سورية

اعتبرت أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة وتمنت أن يكون قريباً … الصليب الأحمر: عملياتنا عبر خطوط التماس تضاعفت عشر مرات بفضل تعاون الحكومة

| الوطن

أشادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتعاون الحكومة معها، مؤكدة أن هذا التعاون أدى إلى مضاعفة العمليات التي نفذتها اللجنة في العام الماضي عبر خطوط التماس إلى نحو عشرة أضعاف، معتبرة أن «الحل السياسي هو الحل الوحيد» للأزمة في البلاد، ومعربة عن تمنياتها بأن يكون هذا الحل قريباً.
وفي مقابلة مع «الوطن» قالت المتحدثة باسم اللجنة في سورية إنجي صدقي: إن نوعية أنشطة وطريقة عملها اختلفت جداً بعد اندلاع الأزمة في سورية عما كانت عليه من قبل، وقالت: «كنا 25 موظفاً، وحالياً نحن 500 شخص وهناك أربعة مقرات لها في دمشق وحمص وحلب وطرطوس ونعمل في معظم المحافظات».
وذكرت، أن أنشطة اللجنة في السابق كانت محصورة في منطقة الجولان العربي السوري المحتل لرفع المعاناة عن المدنيين هناك، وأضافت: إنه «ومع حدوث الأزمة زادت الاحتياجات جداً وأصبح من الضروري ممارسة أنشطة مختلفة بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري».
ولفتت إلى أنه و«بسبب الأزمة حصل ضرر كبير في البنى التحتية في البلاد من مشافي ومراكز صحية وشبكات المياه والصرف الصحي، ونحن نحاول رفع المعاناة عن المدنيين والتدخل بشكل سريع لتوفير احتياجاتهم الأساسية لبقائهم»، مشيرة إلى أن عمل اللجنة لا يقتصر على توزيع السلل الغذائية ومعاينة الناس من خلال الأطباء وإنما «لدينا مهندسون يعملون بشكل يومي على إعادة تأهيل البنى التحتية للمياه والصرف الصحي وتأهيل مراكز الإيواء ومشاريع التمكين في مجال الزراعة وتقديم خدمة الأطراف الصناعية».
وأوضحت، أن عدد المستفيدين من مشاريع اللجنة في مجال المياه والصرف الصحي في العام الماضي في سورية بلغ «نحو 15 مليون شخص»، ومن السلل الغذائية «نحو 10 ملايين»، وعدد المستفيدين من المشاريع الصغيرة المقدمة للعائدين بلغ «300 أسرة»، وخلال العام الجاري «50 أسرة»، وبالنسبة للأطراف الصناعية «2000 شخص».
ولفتت إلى أن آلية عمل اللجنة في جميع مناطق النزاعات سواء في سورية أم في بلدان أخرى تتم عبر «الحوار المفتوح مع كل الأطراف والجهات»، مؤكدة أن المنظمة «إنسانية محايدة تماماً لا نتدخل بأي صراعات سياسية أو دينية أو إثنية وهمنا الأول رفع المعاناة عن المدنيين».
وإن تم التنسيق من اللجنة مع تنظيمات إرهابية في سورية مثل داعش وجبهة النصرة، قالت المتحدثة: «نحن وخلال عملنا نعبر خطوط التماس ونفذنا 57 عملية عبر هذه الخطوط العام الماضي وفي العام الجاري وصلت إلى 20 عبر خطوط التماس في أماكن مثل دوما وحرستا الشرقية في غوطة دمشق الشرقية ومضايا قبل موضوع الإجلاء والعمليات هذه لا تتم بسهولة وتتطلب وقتاً كبيراً جداً حتى يتم التنسيق مع الحكومة السورية أو الجهات الأخرى المسيطرة على هذه الأماكن ومن ثم يجب التنسيق معها لضمان عبور فرقنا بسلام وتقديم المعونات الإنسانية».
وأوضحت، أن «الشريك الأول الوحيد» من المنظمات الدولية للجنة الدولية في سورية هو منظمة الهلال الأحمر العربي السوري «فلدينا المبادئ نفسها من حيث الاستقلالية وعدم الانحياز والحياد»، مشيرة إلى أن البعض يعتقد أن الصليب الأحمر جزء من الأمم المتحدة «وهذا غير صحيح، فنحن نعمل بطريقة مستقلة عن الأمم المتحدة».
ولفتت صدقي إلى أن تأمين العامل اللوجستي مهم جداً لتأمين عمل اللجنة «فهناك مناطق وصولها يتم خلال نصف ساعة وهناك مناطق وصولها يستغرق ست إلى سبع ساعات، وكذلك الإجراءات الإدارية المتمثلة بالحصول على الموافقات من جميع الجهات بعدم التعرض للقافلة خلال عبورها وأيضاً ضرورة تأمين الناحية الأمنية».
وأوضحت، أن عمليات إيصال القوافل إلى المدن الأربع، كفريا الفوعة – الزبداني مضايا كانت الأصعب من بين العمليات التي نفذتها اللجنة في سورية.
ورداً على سؤال إن كانت اللجنة راضية عن تعاون الحكومة السورية معها، قالت المتحدثة: «العام الماضي حصل تطور كبير جداً في عدد العمليات التي نفذتها اللجنة في خطوط التماس قياساً بالعمليات التي تم تنفيذها في عام 2015 التي كانت فقط 9 عمليات على حين عام 2016 كان هناك 57 عملية».
وأكدت، أن دعم الحكومة وتعاونها مع اللجنة كان له أثر في مضاعفة عدد العمليات التي تنفذها اللجنة إلى عشرة أضعاف تقريباً.
ووصفت صدقي الحرب في سورية بأنها من «أصعب النزاعات» سواء للناحية الأمنية أم لناحية «الأطراف الكثيرة الموجودة داخل النزاع»، معتبرة أن الوضع «غير سهل». وأوضحت أن أي ملاحظات للجنة يتم «تناولها مع الطرف المسؤول عنها».
وحول عدد ضحايا العاملين من اللجنة في الحرب في سورية «المتضرر أكثر في هذا الأمر هو الهلال الأحمر السوري سواء المتطوعين أم الموظفين فقد وصل عدد الذين فقدوا حياتهم من هؤلاء نحو 60 شخصاً».
وفي ختام حديثها اعتبرت المتحدثة باسم اللجنة الدولية أن «الحل السياسي هو الحل الوحيد لأي أزمة»، معربة عن تمنياتها بأن يكون هذا الحل قريب في سورية لإنهاء معاناة المدنيين المستمرة منذ أكثر من ست سنوات، مشددة على ضرورة وضع حد لهذه المعاناة بأقصر وقت ممكن.
وتحلّ يوم غد ذكرى مرور خمسين عاماً على اضطلاع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل الإنساني في سورية، وبهذه المناسبة أطلقت اللجنة، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، معرض «أثر» الذي سيقام في التكية السليمانية بدمشق، يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة في سورية ماريان غاسر في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه «يرجع وجودنا في سورية إلى عام 1967، ومدارُه الأثر: الأثر الذي تركناه على الناس من خلال عملنا الإنساني، والأثر الذي تركه السوريون على اللجنة الدولية وموظفيها العاملين هناك من خلال قصصهم وأحزانهم وأفراحهم وآمالهم».
ويهدف المعرض إلى اصطحاب الزوار في رحلة إنسانية عبر الزمن، وتبدأ في الجولان المحتل، عندما قدّمت اللجنة الدولية المساعدة لآلاف الناس ليتمكّنوا من التأقلم مع تبعات الاحتلال، وتعود بهم إلى الزمن الحاضر حيث ما تزال اللجنة الدولية تعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري يداً بيد للوصول إلى أشد الفئات ضعفاً في أرجاء سورية.
وأضافت غاسر: «هذا المعرض هو تعبير عن تكريمنا وتقديرنا للناس في سورية الذين أَوْدَعوا ثقتهم بنا خلال السنوات الخمسين الماضية، لم تكن اللجنة الدولية لتوجد في سورية لولا أهلها، وهذا المعرض هو لهم وعنهم».
وسيجوب المعرض أيضاً في الأشهر المقبلة محافظات سورية أخرى بما فيها طرطوس وحمص وحلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن