عربي ودولي

الدوحة اعتبرتها مجرد «ادعاءات».. الرياض: قائمة المطالب غير قابلة للتفاوض

وصف وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المطالب التي قدمتها الدول المقاطعة لبلاده بأنها «ادعاءات من هذه الدول والتي يجب أن تقدم مسندة بأدلة»، بعد أن أعلن وزير الخارجية السعودي أن قائمة المطالب التي قدمتها بلاده وحلفاؤها إلى قطر من أجل رفع العقوبات التي فرضوها عليها هي قائمة «غير قابلة للتفاوض ويجب تنفيذها كاملة»، في حين دعا نظيره الأميركي ريكس تيلرسون الأطراف المعنية بالأزمة إلى «الانفتاح على التفاوض».
ونقلت وكالات أنباء عن وزير الخارجية القطري قوله بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في واشنطن: إن «تقديم مطالب غير قابلة للتفاوض ليس من أسس العلاقات الدولية» وذلك في رد غير مباشر على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي أدلى بها أول أمس وأعلن فيها أن الدول المقاطعة لقطر لن تتفاوض معها بشأن قائمة المطالب التي قدمتها كشرط لاستئناف العلاقات.
وكان الجبير أعلن في واشنطن الثلاثاء أن قائمة المطالب التي قدمتها المملكة وحلفاؤها إلى قطر من أجل رفع العقوبات التي فرضوها عليها هي قائمة «غير قابلة للتفاوض ويجب تنفيذها كاملة».
وقال الجبير خلال مؤتمر صحفي في مقر السفارة السعودية في واشنطن: «قدمنا قائمة من المطالب إلى قطر وأوضحنا موقفنا واتخذنا قرارنا، وقائمة المطالب هذه غير قابلة للتفاوض ويجب تنفيذها كاملة».
وأضاف حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن «الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه قطر تؤلمنا لكونه بلداً شقيقاً ومجاوراً، ولكن عدم التزام قطر باتفاق الرياض ودعمها للجماعات المتطرفة والإرهاب والتحريض والتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول يعتبر أمراً غير مقبول ليس فقط من الدول المقاطعة بل كافة دول العالم».
وقدمت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر قائمة من 13 مطلباً إلى قطر، من بينها إغلاق قناة الجزيرة وإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر وخفض مستوى العلاقات بين الدوحة وطهران. ولكن الولايات المتحدة حذرت من أن قطر قد لا تتمكن من تلبية بعض هذه المطالب ودعت الرياض إلى خفض هذه القائمة لتصبح «معقولة ومقبولة».
وبعيد تصريح الجبير التقى تيلرسون نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ثم اجتمع بوزير الدولة الكويتي للشؤون الحكومية محمد عبد اللـه الصباح الذي سبق وأن زار السعودية في مهمة وساطة.
وتعليقاً على تغريدة الجبير بشأن عدم قابلية المطالب الخليجية المقدمة إلى قطر للتفاوض، قال تيلرسون إنه «يأمل من كل الأطراف أن تواصل الحوار بحسن نية».
وخلال اجتماعهما جدد الوزيران الأميركي والكويتي «التأكيد على ضرورة أن تقوم كل الأطراف بضبط النفس إفساحاً في المجال أمام محادثات دبلوماسية بناءة»، كما أعلنت الخارجية الأميركية في بيان.
من جهته دعا تيلرسون «الأطراف إلى البقاء منفتحين على الحوار الذي هو أفضل سبيل لحل الخلاف».
هذا وكان وزير خارجية البحرين قد اعتبر، في سلسلة من التغريدات السابقة، أن أساس الخلاف مع قطر هو سياسي وأمني، ولم يكن عسكرياً قط، مشيراً إلى أن إحضار الجيوش الأجنبية وآلياتها المدرعة (في إشارة إلى الوجود العسكري التركي في الدوحة) هو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطر. كما قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل ـخليفة إن السب والشتم لا يأتي من القريب بل من الغريب، في إشارة إلى الأزمة الخليجية.
إلى ذلك اتهمت مصر قطر ودولة أخرى في المنطقة (لم تسمها) بدعم «الجماعات الإرهابية» في ليبيا، وذلك خلال اجتماع عقد أمس بمقر الأمم المتحدة في نيويورك حول «تحديات مكافحة الإرهاب في ليبيا».
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أن السفير طارق القوني مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية أشار خلال الاجتماع، الذي انعقد بمبادرة مصرية، إلى «الدعم الذي تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا من قطر تحديداً ودولة أخرى في المنطقة».
ومن انعكاسات المقاطعة على الصعيد الاقتصادي ذكرت وسائل إعلام أن عدداً من المصارف ومكاتب الصرافة الأجنبية ترفض شراء الريـال القطري، ما وضع الكثيرين من حاملي عملة دولة قطر الموجودين خارجها في مأزق.
وجاء ذلك بعدما خفضت الوكالات العالمية التصنيف الائتماني لدولة قطر ووضعته في مرتبة «مراقبة سلبية»، على خلفية الأزمة الخليجية.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن