ثقافة وفن

«أناشيد السفر المنسي» أشعار لثائر زين الدين باللغتين العربية والروسية … الروائية الروسية سفيتلانا سافيتسكايا: لقد دفنوا أم الشاعر في حلب.. لكني سمعت أناشيد مراسم الدفن في موسكو

| سارة سلامة

كثيراً ما يحوز السوريون في العديد من المحافل الدولية الثناء والتقدير لقاء إنجازاتهم، ولطالما كانوا سفراءنا في الخارج حاملين اسم بلادهم التي تغنت بهم على مرّ الزمان، والعقل السوري كان سباقاً دائماً وله مكان مهم في كثير من الإنجازات على كل المستويات الأدبية والفنية والعلمية وغيرها من المجالات، تجري في روسيا سنوياً مسابقة «الريشة الذهبية» التي تهدف للتعريف بالكتاب الموهوبين الذين يضعون أعمالهم باللغة الروسية للتعريف بهم وتسليط الضوء على إبداعهم، من خلال توجيه دعوة إلى الفائزين لحضور حفل استلام الجوائز والميداليات التي تجري برعاية من رابطة الجمعيات الأدبية.
وكان من المستحقين لها والجديرين بذلك الكاتب والمترجم السوري ثائر زين الدين الذي حصد جائزتين أدبيتين لعام 2016 تقديراً للمستوى الفني الرفيع الذي يقدمه من خلال ترجمته لأعمال الكلاسيكيين الروس إلى اللغة العربية، كما حصل زين الدين على دبلوم شكسبير مع ميدالية ذهبية، وكانت قد تسلمت السفارة السورية في موسكو الجائزتين في حفل أقيم بدار الأدباء المركزية.

هذا النجاح والإبداع الذي حظي به زين الدين دفع الشاعرة والروائية الروسية سفيتلانا سافيتسكايا بترجمة مجموعة الشاعر الدكتور ثائر زين الدين «أناشيد السفر المنسي» إلى اللغة الروسية، متضمنةً النصين العربي والروسي ومجموعة من الرسوم واللوحات الترفيهية رسمتها المترجمة بنفسها، وقدمت المجموعة بشيء من النثر الجميل حيث قالت:
أنا لم أر ثائراً أبداً
لكنني أحس بروحي طابعه العربي
أنا لم أر حلب أبداً
أو حتى بجمالها المعروف كله أو حتى من دونه
يا لها من خسّة، ووقاحة ووضاعة
أن يقصفوا تدمر ودمشق
تكسّر الرموز، والحرب تخبط!
كيف بردت الألغام في العشب الجاف
لقد دفنوا أم الشاعر في حلب
لكني سمعت أناشيد مراسم الدفن في موسكو
«أناشيد السفر المنسي» بهذا العنوان يذكرنا زين بأن هناك سفراً مفقوداً أو منسياً بين أسفار الكتاب المقدس، ونرى أناشيد الشاعر تتحدث عن «موسى» و«يوسف» و«شمشون» و«دليلة» و«داوود» و«أفعى التكوين».

إغواء يوسف
يصف لنا زين الدين الوله الذي عاشت فيه امرأة العزيز وهيامها لما كان يوسف يتمتع بجمال باهر وحسن في الخلق، فتنت به وأحبته حباً شديداً، واصفاً حالتها حيث لم تترك وسيلة للتقرب منه.
أنا لم أعشق سواه
ضارياً كان كبدر يملأ الدنيا سناه
ضارياً كان كطاووس من الرغبة
كالشوق الذي خبأت في قلبي لظاه
كنت إذا أبصرته أعدو إليه
كنت كالقطة استجديه
أن يلمس وبري بيديه
أنا يا يوسف أحلى من عليها
أنا أحلى من نساء
شوت الصحراء أيديهنّ والأقدام
أبهى من أمانيك
ومن أحلام شعبك
ليس في الوادي نساء بجمالي
لا ولا في قصر فرعون شموخي ودلالي!

شمشون ودليلة
في قصيدة «شمشون ودليلة» يرينا حالة الضعف التي تذكره بأيام العز والقوة والمجد، وعلى الرغم من معرفته بأن ما فعلته دليلة ليس إلا حقداً بغيضاً ورذيلة على حد تعبير شمشون نفسه فإن كلامه لا يتعدى العتاب والملامة مختاراً إيقاعاً رائعاً وقافيةً جميلةً.
ما هكذا تجزى المحبة يا دليلة؟!
ما هكذا تتنكرين لأجمل اللحظات
للزفرات والآهات
للقلب المحب
لفارس يطأ الثرى
فيهز أركان السماء
لعاشق تغفو البلاد ولم يزل
يحنو عليك
يوزع القبلات
فوق ورود جسمك كاللآلئ
ويذكر أنه يتنافس للفوز في هذه المسابقة الأدبية شعراء وكتاب من روسيا والدول الأجنبية في حقول الشعر والنثر والقصة والأعمال الأدبية الفنية والفكاهية ورسوم الأطفال، كما تجري المسابقة في مجالات الإيكولوجية وحماية الطبيعة بحبكة أدبية وكذلك الأعمال التلفزيونية والصحفية باللغة الروسية، ويشرف رئيس اللجنة التنظيمية للمسابقة على اختيار الحكام الذين يجب ألا يقل عددهم عن ثلاثة حكام من الأدباء والمختصين المعروفين في كل مجالات المسابقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن