سورية

ميليشيات درعا تفشل «الهدنة».. والجيش يستأنف عملياته

| الوطن

أفشلت الميليشيات المسلحة في مدينة درعا أمس المساعي التي تبذلها الدولة لانجاز المصالحة الوطنية في المدينة، الأمر الذي أدى إلى انهيار «الهدنة» ووقوع معارك عنيفة بين الجيش العربي السوري وتلك الميليشيات والتنظيمات الإرهابية اتسمت بالكر والفر.
وفي اتصال هاتفي أجرته معه «الوطن» من دمشق، قال مصدر ميداني «المصالحة فرطت» أي فشلت. وأوضح أن مدة الهدنة انتهت عند الساعة الثانية عشرة، وباشر بعدها الطيران الحربي السوري باستهداف مواقع وأوكار الإرهابيين.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السبت عن بدء سير هدنة في مدينة درعا لمدة 48 ساعة تبدأ من الساعة الثانية عشرة من ظهر السبت دعما لجهود المصالحة الوطنية، وذلك قبيل الجولة القادمة من محادثات أستانا التي ستحاول من خلالها روسيا تثبيت مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» ووضع بنود لهذه الاتفاقية لمنع تحويلها باتجاه تقسيم سورية.
ويرى مراقبون، أن عدم تمديد الهدنة يعني أن الجهود المبذولة لانجاز المصالحة من قبل الدولة السورية تم إفشالها من المسلحين، وبالتالي استأنف الجيش العربي السوري عملياته.
من جانبه ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن المعارك العنيفة بين قوات الجيش والقوى الرديفة لها والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة من جهة أخرى، تواصلت على محاور في مدينة درعا وإلى الغرب منها، إثر هجوم عنيف لقوات الجيش بعد نحو 60 ساعة من الهدوء الذي فرضه تطبيق هدنة روسية – أميركية – أردنية.
وأشار إلى أن الجيش نفذ هجوماً عنيفاً تمكنت وحداته من خلاله من تحقيق تقدم إستراتيجي، في غرب مدينة درعا، مسيطرة على تلة الثعيلية وكتيبة الدفاع الجوي المحاذية لها، حيث تترافق المعارك العنيفة التي لا تزال متواصلة مع قصف مكثف ومتبادل بين طرفي القتال، في محاولة من «الفصائل» معاودة التقدم في المنطقة، فيما تسعى قوات الجيش لتحقيق مزيد من التقدم نحو الغرب.
واعتبر المرصد أنه في حال «تثبيت» قوات الجيش سيطرتها على التلة والكتيبة وتقدمها باتجاه الحدود الأردنية، فإنها ستفصل ريفي درعا الغربي والشمالي الغربي، عن الريفين الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة درعا، وستوقع الإرهابيين والمسلحين في كل جهة منها في حصار كامل.
من جانبها أعلنت غرفة عمليات «البنيان المرصوص» في بيان عن تمكنها من استعادة السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي المعروفة باسم «القاعدة» الواقعة غرب درعا البلد، بعد هجوم معاكس للإرهابيين والمسلحين.
واعتبر المصدر الميداني في اتصال مع «الوطن» أنه «لو تم التثبيت في كتيبة الدفاع الجوي لكنا حررنا درعا البلد وحي المنشية». وترافقت المعارك العنيفة في محيط مدينة درعا وريفها، مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين في درعا البلد بمدينة درعا، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف جوي عنيف لسلاح الجو استهدف الإرهابيين والمسلحين ومواقعهم.
وكان الهدوء لا يزال مستمراً في مدينة درعا، بعد تمديد الهدنة الروسية – الأميركية – الأردنية لمدة 24 ساعة أخرى، عقب انتهاء الساعات الـ48 الأولى المحددة مسبقاً، لتطبيق الاتفاق الذي بدأ عند الساعة 12 ظهراً من ظهر السبت الـ17 من حزيران الجاري.
جاءت الهدنة بعد أن بدأ الجيش العربي السوري وحلفاؤه عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة درعا، عقب وصول تعزيزات عسكرية استقدمتها قواته للمشاركة في معركة درعا.
وتعد هذه المعركة التي تشهدها مدينة درعا منذ الـ3 من حزيران الجاري، ثالث معركة عنيفة تشهدها المدينة منذ مطلع أيار الفائت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن