رياضة

كلمات في المنتخب الوطني لكرة القدم .. الخطوة الأولى تحققت وشخصية المنتخب تبلورت

| ناصر النجار

مازالت مشاركة منتخب رجالنا الكروي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال القادم معلقة لكنها بالشكل العام إيجابية وجيدة وأكثر من ممتازة.
النتيجة الأخيرة بالتعادل مع الصين 2/2 لم ترض الكثيرين من حيث الأداء والنتيجة، لكن أرضت آخرين يراقبون المباريات ويحللونها من ناحية المنطق والواقع.
مجموعتنا هي مجموعة (العفاريت) فالكل متمسك بقشة، والكل قد يفقد آماله دفعة واحدة، وهذا ما ستحدده مباريات الجولة القادمة التي سنواجه فيها المنتخب القطري في ماليزيا وقد تعلقوا بقشة بعد فوزهم على كوريا الجنوبية 3/2، وصارت مباراتنا معهم مباراة مصير بعد أن كانت مباراة تحصيل حاصل، بالمطلق آمالنا قائمة، والشرط فوزنا بمباراتينا القادمتين وتعثر الآخرين، فكيف ذلك؟
نمضي في كلمات تخص منتخبنا، ثم نتحول إلى لغة الاحتمالات وإلى التفاصيل.

الخطوة الأولى
الخطوة الأولى التي كنا ننتظرها من منتخبنا تحققت، وهي الشخصية والهوية المستقلة، كل المنتخبات تفوز على أفغانستان وسنغافورا وكمبوديا وبوتان وبنغلاديش، لكن الفرق القليلة تفرض وجودها على فرق الصف الأول الآسيوي، الحصيلة الأولى من النتائج في عام، كانت مذهلة ومفاجئة، تعادلنا مع كوريا الجنوبية وهزمنا أوزبكستان والصين وتعادلنا معهم، كما تعادلنا مع إيران، وخارج التصفيات لم نخسر وأهم مبارياتنا تعادلنا فيها مع اليابان.
هذه القفزة النوعية من النتائج تدل على أن منتخبنا بدأ يمتلك الكثير من مقومات المنتخب العالمي، والخطوة التي تجاوزناها يجب أن تكون القاعدة الرئيسية والركيزة العريضة لبناء فريق متطور يتجاوز أزمات كل المرحلة الحالية.
التأهل إلى كأس العالم يبقى احتمالاً، واحتماله صار ضعيفاً، ولو وصلنا إلى الملحق الآسيوي فأمامنا رحلة طويلة صعبة وشاقة في طريق التأهل، لا مستحيل في عالم كرة القدم، وكل شيء وارد، ولكن علينا تجاوز الأحلام إلى المنطق والواقع.
منتخب فني
المنتخب الذي نملكه اليوم هو منتخب فتي قادر على البقاء في الساحة الكروية عمراً طويلاً، لذلك لابد من العناية بهذا المنتخب وتأمين المباريات الدائمة ليبقى محافظاً على جهوزيته وانسجام لاعبيه.
ولكي تكون الحلقة أوسع، لابد من العناية بالفريق الرديف ونقصد هنا المنتخب الأولمبي تحت 23 سنة، فمن الضروري أن يكون لدينا العديد من اللاعبين الجاهزين القادرين على تمثيل المنتخب الأول بقوة، ولابد من البحث عن طاقم فني أجنبي متمكن مقبول سواء لمنتخب الرجال أو للمنتخب الأولمبي مع بقاء مدربينا ضمن المنتخبين، وليكن المنتخب الصيني خير مثال لنا، فالمنتخب الصيني الذي واجهناه على أرضه وفزنا عليه 1/صفر، يختلف كثيراً عن المنتخب الذي تعادلنا معه 2/2، وقد أحدث فيه المدرب الإيطالي «ليبي» نقلة نوعية، ولو كان الوقت يسعف المنتخب الصيني لكان بين الأوائل، لكن كان توقيت مجيء المدرب الإيطالي متأخراً بعدما خسر المنتخب الصيني الكثير من أوراقه وحظوظه.
ليس عيباً، ولا نخجل إن طالبنا بمدرب أجنبي كما فعلت الصين وتفعل اليابان واستراليا وغيرها من الدول العريقة، فليس شرطاً أن يكون مدرب المنتخب وطنياً وهذه ليست قاعدة.
على العموم فإن المدرب أيمن الحكيم حقق القفزة النوعية التي وصل إليها الفريق اليوم ونحن نحتاج إلى قفزة أخرى وهي تحتاج إلى دعم خاص من القيادة الرياضية، فالمرحلة القادمة سواء كنا متأهلين أم غير متأهلين للمونديال أن نواصل دعمنا للمنتخب وأن نقدم له دعماً أكبر من الحالي، وخصوصاً أن لاعبينا لم يخذلونا أبداً وكانوا عند حسن الظن دائماً.
أعتقد أن الكادر الإداري والفني للمنتخب هو من بين الأفضل بتاريخ كرتنا، وأن جيل كرتنا هذا هو الجيل الذهبي، لذلك استحق الجميع التحية والتقدير.
منتخبنا هذا هو عزنا فعلاً، وقد حقق خطوات تسارعية فقفز بشكل جيد نحو الأمام متجاوزاً حالة التراجع المخيفة التي وصلنا إليها عام 2015 شهر 11 بالمركز 152 واليوم نحقق أعلى مركز تصنيف وصل إلى المركز 77 وهو إنجاز كبير.
تحية كبيرة لكادرنا الإداري لما يبذله من جهد في رعاية المنتخب وتأمين كل مستلزماته، وتحية كبيرة لكادرنا الفني مدرباً ومساعدين على ما قدموه للمنتخب والتحية لجميع اللاعبين.

احتمالات التأهل
وحدها إيران نجحت بالتأهل إلى المونديال وكانت ثالث دولة متأهلة بعد الدولة المضيفة والبرازيل، كما إن الصين خرجت من كل الحسابات في التصفيات لتلاشي آمالها وحظوظها.
الصراع على المركز الثاني سيكون بين كوريا الجنوبية وأوزبكستان والصراع على المركز الثالث (الملحق الآسيوي) سيكون بين منتخب أوزبكستان ومنتخبنا ومنتخب قطر.
قطر قلبت أوراق المجموعة بالفوز على كوريا الجنوبية 3/2، فعقدت موقف الكوريين ومنحت قطر بصيص أمل صعب للغاية، لكنه يبقى أملاً مثلنا ومثلهم.
حظوظنا وحظوظ القطريين تتوقف على لقاء أوزبكستان مع الصين، فإن فازت أوزبكستان قضي الأمر، وإن خسرت فإن قطر أو سورية سيتواصلان الصراع والنتيجة متوقفة على من يفوز، وفي حال التعادل سقط المنتخبان وصفق المنتخب الأوزبكي.
أوزبكسان ستحل ضيفة على الصين، ومباراة المصير والتأهل ستستضيفها على أرضها والضيف منتخب كوريا الجنوبية، فإن فاز بالمباراة التي تسبقها على إيران فيكون تأهله مضموناً وعلى أوزبكستان أن تحقق نتيجة تفوق ما يحققه منتخبنا أو منتخب قطر.
على العموم نسبة تأهل كوريا الجنوبية إلى المونديال مباشرة من وجهة نظرنا 70%، نسبة تأهل أوزبكستان إلى المونديال مباشرة 30%، نسبة تأهل منتخب أوزبكستان إلى الملحق الآسيوي 90%، نسبة تأهل منتخبنا ومنتخب قطر 10%.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن