سورية

أنقرة تعلن التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين بشأن فتح أنجرليك وبرلماني إيراني: لا نرغب في تحويل سورية إلى مقبرة للجنود الأتراك

 وكالات : 

بالترافق مع إعلان أنقرة عن التوصل إلى اتفاق بين تركيا والولايات المتحدة على فتح قاعدة إينجيرليك أمام طائرات التحالف الدّولي لقصف مواقع تنظيم داعش في سورية، وقوات الجيش السوري، حذر برلماني رفيع المستوى في إيران من عواقب أي تدخل عسكري لـ«العثمانيين الجدد» ضد سورية، مؤكداً أن بلاده لا ترغب في تحويل سورية إلى «مقبرة للجنود الأتراك» إذا ما دخلوا الأراضي السورية لإقامة «منطقة عازلة».
وحشدت تركيا قواتها على الحدود مع سورية خشية من انتصارات قوات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية على قوات داعش في مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة، ولوحت بإقامة منطقة عازلة. وفي التفاصيل حذر نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني منصور حقيقت بور من «دخول الجيش التركي في حرب ضد سورية» ونوايا نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إقامة «منطقة عازلة» شمال سورية.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن حقيقت بور تأكيده أن أي تدخل تركي في سورية سيكون بمثابة خطأ كبير ممن يطلقون على أنفسهم «العثمانيين الجدد»، مضيفاً إن أي تدخل عسكري من قبل أنقرة ضد سورية يعتبر قراراً جنونياً، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن الجيش التركي سيعارض هذا القرار.
وبشأن سعي تركيا لإقامة «منطقة عازلة» داخل الأراضي السورية، قال حقيقت بور: «نحن لا نرغب في تحويل سورية إلى مقبرة للجنود الأتراك» وحذر تركيا من لعب دور العميل للرياض والدوحة، وقال إن «دخول الجيش التركي بشكل مباشر في سورية يدل على أن أنقرة تلعب دور العميل وأنها تدافع عن المصالح القطرية والسعودية».
وانتقد حقيقت بور الدعم التركي لتنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية التكفيرية، مؤكداً أن ذلك سيرتد عليهم في المستقبل. وقال إنه لا يوجد أي حزب تركي سيشارك في حماقة العثمانيين الجدد، موضحاً أن الأحزاب التركية الأخرى الفاعلة ستعارض المنطقة العازلة.
ودعا المسؤول الإيراني أردوغان إلى التحلي بالحكمة وتعزيز العلاقات مع سورية، ونبه إلى أن لهيب نار الحرب وراء حدود تركيا ممكن أن يرتد عليها في أي لحظة عليها، وحذر من أن تركيا ترتكب خطأ كبيراً إذا اعتقدت أن داعش لن يدخل في نزاع معها، لافتاً إلى أن التنظيم الإرهابي يعتبر تركيا جزءاً من خارطته، وأن تركيا لن تكون بمأمن من العمليات الانتحارية التي يقوم بها التنظيم.
في غضون ذلك ذكرت وزارة الخارجية التركية أنه تم الاتفاق مع الجانب الأميركي بعد مباحثات مكثفة في العاصمة التركية أنقرة على فتح قاعدة إنجرليك أمام طائرات التحالف الدّولي لاستخدامها ضد تنظيم داعش والنظام معاً، مشيرةً إلى أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بعد التوقيع الرسمي على بروتوكول التفاهم بين الجانبين.
وأكدت مصادر مطلعة من داخل وزارة الخارجية التركية، أن الوفد التركي الذي ترأسه مستشار الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو أصرّ على فكرة إنشاء المناطق العازلة والآمنة في الأقسام الشمالية من سورية.
وأضافت المصادر نفسها أن الوفد الأميركي، الذي ترأسه مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن، أعطى ضمانات قاطعة بعدم توسع «قوات حماية الشعب» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى المناطق الواقعة غرب نهر الفرات «تمهيداً لإنشاء كيان كردي مستقل على الحدود التركية».
وأكّد الجانب الأميركي أن عناصر حماية الشعب لن تشنّ حملة عسكرية على منطقة جرابلس المتاخمة للحدود التركية، حيث تعتبر أنقرةُ سيطرةَ العناصر الكردية إلى هذه المناطق خطًّا أحمر بالنسبة لها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن