سورية

جدد التأكيد أن سورية تخلصت من برنامجها الكيميائي بشكل كامل … المقداد: ردود الفعل على أي عدوان أميركي لن تكون كما كانت في السابق

| الوطن

اعتبر نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن الاتهامات والمزاعم والأكاذيب الأميركية حول استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي تهدف إلى تشويه صورة سورية، وإيجاد مبررات تخدم «إسرائيل» ومصالحها في المنطقة، وإطالة الأزمة وخاصة بعد الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب، مؤكداً أن سورية تخلصت من برنامجها الكيميائي بشكل كامل. ولم يستبعد المقداد قيام الولايات المتحدة الأميركية بشن عدوان جديد على سورية لكنه حذر من أن ردود الفعل لن تكون كما كانت في السابق.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس في دمشق، قال المقداد رئيس اللجنة الوطنية لتنفيذ التزامات سورية بموجب انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية «أؤكد نيابة عن الجمهورية العربية السورية أن سورية تخلصت من برنامجها الكيميائي بشكل كامل، لم تعد هناك أسلحة كيميائية في سورية ولا مواد كيميائية سامة أو غازات قد تستخدم في عمليات حربية».
وأشار المقداد إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اعترفت بأن سورية قامت بتصفية كل ما يتعلق بالملف الكيميائي.
ولفت إلى أن الحكومة السورية طلبت رسمياً ترحيل المواد الكيميائية وتدميرها خارج سورية حتى لا يكون هناك تشكيك بعدم تدميرها لاحقاً، مشيراً إلى أن سفناً من الدنمارك وبريطانيا وأميركا وفلندا والسويد جاءت لهذا الغرض لكن الأميركيين يطالبون بوثائق تتعلق بتاريخ الملف والخبراء وغيرها وهي وثائق لم تعد موجودة.
وأعاد المقداد إلى الأذهان أن الحكومة السورية بادرت بتاريخ 20/3/2013 أي بعد يوم واحد من استخدام الإرهابيين الغازات السامة في خان العسل بتوجيه رسالة إلى الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون للتحقيق في الحادثة لكن بعثة الأمم المتحدة برئاسة البروفيسور أكي سيلستروم وصلت بعد نحو 4 أشهر. ولفت إلى أن سيلستروم نسي مسألة استخدام الإرهابيين الغازات السامة في خان العسل وأعلمنا فجأة ونحن مجتمعون في وزارة الخارجية والمغتربين عن معلومات وصلت إليه بأن هناك هجوماً بأسلحة كيميائية بغاز السارين في الغوطة الشرقية بتاريخ 21/8/2013 وجاءته التعليمات للذهاب إلى هناك بدلاً من خان العسل.
وقال: «انطلاقاً من قناعتنا بضرورة التحقيق في هذه الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة قمنا بالسماح لهذه البعثة بالوصول إلى مكان الحادث في الغوطة الشرقية لكنهم لم يعودوا يذكرون إطلاقاً ما حدث في خان العسل أو لاحقاً في أماكن أخرى من الجمهورية العربية السورية».
وتابع: «هذا يثبت بالدليل القاطع أن النيات كانت كلها تركز على ضرورة اتهام حكومة الجمهورية العربية السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية لأنهم لم يجدوا أفضل من ذلك سلاحاً يستطيعون من خلاله كما يعتقدون توجيه إصبع الاتهام للحكومة السورية».
واعتبر المقداد إلى أن التطورات الأخيرة هي الأفضل بالنسبة للدولة السورية منذ بداية الأزمة وحتى الآن فالجيش العربي السوري وحلفاؤه يتقدمون في كل أنحاء سورية والمصالحات الوطنية تحقق إنجازات كبيرة في دمشق وما حولها وفي حمص التي أسقطت أحلامهم، وأن عملية تحرير شرق حلب ستدخل تاريخ سورية. وأشار إلى أن سورية كانت قبل الأزمة تسير بسرعة كبيرة لتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية وهذا ما لم يفرح البعض لا في المنطقة ولا خارجها، متسائلاً: ماذا استفاد هؤلاء من المليارات التي دفعوها لكي يقتلوا شعب سورية ويدمروا الإنجازات العظيمة التي حققها سوى تحقيق أحلام «إسرائيل» في المنطقة؟! وتطرق المقداد إلى ما ظهر مؤخراً بلغة لا مجال للتشكيك فيها من قيادات أميركا والغرب وحتى الأطراف المتنازعة في الخليج حول حقيقة الدور الذي كانوا يقومون به في التآمر على سورية في تسليح التنظيمات الإرهابية في سورية وتمويلها وإيوائها ودعمها تلبية لطلبات «إسرائيل» وأميركا من أجل إخضاع هذه المنطقة بكاملها للإرادة الإسرائيلية.
وجدد التأكيد أن سورية تقاوم الإرهاب وتكافحه وأن الجيش العربي السوري متفرغ عملياً هو وحلفاؤه لمكافحة الإرهابيين أينما وجدوا على الأرض السورية ونحن نقف ضد الإرهاب في أي جزء من أجزاء هذا العالم حيث قامت سورية انطلاقاً من إيمانها بضرورة إدانة الإرهاب والعمل ضده بإدانة كل الأعمال الإرهابية التي تمت في بريطانيا وفرنسا ودول غربية أخرى وفي المنطقة العربية. ورداً على سؤال إن كان يمكن أن تشن أميركا عدواناً جديداً على سورية قريباً، قال المقداد: «لن نستغرب قيام أميركا بارتكاب عدوان ولكن يجب أن يحسبوا بشكل دقيق ردود الفعل»، مضيفاً: «ردود الفعل لن تكون كما كانت في السابق». ورداً على سؤال آخر حول التصريحات الأميركية التي بدا منها تراجع واشنطن، عن تهديداتها وإن كانت سورية قدمت شيئاً من أجل ذلك، شدد المقداد على أن سورية لا تقبل الاستسلام ولا تقبل تهديدات من أي طرف لأنها لا تمتلك أسلحة كيميائية، وقال: «ولذلك لم نناقش هذا الموضوع ولم يطلب أحد تقديم أي ضمانات لأنها لا تمتلك أسلحة كيميائية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن