سورية

ويكليكس يفضح دور خارجية آل سعود بقيادة حملة ضد سورية في المنظمات الإقليمية والدولية

ليس بالجديد الحديث عن حجم التورط السعودي في الحرب على سورية منذ انطلاقتها حتى اليوم، عبر تجنيد وتسليح وتمويل الإرهابيين وغيرها من الأساليب، كما لم يتوقف افتضاح وتوثيق هذا التورط بعشرات الوثائق والتصريحات التي وثقت حتى اتفاق السلطات السعودية مع إرهابيين ومجرمين معتقلين لديها لإطلاقهم من السجون شرط الالتحاق بالجماعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وفي واحدة من فصول هذا التورط، كشفت وثائق جديدة مسربة عن وزارة خارجية آل سعود نشرها موقع «ويكيليكس»، قيام النظام السعودي بقيادة حملة ضد الحكومة السورية من أجل إلغاء عضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية لمصلحة «مجلس اسطنبول» المعارض الذي شاركت بتأسيسه، إضافة إلى دورها في عقد صفقات الأسلحة وشرائها وخاصة الصواريخ المضادة للدروع لتقديمها للإرهابيين في سورية.
وأشارت وثيقة نشرتها جريدة «الأخبار» اللبنانية أمس بالتعاون مع ويكيليكس مرسلة من وزير الخارجية حينها سعود الفيصل لرئيس الاستخبارات العامة مقرن بن عبد العزيز حول كيفية منع سورية من المشاركة في اجتماعات منظمة دول عدم الانحياز. ويقترح الفيصل في رسالته أن يتم الاعتماد على التجربة الليبية مع المنظمة «حيث تقدم المجلس الانتقالي الليبي آنذاك بطلب باعتباره الممثل الشرعي لليبيا والسماح له بتمثيلها، وعندما علمت الحكومة بذلك قامت بمخاطبة إندونيسيا وإخبارها بعدم أحقية المجلس الانتقالي فتمت إحالة الموضوع إلى المكتب التنسيقي لحركة عدم الانحياز الذي رفض بدوره طلب كلتا الجهتين بتمثيل ليبيا ما دام هناك نزاع». وقال الفيصل في البرقية: «إن المؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز سيعقد في شرم الشيخ في 9 و10 أيار عام 2012 وسيسبقه اجتماع المكتب التنسيقي للحركة في نيويورك ولذلك يجب الاتصال بمجلس اسطنبول والإيعاز له تقديم طلب للمكتب التنسيقي لحركة عدم الانحياز بأن لهم الحق بتمثيل سورية في المؤتمر، مع ملاحظة إبلاغه أن طلبه لن يقبل وبالتالي سيتعامل المكتب التنسيقي مع الموضوع مثل ما حصل مع ليبيا بإيقاف الجهتين عن تمثيل سورية ما دام هناك نزاع».
وحاول النظام السعودي دفع الفاتيكان إلى تغيير موقفها مما يجري في سورية عبر لقاء بين الدبلوماسي السعودي راند بن خالد قرملي مع وزير خارجية الفاتيكان دومينيك مامبيرتي بطلب من سعود الفيصل في نيسان 2012 حيث أكد الدبلوماسي السعودي «حرص الرياض على التنوع والأقليات في سورية وضرورة تشجيع المسيحيين على التخلي عن دعم الحكومة وأنّ خير ضمانة لهم سيكون بانخراطهم في الحراك الشعبي».
ولفتت برقية صادرة عن إدارة شؤون دول شبه الجزيرة العربية إلى مقابلة مع الشيخ السعودي محمد أسعد الخلف الذي يقدم نفسه بأنه «ناشط وداع للسلام العالمي وسفير مفوض لدى منظمة البرلمان العالمي للأمن والسلام ومقرها البرازيل»، حيث يطلب مبلغ 18 ألف دولار لتأمين نفقات وتكاليف استضافة رئيس البرلمان العالمي للأمن والسلام ونائبه وعضوين آخرين من أميركا وذلك خلال مشاركتهم في مؤتمر حول سورية تقيمه المنظمة في بيروت. وأوضح الشيخ السعودي أن هذه الاستضافة «ستساهم في الحد من تفرد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم خلال المؤتمر وستمنعه من نقل وجهة نظر سورية».
كما بين عدد من الوثائق كيف سعى آل سعود لكسب الولاءات في سورية من خلال شراء بعض شيوخ العشائر والقبائل العربية كي يصبحوا جزءاً من المعارضة، ومن بينها وثيقة يطلب فيها وزير الخارجية حينها سعود الفيصل من الملك «مساعدة القبائل لأن تأثيرهم سيكون أقوى»، لكنه يشترط مقابل ذلك انضمامهم إلى «مجلس اسطنبول» و«مجلس القبائل السورية» الذي شكلته السعودية لأدواتها الذين يتم شراؤهم.
وأظهرت وثيقة مسربة من وزارة الخارجية السعودية عن اجتماع عقد تحت اسم «تبادل الآراء حول المرحلة الانتقالية في سورية» في إسطنبول في 7 كانون الثاني 2013 بحضور ممثلي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ومصر والأردن والإمارات وقطر وتركيا إضافة إلى حضور نائبي رئيس «ائتلاف الدوحة».
وأوضح الممثل الأميركي في الاجتماع أن المرحلة الحالية تتطلب «مساعدات عاجلة» للإرهابيين في سورية الذين كان يتم تسويقهم إعلامياً باسم «الجيش الحر»، معلناً موافقة واشنطن على تزويدهم بمضادات للدروع «لتساهم في التقدم والسيطرة على المطارات السورية التي تنطلق منها الطائرات وتحييد سلاح الجو».
وكشفت برقية موجهة من السفارة السعودية في بيروت إلى وزارة الخارجية أن سوق الأسلحة السوداء في لبنان والتي سدت جانباً من احتياجات الإرهابيين «بدأت في العجز عن تلبية الطلب المتزايد» وهو ما يحتم البحث عن مصادر تسليح أخرى قد لا تكون متيسرة لهم.
وكان موقع ويكيليكس بدأ تدريجياً بنشر نصف مليون وثيقة ومستند تعود إلى وزارة خارجية نظام آل سعود وهي عبارة عن مراسلات سرية من وإلى مختلف السفارات السعودية حول العالم ومراسلات مع هيئات أجنبية إضافة إلى تقارير سرية من مختلف المؤسسات السعودية الحكومية الأخرى بما فيها وزارة الداخلية والمخابرات العامة.
وتوثق البرقيات والتقارير المسربة كيف يعمل نظام آل سعود على استغلال عائدات النفط من أجل تمويل الإرهاب في كل دول العالم ونشر الفوضى والقتل وتأجيج الأزمة في سورية وكيف يشتري الولاءات ويقدم الرشا للشخصيات والأحزاب والحكومات ووسائل الإعلام في العديد من الدول بهدف استخدامهم في تجميل صورته الملطخة بدماء من قتلهم إرهابيو آل سعود العابرون للحدود.
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن