن العمل موجود بموقع على الإنترنت وتم تهكير بعض الحلقات من أحد المواقع وعرضها بشكل يومي ونحن نعمل على حّل هذه المشكلة وإيقاف عرض الحلقات وسحب العمل من الإنترنت حتى يعرض بشكل نظامي، وأنا سعيد جداً بالأصداء الجيدة من الناس الذين تابعوا بعض الحلقات وكان التعاطي معها بشكل جيد وبكل الأحوال تم التعديل على الحلقات المسربة بشكل كبير، وحقيقة العمل بيع لأكثر من قناة ولكن هناك قناة مهمة طلبت أن تعرضه بشكل حصري بعد شهر رمضان وذلك لأسباب لها علاقة بالقناة وأسباب لها علاقة بالشركة.

ما رأيك بالجلسة التشاورية التي عقدت بعنوان «الدراما السورية تحدي الاستمرارية والنوعية»، بحضور وزير الإعلام رامز ترجمان وعدد من الفنانين والمخرجين؟
ليس لدي فكرة عنها ولم أدع إليها ولا أعرف عنها شيئاً، ولكن كيف يمكن أن نتكلم عن إنقاذ الدراما السورية ومن ماذا سننقذها هل من المحطات الخليجية؟ وما الحل هل هو بالتوسل لها لشراء أعمالنا هذا الكلام غير صحيح، إنقاذ الدراما يتم عندما يكون لدينا محطات تعرض أعمالنا الدرامية ويكون فيها كم ونسبة من الإعلانات لتغطي هذا المشروع وبالتالي يصبح هناك منفذ غير التلفزيون السوري ويكون لدينا أكثر من قناة لعرض أعمالنا وحينها نستغني عن المحطات الخليجية؟ برأيي هذا ما يعمل على إنقاذها، ولا ننسى بالإضافة للأزمة التي يمر بها بلدنا وتأثيرها الكبير في الدراما كذلك توجد أزمة المسلسلات التركية حيث لم تعد المحطات بحاجة لشراء العمل السوري والمنتج بحاجة إلى مردود مالي وهناك الكثير من الشركات يعمل عملاً أو اثنين ويقف لعدم وجود بيع ومشكلة البيع لا نستطيع أن نعالجها من خلال التوسل.
فالعمل الدرامي السوري عمل مطلوب والناس تحبه وتتابعه ويعتبر من أهم الصناعات السورية ومن الواجب أن نهتم به وحتى لو توقفت القنوات الخليجية عن شرائه يبقى الخليجي يبحث عن هذا العمل.

من المخرجون الذين تحترم أعمالهم؟
هم كثر بالتأكيد من الأساتذة أذكر حاتم علي فهو اسم لا نستطيع إلا أن نقف عنده، والليث حجو وسامر البرقاوي وسيف الدين سبيعي وسمير حسين ورشا شربتجي وهم من الأسماء المهمة الذين قدموا وعملوا إنجازاً في الدراما السورية.

ما رأيك بالمستوى الدرامي لهذا العام؟
ليس جيداً مطلقاً ولم أقدر أن أشاهد المسلسلات بشكل متتابع لأسباب خاصة، ولكن أشاهد البعض منها بشكل متقطع، والأفضل ربما قناديل العشاق كعمل سوري وأوركيديا كعمل عربي مشترك.

ماذا عن السينما السورية؟ وهل تطمح في الخوض بمشروع سينمائي؟
اليوم ظهر في السينما السورية مشروع اسمه «سينما الشباب» حيث قدم فرصاً لأسماء شابة منهم مخرجون ومنهم ليس بمخرج وهناك أسماء ليست معروفة، وفكرة التجريب هي فكرة مشروعة ربما هناك من يملك إحساساً بوجود مشروع لديه ويحب أن يقدمه، فأعطتهم المؤسسة العامة للسينما هذه الفرصة وأنا في أماكن كثيرة أؤيد هذه الفكرة ومن الممتع مشاهدة ناس ومشاريع جديدة مع أنها كانت بمستوى عادي جداً، هذه المشاريع السينمائية أصبحت حقيقة وهذا شيء جيد وما ينقصنا فعلياً هو وجود سينما لمشاهدة هذه الأفلام، أما فكرة الخوض بمشروع سينمائي فهي حلم بالنسبة لي وأفكر فيها بشكل جدّي ولكن لم يطرح شيء بهذا الخصوص الى الآن وهو مشروع مهم جداً وأتمنى خلال السنوات القادمة أو ربما الأشهر القادمة لا أدري متى فعلياً، يتحقق هذا الحلم.

هل تفكر أن تعمل على مشروع كوميدي؟
لا توجد أي فكرة بهذا الخصوص على الرغم من أنني أحب هذا النوع ولكن أرى المشكلة في النصوص، ولم تأت نصوص كوميدية جيدة تقنعني والكوميديا كما هو معروف من أخطر أنواع الدرامات فهي إما أن تكون مبتذلة أو سخيفة أو ممتعة واليوم هي تفتقر إلى أزمة نصوص ولا نستطيع كل عام أن نرى عملاً بحجم «ضيعة ضايعة»، وفي الحقيقة نحن بحاجة لهذا النوع من الأعمال ورمضان هذا العام كان ينقصه إطلالة هؤلاء الناس.

كيف تقضي وقتك مع العائلة؟
الحياة الزوجية طرأت جديدة على حياتي وأنا سعيد بها فهي تحمل لي الكثير من حالة الاستقرار والطمأنينة، فهناك ما يدفعني لأعود إلى المنزل بعكس أيام العزوبية حيث كان التأخر والقضاء خارجاً شيئاً طبيعياً، وبشكل عام أنا شخص «بيتوتي»، واليوم أنا وزوجتي ميرنا بانتظار مولود يملأ لنا المنزل.

هل ترى أن الفن يؤثر في حياتك الزوجية؟
لا شك في ذلك ولا بد من وجود شريك قادر على تحمل هذه الأعباء وميرنا من الناس الذين يتحملون كثيراً، وأنا كمخرج أحمل عبء عمل كامل من التحضير حتى المونتاج فالمخرج يبدأ عمله من قراءة العمل إلى تسليم العمل، الأمر الذي يكلفه وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً لذلك أحتاج لوجود شريك يتحملني ويساعدني للتوفيق بين عملي وبين حياتي الزوجية وعلى الرغم من كل الضغوط فزوجتي ميرنا هي أهل لذلك وجديرة بالتحمل بكل تأكيد.

ما الدافع لاختيار زوجتك؟ وهل تشبه والدتك في جانب ما؟ وماذا يعني لك الأب؟
الأم مختلفة عن أي شيء بالكون الأم وحالة الأم وشكلها وكلامها وكل تفاصيلها لا تشبه شيئاً في الحياة مطلقاً ولا أقدر أن أصفها بكلمة فعندما تدعو الأم من قلبها لأولادها تبقى دعوتها مختلفة، وبالطبع حالة الزوجة لا تشبه حالة الأم البتة لأن الزوجة تمثل حالة الاندماج بين الرجل والمرأة، لنعمل مع بعضنا ونعمر بيتنا ونكن أسرة ونعش على الحلوة والمرة، وميرنا متابعة معي ويدي بيدها لننشئ عائلة ونكبر بيتنا ويكبر عدد أفراده لننعم بالراحة والاستقرار الدائم فزوجتي هي حياتي وركن بيتي.
أما الأب فهو أساس المنزل وبالنسبة لي أبي هو السبب فيما وصلت إليه اليوم وكان من أول المشجعين لي فأنا بالأساس مصور وهو يملك مختبر تصوير وكان يحملني مسؤولية العمل من خلال نصائحه لي بأن أصنع نفسي وكان معي خطوة خطوة ويوماً بيوم والآن بدأت أشعر بالتعب الذي كان يتحمله لكي أصل لما أنا فيه الآن.

تحدث لنا عن التحضيرات التي تقوم بها لعملك القادم؟
الآن أعمل على مشروع جديد باسم «هارون الرشيد» وهو مسلسل تاريخي من إنتاج «غولدن لاين» في نص لعثمان جحا، وهذا المشروع يحتاج لوقت تصوير طويل ونحن الآن في مرحلة العمل على النص وبعدها نحتاج إلى الكثير من الوقت لاختيار مواقع التصوير والملابس والممثلين فالعمل التاريخي يحتاج لجهد ووقت كبير.

ونحن ننتظر الأعمال التي أنجزها المخرج الشاب تامر إسحاق ولم تأخذ دورها على الخريطة الرمضانية لهذا العام، وننتظر إنجاز مسلسله المهم «هارون الرشيد» وهو يتناول شخصية تاريخية إشكالية في تاريخنا العربي القديم وفي العصر العباسي تحديداً.. هذه الشخصية التي تحمل أبعاداً وهموماً تختلف فيها عن أي شخصية أخرى.. فهل سيكون عرضاً لتاريخ شخصية أم إن العمل سيقدم قراءة مختلفة وواقعية لشخصية ذات حضور طاغ؟ نأمل ذلك.. ونشكر للمخرح تامر إسحاق أن خصنا بهذا الحديث الشامل والقريب من القارئ والوجدان معاً..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن