ثقافة وفن

أيمن عبد السلام …نجم في حضرة نجوم

وسام حمود : 

لحظة ولادته الفنية راهن البعض على أنه سيكون في القادم ممثلا جيداً وسيثبت حضوره على الساحة الفنية، ولكن القادم كان أسرع من المتوقع، فأصبح من النجوم الشباب الذين وضعوا بصمتهم التي لا تشبه غيرها وتفرد بشخصيته، وكان مختلفاً عما شاهدناه له من قبل..

أيمن عبد السلام خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يعد ذلك الشاب الصغير سنا وخبرة، بل ذلك الناضج فنياً المتفوق على ذاته، وحنجرته الجميلة التي أراد لها أن تصدح عاليا لم تغب عن أعماله فكانت لها مكانتها في (ضبوا الشناتي).. أيمن عبد السلام اليوم أمير في تشيللو، ذلك المحامي الصديق المتقن لدوره حد الإقناع، لم يترك أي تفصيل فيما يقدم دون أن يمنحه من روحه لدرجة الانصهار في الشخصية ولا يدع أي مجال للشك بأنه يؤدي، بل يقنعك أن بلال هو شخصية حية وليس تمثيلا، في كل مشهد كانت له خصوصية سواء في تعابير وجهه، وحركاته، وطريقة حواره مع الممثل الذي يقف أمامه، والحقيقة مجرد وقوفه أمام نجوم كبار كتيم حسن، ويوسف الخال ونادين نجيم جرأة منه، وثقة بنفسه وبإمكاناته، والدور المسند إليه قد يقول البعض إنه عادي ولكنه جعله غير عادي بأسلوبه.
بلال في تشيللو منطقي، ثعلب في عمله، وفي لأصدقائه ومستشار لهم، وأيمن عبد السلام في الحياة هو كذلك محبوب من زملائه..
عرف الجمهور أيمن عبد السلام عبر أعمال عدة ولكنه علق في ذاكرة المشاهد والمراقب من خلال «ضبوا الشناتي»، حيث برزت موهبته الفنية بطريقة لافتة، إضافة إلى ظله الخفيف الذي يترك أثرا لطيفا لدى المتلقي..
لسنا في صدد مجاملة أو مديح لدوافع شخصية نؤكد ذلك دوما كي لا يتهمنا البعض بأننا نراوغ أو نجامل، ولكننا نكون سعداء حين نرى وجوهاً سورية تتألق لتثبت أن في الدراما السورية إبداعاً، ومواهب، ونجوماً حقيقيين يمتلكون موهبة وطاقات عالية، وليس كما نرى أحياناً بعض الوجوه التي تخرج لنا وتؤدي ما لا يقبله طفل، ويطلق عليها فيما بعد مصطلح نجم، نكون فخورين وسعداء حين نرى نجومنا الشباب الذين يحتاجون إلى دعم من شركات الإنتاج، والقائمين على تشغيل الممثلين، يقفون في أماكن مهمة بجهدهم، وموهبتهم، وإبداعهم، وخاصة أن شاشتنا تحتاج لمن يشبه أيمن عبد السلام وغيره من الممثلين المبدعين، وهي تحتاجهم لأنهم مستقبل الدراما السورية، وأملها لتكمل مسيرتها في ظل الانهيارات التي تجتاحها.. ونشعر بتفاؤل حين نشاهد نجومنا الشباب يقفون في أماكن مهمة بحضرة أسماء لامعة في الدراما العربية..
أيمن عبد السلام استطاع اليوم أن يقف في مكان واضح، صنع لنفسه شخصيته المختلفة التي لا يشاركها أحد في أي تفصيل، له كاريزما خاصة به، كما أنه بات أمام مسؤولية كبيرة، إذ يجب عليه أن يتقن اختيار ما سيقدمه من جديد، كي لا يكرر نفسه كغيره من الممثلين الذين لبسوا شخصية واحدة وسكنتهم في كل أعمالهم.
أيمن عبد السلام، كنت رائعا في تشيللو، وجميلا في كل مشهد قدمته، ومقنعا في كل حوار، وسننتظر منك الاستمرار في إسعادنا، فنجاح أي نجم سوري شاب هو نجاح لكل السوريين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن