سورية

اللحام يؤكد أن حماية مسيحيي الشرق تتطلب حماية جميع مكونات شعوب المنطقة…بواسون من دمشق: لا حل في سورية من دون الحديث مع الرئيس الأسد

 وكالات : 

خاطب رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي جان فريديريك بواسون الغرب من العاصمة دمشق مؤكداً ألا حل للأزمة في سورية من دون الحديث مع الرئيس بشار الأسد.
ويزور بواسون، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، سورية للاطلاع على الوضع في سورية وللاستماع من المسؤولين السوريين حول طرق وأساليب حماية مسيحيي الشرق. وفي هذا الصدد، استقبله أمس رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام، الذي نبه إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يرتكب «أكبر خطأ في التاريخ» بتقديمه الدعم للإرهابيين، وشدد على أن حماية مسيحيي الشرق تتطلب حماية جميع مكونات الشعب في سورية والعراق ولبنان ومصر، ودعم جهود هذه الدول في مواجهة حملات التكفير. ودعا الدولة المعادية للدولة السورية والمناصرة للإرهاب إلى إعادة النظر بموقفها قبل أن تصل إليهم نار الإرهاب، مشيراً إلى أن سورية باتت أكثر انفتاحاً للتعاون مع أي جهود شريطة أن تكون الجهود «صادقة».
وشهدت فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية والعربية عدداً من الاعتداءات الإرهابية أكبرها مذبحة «شارلي إيبدو» مطلع العام الجاري، ومذبحة السياح الأجانب في سوسة.
وذكرت وكالة الأنباء «سانا» نقلاً عن بيان صادر عن رئاسة مجلس الشعب، أن اللحام وبواسون بحثا تطورات الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرض لها بدعم من الدول الغربية والولايات المتحدة.
وأشار بواسون، وفقاً للبيان، إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل للأزمة في سورية من خلال الاتحاد الأوروبي أو الغرب بشكل عام، أو الولايات المتحدة، من دون الحديث مع الرئيس الأسد. وقال: «أنا واحد من مجموعة سياسيين فرنسيين يقولون دائماً إنه لا بد من الحوار والتفاوض مع الرئيس الأسد لحل الأزمة في سورية»، وأردف قائلاً: «فلا حل مستقر (للأزمة) من دون الحفاظ على تماسك الدولة السورية والنظام الحالي فيها».
وأشار إلى التضليل الإعلامي الذي يتعرض له الشعب الأوروبي حول طبيعة الأحداث في سورية، مضيفاً: «أتيت إلى سورية لأرى بنفسي ماذا يحدث حقاً، وكي أشارك برأيي في النقاشات التي تدور في فرنسا حول طبيعة الأزمة هنا». وتابع: «أكثر ما يدهشني بأن جميع من التقيت بهم في سورية حتى الآن يريدون الحفاظ على الدولة السورية» وأعرب عن حزنه «لأني سمعت منهم أيضاً، أن فرنسا قد خيبت آمال الشعب السوري».
وإذ أشار بواسون إلى أن «الشعب الفرنسي قلق جداً حول وضع المسيحيين في الشرق الأوسط»، لفت إلى أن زيارته تهدف أيضاً إلى الاستماع من المسؤولين السوريين حول «ماذا يجب فعله من أجل حماية المسيحيين؟ وماذا تنتظر سورية من فرنسا وأوروبا» لمواجهة هذا التحدي؟
واعتبر أن وجود المسيحيين في سورية أو في أي مكان من العالم، هو «ضمان للسلام»، مشدداً على أن «التاريخ السوري تجسد بصداقة حقيقية بين المسيحيين والمسلمين»، لكنه نبه إلى «وجود تيارات إسلامية لا تريد لهذا التناغم والتاريخ الأخوي بينهما أن يستمر»، وحذر من أن منطقة الشرق الأوسط إذا لم تنعم بالسلام، فإن «العالم كله» لن ينعم به.
من جهته، شدد رئيس مجلس الشعب على أن الحرب على الإرهاب لن تحقق غايتها ما لم يتم التنسيق والتعاون مع الحكومتين السورية والعراقية في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي وبعيداً عن المصالح الآنية الضيقة.
ولفت اللحام إلى أن «حماية مسيحيي الشرق تتطلب حماية جميع مكونات الشعب في سورية والعراق ولبنان ومصر، ودعم جهود هذه الدول في مواجهة حملات التكفير التي تمارسها التنظيمات الإرهابية المسلحة»، وأشار إلى أن الإرهابيين في سورية والعراق عمدوا إلى تهجير مكونات شعبي هذين البلدين وحرق أماكن عبادتهم وتدمير المعالم التراثية والدينية فيهما بهدف «تفريغ هذا الشرق من مكوناته المتلونة التي تشكل مصدر غنى وحضارة له تمهيداً لإنشاء كانتونات عرقية ومذهبية وإيجاد بيئة مناسبة تساعد كيان الاحتلال الإسرائيلي على إقامة دولته اليهودية المزعومة على أرض فلسطين».
واعتبر أن القيادة الفرنسية ترتكب أكبر خطأ في التاريخ بدعمها قتلة الأطفال وقاطعي الرؤوس وخاطفي النساء، ولافتاً إلى أن «كل دعم (يقدم) لأي جماعة إرهابية مسلحة تحارب الدولة السورية هو دعم للإرهاب وليس له أي اسم آخر».
وشدد رئيس مجلس الشعب على دور المؤسسات البرلمانية الوطنية والإقليمية والدولية في حل المشاكل والصراعات عبر الحوار والدبلوماسية، وتابع مؤكداً: «(فدور) المؤسسات التشريعية في العالم لا ينفصل عن دور الحكومات في التصدي لمشاكل العالم ولا سيما ظاهرة الإرهاب التكفيري التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
ودعا اللحام الدول التي تعادي الدولة السورية وتناصر الإرهاب إلى إعادة النظر بموقفها قبل أن تصل إليها نار الإرهاب. وقال: «نحن اليوم أكثر انفتاحاً للتعاون مع أي جهود إقليمية أو دولية أو عبر المؤسسات البرلمانية على القيم والمبادئ نفسها التي تحترم سيادة سورية كدولة وحكومة ومؤسسات شريطة أن تكون الجهود صادقة ومنطلقة من إرادة حقيقية للمساعدة».
حضر اللقاء رئيس منظمة مسيحيي الشرق الفرنسية بنجمان بلا تشارد ورئيسة لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب فاديا ديب وعضوا مجلس الشعب عبد السلام دهموش ونزيه عبود.
وفي شهر شباط الماضي، استقبل الرئيس الأسد وفداً يضم أربعة برلمانيين فرنسيين، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين باريس ودمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن