من دفتر الوطن

خطاب «تنحي» الأزمة

| عبد الفتاح العوض 

ماذا يعني أن يجري الحديث الآن وبهذا الإسهاب عن الإصلاح الإداري وماذا يعني أصلاً أن يتم إبداء الاهتمام بالإصلاح الإداري بعد سنوات الحرب هذه؟
حديث الرئيس بشار الأسد أمام الحكومة أول من أمس ليس مجرد حديث عن الإصلاح الإداري، ولا حتى عن المظاهر المسيئة للكثيرين من السوريين أثناء الأزمة السورية على الرغم من إعجاب الكثيرين بكلام الرئيس وتصميمه على مكافحة كل ما يستفز المواطن.
بل هو في مضمونه البعيد رسالة بالغة الدلالة أن الأزمة «تتنحى» عن سورية إن لم تكن تنحت فعلاً. إنه حديث تنحي الأزمة أو خطاب تنحي الحرب، وإن الأشهر المقبلة سوف تشهد تسارعاً في إنهاء مظاهر الأزمة، وإن السيد الرئيس بدأ من «الأقرب» ومن الأعلى.
المسؤولون هم الأقرب في هيكلية الدولة وهم أيضاً يقفون في المناصب العليا، وبالتالي فإن الوضوح والصلابة في الحديث عن مظاهر الإساءة إنما تعني أنه إذا كان الرئيس صلباً وواضحاً وحازماً مع مظاهر الإساءة من هؤلاء فلا شك أنه سيكون حازماً وواضحاً وصلباً مع الجميع. فالحديث عن الإصلاح الإداري والاهتمام بالتفاصيل الأخرى تعني أننا الآن في مرحلة تنحية الأزمة وأن هذه المفردات التي تتعلق «بالإصلاح» و«بالإداري» إنما هي مفردات ما قبل الأزمة، وها هي تعود الآن لتعلن بداية النهاية والعودة إلى الإصلاح والعمل وبناء الدولة.
كما أن اختيار الحكومة وفي مقرها وبعد مرور عام على تكليفها للحديث عن هذه القضايا إنما لتحميلها المسؤولية كاملة في تنفيذها، وهنا فإن واجبات الحكومة متشعبة ولعل من أبرزها وأكثرها أولوية أن يبدأ أعضاء الحكومة بأنفسهم بالتخلي عن مظاهر بات المواطن ينتقدها ويتأذى منها.
أما موضوع الإصلاح الإداري فلا شك أنه من أكثر القضايا ترهلاً خلال الأزمة.
أخيراً الإعلاميون أكثر السعداء من حديث السيد الرئيس للحكومة فهو إنصاف رئاسي للعمل الإعلامي الذي عانى الكثير من عدم التفهم والكثير من سوء التعامل، ونحن ننتظر لنرى إن كانت الحكومة قادرة على التعامل مع الإعلام كما وجه سيادته أم إنها ستبقى رهينة «عشقها» بالسيطرة عليه؟؟…

أقوال:
• وهل تأتي النهايات السعيدة إلى الأشخاص الذين لا يؤمنون بها.
جاك نيكلسون
• النهايات العظيمة تحتاج إلى طموح عظيم
هرقليطس

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن