رياضة

توقيت مثالي

| خالد عرنوس

في صيف 1970 أعلن ملك الكرة بيليه اعتزال اللعب دولياً بعد أيام قليلة من تتويجه بكأس العالم الثالثة بتاريخه وكان القرار حازماً قاطعاً مفضلاً اللعب مع ناديه سانتوس قبل أن يعتزل نهائياً بعد سبعة أعوام، ولم يستجب الملك أو يرضخ على الرغم من مطالبته على كل الصعد بالعودة عن قراره فأصبح مضرباً لنجوم كثيرين بأن يعتزلوا بالقمة واقتنع الكثيرون أنه اتخذ القرار الصائب في التوقيت المناسب. هذا الأمر تكرر مع نجوم آخرين أمثال غيرد مولر وديدي وتوتي وغيرهم، إلا أن الأغلبية العظمى من اللاعبين تقع في مطب عدم تحكيم العقل فانتهى الأمر ببعضهم أن قبل باللعب على مستوى أقل ومنهم من اعتزل عندما لم يجد أي ناد (عليه القيمة) يقبل به بين صفوفه والأمثلة كثيرة.
اليوم قرر كريستيانو رونالدو الرحيل عن ريال مدريد لأسباب بعيدة عن صلب اللعبة ومشواره المثالي مع النادي الملكي (أقله في العلن)، ويبدو حتى اللحظة مصراً على موقفه لتنشغل وسائل بالخبر الصاعق والتنبؤ بفريقه القادم، ولم يصدق العديد من المراقبين والمتابعين وبشكل خاص عشاق الميرينغي أن طوربيدهم سيرتدي قميصاً غير البلانكو حتى إن الكثيرين يعتبرون أن (الدون) سيتراجع عن قراره (المتسرع) معتبرين أنه ردة فعل من نجم تعود أن تكون أخباره في صدارة وسائل الإعلام.
الأفضل لرونالدو عدم التراجع عن هذا القرار بل لا ينتظر قضية الضرائب للرحيل عن المدريدي، فالهداف الفذ حقق كل ما يتمناه النجوم مع الريال ونعتقد أنه من الخطأ الظن بإمكانية تكرار ما فعله هذا الموسم بعدما حطم كل الأرقام معززاً موقعه بين الأساطير.
في الموسم المنصرم توقع البعض انخفاضاً قوياً بمستوى رونالدو (ونحن منهم) وبدا ذلك واقعاً حتى الثلث الأخير من الموسم عندما انتفض البرتغالي واستعاد قمة مستواه فحقق الكثير من الإنجازات على جميع الصعد، لكن يبقى السؤال: إلى متى سيبقى في القمة ونحن نعرف أن البقاء فيها أصعب من الوصول إليها؟.
نعتقد مجدداً أن بقاء رونالدو في الريال لن يكون أفضل له فقد قدم جل ما عنده وتقديم الجديد يستدعي بذل جهد خارق للاعب تخطى الثانية والثلاثين من العمر، لن نستبق الأمور ولن ندعي أن رونالدو يخدع الإعلام فربما وجد الوقت المناسب ليترك مدريد نحو أفق جديد، أما أمر عودته إلى البريميرليغ فهو الخطأ بعينه حسب رأينا المتواضع، ولهذا الأمر حديث آخر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن