رياضة

نكهة الدوري

| محمود قرقورا

بعيداً عن مساحيق التجميل التي يحاول أصحاب الشأن الاستفادة منها لجعل كرتنا أكثر نضارة ومشاهدة ومتعة، فإن منتخبنا الأول بكرة القدم فرض الاحترام بوصوله إلى هذه النقطة محتفظاً بأمل التأهل إلى نهائيات كأس العالم، ولو أننا لم نرَ أشياء إيجابية من المنتخب خلال المباريات الثماني من الدور الحاسم إضافة إلى مباراتي اليابان في الدور الأول إلا في بعض مراحل الشوط الثاني أمام الصين ذهاباً وكوريا الجنوبية إياباً.
وفي اتجاه آخر عادت البهجة للدوري السوري الممتاز وبات الشارع الرياضي يتطلع بشغف لمباريات كل أسبوع، وأجواء الدوري بشكل عام تذكرنا بأيام الزمن الجميل، حيث الأحاديث الجانبية بين محبي هذا النادي وذاك، ووسائل الإعلام تتسابق لتقديم مواد دسمة ترضي أذواق متلقيها، والمحطات الإذاعية والتلفزيونية والمواقع العنكبوتية وصفحات التواصل الاجتماعي كلها تدلي دلوها بهدف نيل الرضا، ومفاصل الدوري من اتحاد لعبة وإدارات أندية ولاعبين وحكام تحاول الاقتراب من الأفضل في أداء المهام الملقاة على عاتقها.
خلال سنوات الأزمة الأولى انحصر التنافس بين أندية الهيئات إضافة إلى نادي الوحدة بفعل الاستقرار فلم يخرج لقب الدوري عن الشرطة والجيش والوحدة والوصول إلى التجمع الحاسم كان حكراً على أندية الهيئات مع استثناءات عابرة، ولكن هذا الموسم اختلفت الصورة مع بقاء المال هو العصب الأساس، بمعنى أنه عندما توافرت الأرضية الخصبة للعمل وتوافر الداعمون الذين يدفعون بسخاء زالت الفوارق بين الأندية، فها هو تشرين ينافس بزخم على اللقب وباتت جماهيره تحلم بلقب ثالث بعد 1982 و1997.
وها هو الاتحاد يرمم الفارق مع أهل القمة مؤمناً بحظوظه الكبيرة لاستعادة لقب الدوري الغائب منذ عام 2005.
اليوم تقام مباراة مؤجلة بين الوحدة والجيش وهي بمنزلة الفرصة المواتية لفريق الوحدة كي يعود من الباب العريض للمنافسة على لقب بطولة الدوري وهذا مرهون بنيل النقاط الثلاث وعندها سيهلل جهورا تشرين والاتحاد، والمستفيد الأكبر جماهير كرتنا التي ستتابع بشغف تنافساً مثيراً بين أربعة أندية هدفها الاحتفال باللقب الذي يعني الكثير وخاصة أنه من وجهة نظر الكثيرين الدوري الحقيقي الأول منذ دوري 2009-2010 وهذا ليس ببعيد عن الحقيقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن