عربي ودولي

شويغو يؤكد النهج العدائي للناتو تجاه موسكو … فرنسا تنفي سعيها إلى عزل روسيا.. ولافروف يندد بـ«الهوس» الأميركي لمناهضة بلاده

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا لا تسعى «لعزل أو إضعاف» روسيا في أوروبا، في وقت أكد وزير الدفاع الروسي أن حلف شمال الأطلسي «الناتو» لا يريد التخلي عن نهجه العدائي تجاه روسيا.
وقال الوزير الفرنسي في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو «نحن لا نسعى لا لعزل روسيا عن باقي أوروبا ولا لإضعافها اقتصادياً».
وأضاف لودريان: «لا بد أولاً من أن نفهم بعضنا البعض» داعياً إلى مزيد من «البراغماتية» بين البلدين. وقال أيضاً: إنه قبل وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى السلطة في فرنسا «كانت الثقة غير كافية للتفاهم بشكل أفضل».
من جهته قال لافروف إنه سيتم إنشاء «آلية استشارية دائمة» بين باريس وموسكو حول المشاكل المرتبطة بليبيا واليمن. وتابع الوزير الروسي في إشارة إلى النزاع في سورية «إذا كنا جميعاً صادقين وإذا كان هدفنا جميعاً مكافحة الإرهاب، فستكون لدينا كل الوسائل لمنع الوضع من التحول إلى فوضى». وقال أيضاً: «نحن نتقاسم المسؤوليات نفسها من أجل السلام».
كما ندد وزير الخارجية الروسي بـ«الهوس» الأميركي بمناهضة روسيا، بعد قيام واشنطن بتعزيز العقوبات الأميركية على روسيا لدعمها الانفصاليين في أوكرانيا.
وقال لافروف: «لا أستطيع قول شيء سوى إبداء الأسف إزاء الهوس بمناهضة روسيا من نظرائنا الأميركيين الذي يتجاوز كل الحدود».
وكانت الولايات المتحدة أعلنت الثلاثاء تعزيز العقوبات على روسيا قبيل عقد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني بيترو بوروشنكو في البيت الأبيض. وتأتي العقوبات الجديدة عقب الخطوة التي اتخذها الكونغرس الأسبوع الماضي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ومنع البيت الأبيض من تخفيف هذه العقوبات بشكل أحادي بسبب تدخل موسكو المفترض في انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016.
وقالت وزارة الخزانة: إن العقوبات المشددة تستهدف أفراداً ومنظمات ترتبط بالنزاع المستمر في شرق أوكرانيا وستبقى مفروضة حتى تفي روسيا بالتزاماتها بموجب اتفاقات السلام في 2014 و2015.
بدوره أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن حلف شمال الأطلسي «الناتو» لا يريد التخلي عن نهجه العدائي تجاه روسيا موضحاً أن تكثيف تدريبات الحلف قرب الحدود الروسية مؤشر على مواصلته السير في هذا النهج.
وقال شويغو خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع الروسية أمس في مدينة كالينينغراد غرب روسيا: إن «إجراءات التدريب العملياتي والقتالي للناتو تتكثف حيث تجري حالياً قرب الحدود الروسية مناورات واسعة النطاق «بالتوبس 2017» و«ضربة السيف 2017» بمشاركة أكثر من 10 آلاف عسكري و70 سفينة و79 طائرة بما فيها قاذفات إستراتيجية أميركية بي 52».
وأضاف شويغو: إن «الأحداث تظهر بوضوح أن الشركاء الغربيين لا يريدون التخلي عن نهج معاداة روسيا» مشيراً إلى أن المشاركين بالقمة الأخيرة لحلف الناتو في أيار الماضي وضعوا روسيا في قائمة المخاطر المحدقة بدول الحلف إلى جانب الإرهاب الدولي.
إلى ذلك منعت مقاتلة روسية طائرة تابعة لحلف الناتو من الاقتراب من طائرة وزير الدفاع الروسي فوق مياه بحر البلطيق.
وأوضحت وكالة نوفوستي نقلاً عن مراسلها الذي كان على متن الطائرة أن «مقاتلة من طراز إف 16 تابعة لحلف الناتو حاولت الاقتراب من طائرة شويغو ولكن إحدى المقاتلات المرافقة لها من طراز سو 27 اتخذت موقفاً بينهما وأشهرت أسلحتها ما أجبر طائرة الناتو على التراجع».
ولم يكن هذا الحادث الأول من نوعه في الأيام الأخيرة، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية الإثنين عن اعتراض طائرتين عسكريتين أميركيتين على التوالي، نفذت إحداهما مناورة استفزازية تجاه طائرة روسية.
من جهة أخرى أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز أبحاث بيو الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له أن الأغلبية العظمى من الروس يؤيدون ويثقون بالسياسات التي ينتهجها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن الاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس أن «87 بالمئة يثقون بالطريقة التي يتعامل بها بوتين مع القضايا العالمية وهي تقريباً ذات النسبة من الثقة التي يتمتع بها الرئيس الروسي منذ بدء الأزمة في أوكرانيا في عام 2014».
وأعرب 59 بالمئة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم عن اعتقادهم بأن روسيا تلعب دوراً أكثر أهمية في العالم اليوم مقارنة بما كانت عليه قبل عشر سنوات مقابل 17 بالمئة فقط يعتقدون أن روسيا أقل أهمية الآن فيما اعتبر 21 بالمئة أن أهمية روسيا لم تتغير في العقد الماضي.
ودعم معظم الروس نهج بوتين في العلاقات مع الصين بنسبة 78 بالمئة ومع الولايات المتحدة بنسبة 73 بالمئة ومع الاتحاد الأوروبي بنسبة 67 بالمئة وأوكرانيا 63 بالمئة.
وأظهر الاستطلاع أن 55 بالمئة من الروس يؤيدون سياسة بوتين الاقتصادية و49 بالمئة يوافقون على طريقة تعامله مع الفساد كما يدعم الروس سياسة بوتين تجاه المجتمع المدني بنسبة 57 بالمئة وسياسة الطاقة 60 بالمئة.
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن