شؤون محلية

الرئيس.. المواطن

| محمد أحمد خبازي 

مرةً أخرى يثبت الرئيس بشار الأسد خلال ترؤسه جلسة الحكومة يوم الثلاثاء الماضي، انحيازه للمواطن، ويؤكد ما كان قد قاله في خطاب قسمه أمام مجلس الشعب بتاريخ 17/7/2000، وما كان قد مارسه كسلوك يومي طوال كل تلك السنوات ومنذ ذلك اليوم وحتى راهننا، ولم تثنه عن ذلك ظروف الحرب التي استهدفت بلدنا الغالي أشرس استهداف. فقد قال آنذاك: «إن الرجل الذي عرفتموه وأحببتم بعضاً من صفاته وبادلتموه الثقة والمحبة، لن يغير المنصب فيه شيئاً، وهو الذي انطلق من بين الناس وعاش معهم وسيبقى بينهم وواحداً منهم، وتوقعوا أن تروه في كل مكان معكم، سواء في موقع العمل أو في الشارع أو في أماكن نزهتكم، يتعلم منكم ويشد عزيمته بتواصله معكم، ويعمل من أجلكم كما كان عهده دائماً. فالإنسان الذي أصبح رئيساً سيبقى هو نفسه الطبيب والضابط وقبل كل شيء المواطن».
في كلمته التوجيهية للحكومة، كان الرئيس الذي يتحدث بلسان المواطن، عين الوطن وصوت المواطن.
لذلك كان دقيقاً– كما هي عادته- في توصيفه لواقع الوطن وحياة مواطنيه ومنهجياً في تحليل المظاهر السلبية والسيئة الكثيرة التي اعترت الوطن وأصابت بعض المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأبنائهم خلال السنوات الأخيرة، وغير المسؤولين أيضاً الذين طفوا على السطح كما تطفو الجيَف!.
وقد تحدث بلسان السوريين الشرفاء عمَّا يؤرِّقهم فعلاً وعمَّا يعانون منه حقيقة من تجاوز للقانون العام، ومن الفساد ومظاهر الترف والبذخ والمواكب والمرافقة وقطع الشوارع والطرق والحماية الذاتية لبعض الوزراء والمسؤولين وغير المسؤولين، وعن خطورة الرسائل التي يمكن أن يقدمها المسؤول الجبان والمذعور وهو بين ناسه وأهله!!.
وعندما يشدد الرئيس على ضرورة التعامل مع هذه المظاهر وهؤلاء المسؤولين وغير المسؤولين الذين لا يستحقون غير الشفقة والازدراء، بكل حزم وشدة ومن دون تردد، فيجب على الحكومة ترجمة هذه التوجيهات بإجراءات عملية سريعة يلمسها المواطن، إذ من شأن ذلك تعزيز ثقة المواطن بالدولة، وترسيخ هيبة القانون، القانون الذي يجب أن يظل سيداً وفوق الجميع ولا أحد فوقه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن