سورية

نصر اللـه يطور قواعد الحرب الشاملة مع إسرائيل والأخيرة تتمسك بحرب الوكالة

| الوطن

تراجعت «إسرائيل» عن توتيرها الأجواء مع حزب اللـه اللبناني، معلنةً أنها لا ترغب في حرب على الجبهة اللبنانية.
جاء ذلك بعد أن أعلن الأمين العام لحزب اللـه اللبناني حسن نصر اللـه تهديده لإسرائيل بفتح الأجواء لمئات المقاتلين للمشاركة في أي حرب مقبلة مع «إسرائيل» إذا ما هاجمت سورية أو لبنان.
ولم يمنع تراجع «إسرائيل» عن التهديدات بالحرب عن استمرارها في إدارة حرب من نوع آخر في الجنوب السوري تتمثل في حرب الوكالة عبر المجموعات الإرهابية المدعومة منها، تريد من خلالها إبعاد الجيش العربي السوري وحلفائه عن القسم المحتل من الجولان العربي السوري كي تنفذ حلمها بالضم الأبدي له.
ونفى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إمكان وقوع حرب إسرائيلية قريبة في المنطقة. وقال خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي أول من أمس إن «كثيرين يتنبؤون بوقوع حرب في الشمال ومع قطاع غزة، لكن لا توجد لدينا أي نية لمسك زمام الأمور لنقوم بعمل عسكري لا مع غزة ولا مع الحدود الشمالية، سورية أو حزب اللـه»، لكنه حذر من أن «إسرائيل لا تعتزم الصمت أمام حالات تشهد إطلاقاً من الجانب الآخر، وسوف ترد على كل حالة بقوة»، في إشارة إلى الاعتداءات الإسرائيلية مؤخراً على الجيش السوري في مدينة البعث. وتأتي تصريحات ليبرمان بعد يوم واحد من تهديد وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يوآف جلنت، بتوجيه ضربات عسكرية على لبنان، من شأنها أن تعيده 100 عام إلى الوراء، بحسب وصفه، ومطالبته بتشكيل ائتلاف دولي لمواجهة الوجود والنفوذ الإيرانيين في سورية ولبنان. وخلال كلمة له بمناسبة يوم القدس، أعلن نصر اللـه مطلع الأسبوع الجاري، أن أي حرب إسرائيلية جديدة على سورية أو لبنان قد لا تبقى محصورة، وقال: «إذا إسرائيل شنّت حرباً على سورية أو لبنان، ليس من المعلوم أن يبقى القتال لبنانياً- إسرائيلياً أو سورية- إسرائيلياً، وهذا لا يعني أنني أقول إن هناك دولاً قد تتدخل في شكل مباشر، لكن قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف، بل مئات آلاف المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة»، منبهاً إلى تهويلات السفراء الأجانب من «حرب في الصيف». واستشهد نصر اللـه برئيس أركان جيش الاحتلال الذي قال: «على رغم الواقع الذي وصفناه ورغبتنا بإبعاد منظمة حزب اللـه من جنوب الليطاني كما هو المطلوب في القرار 1701 لدينا مصلحة بأن يستمر هذا الهدوء لأعوام طويلة إلى الأمام».
إلا أن «إسرائيل» تصر على مسار الحرب بالوكالة لتحقيق مصالحها في الجنوب السوري المتمثل في إنشاء جيب عازل، يحرسها ويضمن لها احتلال الجولان إلى الأبد.
ولتحقيق ذلك تعمل على التهويل من فزاعة تحول الأراضي السورية إلى قاعدة لإيران وحزب الله. وقال ليبرمان «لن نسمح بأن تتحول سورية إلى قاعدة أخرى لتكون جبهة قتال ضد إسرائيل»، واعتبر أن حزب اللـه «يستغل الأوضاع في سورية لفتح ساحة قتال ضد إسرائيل في الجولان ولتهريب أنظمة دفاع متقدمة لتعزيز منظومته وقدراته أمام الحدود مع إسرائيل»، مهدداً بقصف المطار الدولي في دمشق لدى قوله: «المطار الدولي في دمشق لا يمكن أن يستعمل لتهريب الأسلحة لحزب الله، وعندما يتم تخطي الحدود لن نتردد بالعمل».
وبحسب ليبرمان فإن «إسرائيل» تنشط في سورية ولبنان وكأنه يوجد هناك قنبلة موقوتة على وشك الانفجار ويتم النشاط من أجل إحباطها. وبرأيه فإن إطلاق النار على أهداف إسرائيلية أو تهريب أسلحة إلى حزب اللـه عاملان من شأنهما إشعال المنطقة.
يأتي ذلك مع زيادة إسرائيل وتيرة انخراطها في المشهد السوري، عبر تنفيذها 3 ضربات على مدى 48 ساعة استهدفت تمركزات وتحركات قوات الجيش السوري في القسم المحرر من الجولان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن