سورية

الكرملين يضرب ستاراً من الغموض حول احتمالات التصعيد.. وواشنطن تباشر اتصالات مع روسيا لإعادة العمل بـ«عدم التصادم» … التهديد الروسي يؤتي أكله.. و«التحالف» يقلص مساحة عمله.. واستراليا توقف عملياتها

| الوطن – وكالات

باشرت واشنطن اتصالات دبلوماسية وعسكرية مع موسكو من أجل إقناعها بالعودة عن قرارها تعليق العمل باتفاق عدم التصادم الذي وقعه البلدان في تشرين الأول عام 2017.
وآتى التهديد الروسي، بالتعامل مع كل الأجسام الطائرة غربي نهر الفرات كـ«أهداف» أوكله، إذ اضطرت طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية إلى تقليص ساحة عملياتها العسكرية، وإعادة انتشار طائراتها، على حين علقت أستراليا عمليات طائراتها.
وضرب الكرملين ستاراً من الغموض حول احتمالات تصعيد الموقف العسكري مع «التحالف الدولي» شرقي سورية، وأعرب عن قلقه الشديد حيال إسقاط طائرات هذا الأخير للمقاتلة السورية «سوخوي 22».
في واشنطن، صرح رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جو دانفورد قائلاً: «سنعمل على المستويين الدبلوماسي والعسكري خلال الساعات المقبلة لإعادة خط الاتصال بشأن مناطق عدم التصادم» بين الطائرات الأميركية والروسية في إشارة إلى قناة الاتصال الخاصة بين ضباط أميركيين يراقبون الحرب من مركز للعمليات في قاعدة في قطر ونظرائهم الروس الذين يعملون في قاعدة حميميم الجوية. وذكر دانفورد، أنه لا تزال هناك اتصالات بين مركز للعمليات الجوية الأميركية في قطر والقوات الروسية على الأرض في سورية.
وبدوره، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أن بلاده ستفعل «كل ما بوسعها لحماية مصالحها»، مضيفاً: إن الولايات المتحدة ستبقي على خط اتصال مفتوح مع الروس. واعتبر أن «تصاعد القتال فيما بين الفصائل الكثيرة التي تنشط في هذه المنطقة «شرق سورية» لا يفيد أحداً. وينبغي للنظام السوري وللآخرين في النظام أن يدركوا أننا سنحتفظ بحق الدفاع عن النفس لقوات التحالف». وفي حال إصرار موسكو على قطع الخط الساخن بين الجيشين الروسي والأميركي فإن ذلك سيزيد من الخطر على الطيارين والقوات البرية من الجانبين.
وقالت روسيا: إنها ستعتبر أي طائرات للتحالف تحلق غربي نهر الفرات في سورية أهدافاً محتملة وترصدها بأنظمتها الصاروخية وطائراتها العسكرية لكنها لم تصل إلى حد القول إنها ستسقطها. ودفع هذا التحذير وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إلى إعادة تموضع بعض طائراته.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الميجور ادريان رانكين- غالاوي: «لقد اتخذنا إجراءات حكيمة بنقل مواقع طائرات فوق سورية حتى نواصل استهداف قوات داعش وفي الوقت ذاته ضمان سلامة طيارينا نظراً للتهديدات الماثلة في فضاء المعركة».
ورفض ممثل «التحالف الدولي» التوضيح لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، معنى «إعادة انتشار» وفي أي المناطق سوف يكون. كما حصر «التحالف الدولي» ضرباته الجوية في منطقة الرقة فقط، على حين كانت جغرافيا ضرباته أوسع.
ولقد وجهت قوات «التحالف الدولي»، في اليوم الذي أسقطت فيه الطائرة السورية 15 ضربة على مواقع لتنظيم داعش بالقرب من مدينة البوكمال، دير الزور والرقة، لكن بعد تعليق موسكو العمل باتفاق عدم التصادم اكتفت طائرات «التحالف الدولي» بضربات على مواقع داعش في منطقة الرقة فقط. وإلى جانب هذه التداعيات للقرار الروسي، أعلنت استراليا تعليق عملياتها الجوية إلى جانب «التحالف الدولي» في الأجواء السورية.
وقالت متحدثة باسم الجيش الأسترالي في بيان لها أمس، «في إجراء احترازي أوقف جيش الدفاع الاسترالي مؤقتا العمليات الضاربة التي يجريها في سورية»، مشيرةً إلى أنه «تتم مراجعة «قواعد» حماية قوات الدفاع الأسترالية بانتظام جراء التهديدات المحتملة».
ولم يقدم البيان أي تبرير لهذا القرار، إلا أن المتحدثة أوضحت أن الجيش «يتابع من قرب الوضع في الأجواء السورية وسيتخذ قراره بشأن استئناف عملياته الجوية في هذا البلد في وقته»، مشيرة إلى «استمرار عمليات الجيش الاسترالي في العراق في إطار التحالف».
وتقود الولايات المتحدة منذ آب عام 2014 تحالفاً غير شرعي من خارج مجلس الأمن بدعوى مقاتلة تنظيم «داعش» الإرهابي يشارك فيه عدد من دول الغرب التابعة لواشنطن كبريطانيا وفرنسا وأستراليا وقد ارتكب عشرات المجازر بحق السوريين في حين تساهم روسيا في الحرب على الإرهاب وذلك بناء على طلب من حكومة الجمهورية العربية السورية وأقرت أستراليا في أيلول الماضي بأن طائراتها شاركت إلى جانب طيران التحالف الأميركي في العدوان الذي شنه على موقع للجيش العربي السوري في جبل ثردة بدير الزور والذي أدى إلى وقوع خسائر بالأرواح والعتاد في صفوف قواتنا ومهد بشكل واضح لهجوم إرهابيي «داعش» على الموقع والسيطرة عليه.
في موسكو، لم يخف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قلقه الشديد حيال خطوات «التحالف الدولي» في سورية. وقال بيسكوف تعليقاً على سؤال حول إسقاط الولايات المتحدة المقاتلة السورية قرب الرقة، «بالطبع، الوضع المتعلق بخطوات التحالف «في سورية» يثير قلقاً كبيراً للغاية».
ورداً على سؤال عما إذا كان لدى الكرملين مخاوف من أن هذه الإجراءات الأميركية، يمكن أن تؤدي إلى تصادم روسي أميركي مفتوح وزيادة التصعيد، قال بيسكوف للصحفيين: «أترك الأمر دون تعليق».
وسبق لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور أوزيروف أن حذر من أن القوات الروسية في سورية قد تدمر طائرات التحالف في حال تهديدها حياة الطيارين الروس.
وعبّرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من خطر تصاعد الحرب في سورية بعد أن أسقطت القوات الأميركية مقاتلة سورية كما أطلقت إيران صواريخ استهدفت قاعدة لتنظيم داعش شرق سورية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك حسب وكالة «أ ف ب»: إن الأمم المتحدة غير قادرة على أن تؤكد بشكل مستقل سقوط مقاتلة سورية الأحد قرب مدينة الرقة معقل التنظيم المتطرف شرق سورية، أو مزاعم إيران بإطلاق ستة صواريخ على قاعدة للتنظيم في محافظة دير الزور.
وقال المتحدث: إن هذه الأحداث «تزيد من قلقنا العميق حول خطر الخطأ في الحسابات وتصعيد النزاع في سورية».
وأضاف: «نعتقد أن هذا الخطر يزيد عندما لا يتم توحيد الجهود لقتال داعش وغيره من المنظمات الإرهابية المدرجة بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل للنزاع السوري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن