الأولى

وفد سورية يفشل خططاً أميركية أردنية لتحويل «النصرة» إلى حامية لإسرائيل في الجولان … معركة شاقة في «أستانا 5».. والخلافات حول مناطق تخفيف التصعيد ومراقبتها

| أستانا – الوطن – وكالات

شهدت محادثات «أستانا 5» التي انطلقت في العاصمة الكازاخية أمس، معركة محادثات شاقة تخلليها خلافات واضحة بين الأطراف حول حدود «مناطق تخفيف التصعيد» وكذلك «قوات المراقبة»، على حين وقف وفد الجمهورية العربية السورية بحزم في وجه مقترحات قدمها الوفدان الأميركي والأردني تهدف لمنع أي تواجد للجيش العربي السوري في المنطقة الجنوبية بحيث تصبح «جبهة النصرة حامية للحدود الشمالية لإسرائيل».
وانطلقت المحادثات أمس بمشاركة جميع الوفود، وفي مقدمتها وفد الجمهورية برئاسة مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، إضافة إلى وفود الدول الراعية للمحادثات وهي «روسيا وإيران وتركيا» وكازاخستان المستضيفة، وأميركا والأردن كمراقبين، وكذلك المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، فترأس الوفد الروسي ألكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين إلى سورية، والوفد الإيراني ترأسه مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري، على حين اقتصر حضور وفد الميليشيات على 9 أعضاء ترأسهم العميد الفار أحمد البري مع تغيب رئيس الوفد محمد علوش وممثلي ميليشيات «الجبهة الجنوبية».
وعلمت «الوطن» من مصادر دبلوماسية في أستانا أن الحديث بمجملة يدور في هذه الجولة حول كيفية تطبيق اتفاق إنشاء «مناطق تخفيف التصعيد» الأربع، وأن المشاورات المكثفة استمرت أمس على مدار الساعة، وسط خلافات كبيرة بين الأطراف وعرقلة تركية واضحة للمحادثات.
وأضافت المصادر: إن هناك محاولات من قبل بعض الأطراف لتوسيع مناطق تخفيف التصعيد، والخلافات لا تزال قائمة حول هذه المناطق وحول القوات المراقبة لتنفيذ الاتفاق، وسط عرقلة تركية للمحادثات خاصة تجاه مراقبة حدودها ومنع تسرب الارهابيين والمال والسلاح ومنع التوغل التركي في عمق الأراضي السورية.
وأوضحت أن الوفدين الأميركي والأردني اقترحا ضم محافظة القنيطرة إلى المنطقة الجنوبية من مناطق تخفيف التصعيد بما يضمن بقاء جبهة النصرة مسيطرة على الجانب السوري من شريط فصل القوات مع إسرائيل، ومنع أي وجود للجيش العربي السوري في هذه المنطقة لتصبح «النصرة» حامية لما يسمى «الحدود الشمالية لكيان الاحتلال الإسرائيلي»، لكن الوفد السوري مدعوماً بموقف إيراني حازم رفض المقترح.
واعتبر مراقبون أن المقترح الأميركي الأردني يعتبر انخراطاً جديداً في المحادثات وأول مشاركة فعلية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مسار أستانا وكمشارك أكثر مما هي عضو مراقب فقط، مبدين استغرابهم من المقترح الذي يحمي منظمة على قائمة الإرهاب الدولي.
وتركزت مباحثات الأمس بلقاءات ثنائية بين الوفود، حيث أجرى وفد الجمهورية اجتماعين تشاوريين مع الوفدين الإيراني والروسي في ساعات الظهيرة قبل أن يعود ويلتقيهما مساء.
وفي تصريح صحفي قال الجعفري: «ما زلنا في البداية ولم ننته من مناقشة الآليات ذات الصلة بتطبيق الاتفاق»، مشيراً إلى أن «الموضوع الرئيس لهذه الجولة هو آليات تطبيق اتفاق مناطق تخفيف التوتر التي أقرت في الجولة السابقة».
من جانبه قال لافرينتييف للصحفيين: «من المحتمل التوقيع «اليوم» الأربعاء على اتفاقية تضم منطقتين أو 3 مناطق لخفض التصعيد، مشيراً إلى وجود مسودة لهذه الاتفاقية تتضمن المنطقتين المركزيتين اللتين قد تم الاتفاق عليهما، وصيغة تشمل إدلب»، مؤكداً أن عملية نشر قوات المراقبة في مناطق خفض التصعيد ستبدأ بعد أسبوعين أو ثلاثة من التوقيع على الاتفاقية.
وكانت قناة «روسيا اليوم» أفادت بأن الحديث، يدور عن مركزين لمراقبة مناطق خفض التصعيد في سورية، أولهما أردني روسي أميركي سيعمل في الأردن، والثاني تركي روسي سيعمل مناصفة بين تركيا وسورية.
بدورها نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مصدر مقرب من الاجتماع قوله إنه «حتى الآن تم التوصل إلى التوافق حول الغوطة الشرقية وحمص» موضحاً بأن «كل الاختلافات حول منطقة الرستن تم حلها».
وتختتم الجولة اليوم، حيث يتوقع أن يشهد محادثات مكثفة للغاية، ويتخلله اجتماع تحضره كل الأطراف المشاركة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن