سورية

الهدوء سيد الموقف في اليوم الثاني من «وقف إطلاق النار» في درعا … الجيش يتقدم في بادية تدمر وريف حماة

| حمص – نبال إبراهيم – حماة – محمد أحمد خبازي – دمشق – الوطن – وكالات

مع صمود «وقف إطلاق النار» في مدينة درعا الذي من المقرر أن ينتهي ظهر اليوم، واصل الجيش العربي السوري تقدمه في بادية تدمر وسيطر على محمية التليلة، بالتوازي مع تقدمه في ريف حماة، في وقت دمر الطيران الحربي تحصينات لتنظيم داعش الإرهابي وقضى على العديد من مقاتليه في دير الزور.
وفي التفاصيل ذكر مصدر عسكري لـ«الوطن»، أن قوات مشتركة من الجيش والقوى الصديقة والرديفة نفذت أمس عملية برية خاطفة ودقيقة في ريف مدينة تدمر الجنوبي الشرقي أحكمت خلالها السيطرة على محمية التليلة ومساحات جديدة تقع جنوب قرية آراك بـ13 كم، بعد معارك عنيفة مع التنظيم، أسفرت عن مقتل وإصابة أعداد من مقاتلي داعش وتدمير أسلحتهم ووسائطهم النارية وعدد من عرباتهم القتالية.
وأشار المصدر إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي، نفذ أمس سلسلة غارات دقيقة ومكثفة على مناطق سيطرة التنظيم ومحاور تحركات مقاتليه وخطوط إمدادهم على اتجاه طريق حماة الرقة باتجاه منطقة توينا السخنة وفي محيط بلدة السخنة، ما أسفر عن تدمير تلك الأهداف وعشرات الآليات من ضمنها عربات حربية مزودة برشاشات ومفخخات ومشاف متنقلة. ولفت المصدر إلى أنه تم تدمير غرفة عمليات واتصالات لداعش في منطقة هضبة الضاحك بالطيبة بعملية جوية نوعية لسلاح الجو وتم خلالها القضاء على عدد من إرهابيي التنظيم بينهم قياديون ومن جنسيات عربية وأجنبية. وكان الجيش بالتعاون مع القوى الرديفة واللجان الشعبية قد بسط سيطرته يوم السبت الماضي على مساحات ومواقع جديدة في بادية تدمر منها بئر حفنة وسد آراك وسلسلة جبال التدمرية الشمالية في ريف حمص الشرقي. وفي محافظة حماة، بدأت وحدات مشتركة من الجيش القوات الرديفة عملية عسكرية من منطقة السعن في محور الشيخ هلال، وتقدمت باتجاه الجنوب وسيطرة على بلدات ونقاط جب السعد ورسم أمون وحنيطة وحسو العلباوي وواصلت تقدمها بهذا الاتجاه مكبدة الدواعش العشرات من القتلى والعديد من عربات مزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة. وأما في ريف حماة الجنوبي، فقد أحبطت وحدات من الجيش والقوات الرديفة هجوما لميليشيا «جيش التوحيد» على اتجاه غور العاصي وقبيبات العاصي وحوش القبيبات، وكبدتها عشرات القتلى والجرحى بمؤازرة الطيران الحربي والمدفعية، وعرف من الإرهابيين القتلى القيادي أحمد عبد السلام بكور. وأكد مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن هجوماً عنيفاً كان قد شنه مقاتلو ميليشيا «لواء احرار الشام» تابعية ريف حمص، وذلك من جهة جبل الكن وبيت الري على نقاط الجيش والدفاع الوطني في ريف حماة وعلى الأهالي في حوش القبيبات وتلة القبيبات وقبيبات العاصي بالقرب من غور العاصي، حيث تراجعت القوات في بداية الهجوم لعدة نقاط في قرية حوش القبيبات وبعد قدوم مؤازرات عسكرية ومن أهالي قرى غور العاصي وبيرين والعلمين والبيه، استمرت المعركة ساعتين، تم خلالها استعادة النقاط التي أخلاها الجيش وتكبيد الإرهابيين خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
من جانبها أفادت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن الجيش تمكن أمس من بسط سيطرته على النقطة رقم 7 الإستراتيجية على محور خط البترول جنوب شرق بلدة عقارب في ريف حماة الشرقي.
وإلى محافظة دير الزور، فقد ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن مدفعية الجيش أوقعت أمس برمايات مكثفة قتلى ومصابين بين إرهابيي داعش ودمرت العديد من تحصيناتهم في محيط منطقة البانوراما وتل بروك والمطار والثردة وحي الحويقة وغرب الإذاعة في قرية عياش.
ولفت الوكالة إلى أن الطيران الحربي نفذ عدة طلعات جوية أسفرت عن تدمير آليات مزودة برشاشات ثقيلة للتنظيم ومقتل وإصابة العديد من إرهابييه في حطلة ومحيط المطار.
إلى ذلك تمكن عناصر حامية مطار دير الزور من الاستيلاء في عملية نوعية على عربة «بي إم بي» للتنظيم في محيط المطار. ويأتي ذلك بالترافق مع صمود هدنة «وقف إطلاق النار» التي أعلن عنها الجيش في مدينة درعاً تمهيداً للمصالحة، الذي بدء تنفيذه في الساعة 12 من ظهر السبت ومن المقرر أن ينتهي اليوم بالتوقيت نفسه، حيث لا تزال الهدنة سارية المفعول لليوم الثاني منذ بدء تطبيقها.
وقالت مصادر أهلية وأخرى ميدانية لـ«الوطن»: إن هدوءاً حذراً لا يزال يسود مدينة درعا منذ يوم السبت، حيث توقفت العمليات العسكرية والطلعات الجوية والاشتباكات.
لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، ادعى أن اتفاق «وقف إطلاق النار» في درعا تخلله إطلاق نار متبادل بين قوات الجيش والميليشيات المسلحة، إضافة إلى سقوط عدة قذائف عند منتصف ليل الأحد، فيما كانت الساعة الأولى من تطبيق الاتفاق عند الساعة الـ12 من ظهر يوم السبت 2017، قصفاً بعدة قذائف من قوات الجيش على مناطق في درعا البلد، وتنفيذ الطائرات الحربية عدة غارات استهدفت مناطق في محيط مخيم درعا ومناطق في مدينة درعا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن