سورية

سياسيون ومحللون ومعارضون أجمعوا على أهمية دوره في إعادة الإعمار وبناء المجتمع … نائب في مجلس الشعب: المرحلة تتطلب دفعاً للمجتمع المدني

| الوطن

أجمع سياسيون ومحللون ومعارضون على أهمية دور المجتمع المدني «أو الأهلي» في إعادة إعمار سورية وإعادة بناء مجتمعها بموازاة الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في الميدان وخاصة في ظل الانفراجة التي تشهدها سورية مؤخراً.
وأقامت «جمعية سورية المدنية» أمس حواراً مفتوحاً ضمن سلسلة «سبت سورية المدنية» بعنوان «حروب القرن الواحد والعشرين»، تحدث خلاله المحلل السياسي اللبناني ميخائيل عوض، وذلك في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة في دمشق، في حين شارك في إدارته رئيسة الجمعية ربا ميرزا، وعضو المكتب السياسي في الحزب القومي السوري الاجتماعي طارق الأحمد، وحضره عدد من المتابعين والمهتمين بينهم عضو مجلس الشعب أحمد مرعي.
وعلى هامش الحوار وفي تصريح لـ«الوطن» فضل عوض استخدام «اسم مصطلح المجتمع الأهلي وليس المجتمع المدني لأن الأخير مرتبط بمؤسسات يمولها الغرب ويستثمر فيها لإحداث التشققات والفوضى»، معتبراً أن «للمجتمع الأهلي دوراً أساسياً ومحورياً في سورية واليوم لولا هذا المجتمع وصمود الشعب السوري حول جيشه وقيادته لما تحقق هذه النصر».
ورداً على سؤال حول دور المجتمع المدني في ظل الانفراجة التي تشهدها سورية، قال عوض: «سيكون دوره أساسي وبارز في تضميد جراح الحرب وفي الإعانة للأسر التي ابتليت بالحرب، ورفع منسوب الثقافة، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتوفير آليات وأطر وسبل أوسع مشاركة شعبية في عملية الإنهاض وإعادة البناء».
أما عضو مجلس الشعب أحمد مرعي، فقال لـ«الوطن»: إن منظمات المجتمع المدني لا يزال مفهومها غير واضح عندنا بعكس بعض الدول في المنطقة، فهي تتناول قضايا ضيقة وليس قضايا كبيرة مثل الأحزاب، وهناك تخوف بعدم فتح المجال لهذا المجتمع المدني أن يتطور، ويجب أن يعطى في المرحلة المقبلة حيز مهم للمجتمع المدني لأنه طرف أساسي في عملية بناء الدولة والإنسان.
ورأى أن المرحلة اليوم تتطلب دفعاً لمنظمات المجتمع المدني ولكن هذا بحاجة لقوننة أكثر في ظل الخوف من ارتباط هذه المنظمات بدول أخرى، معتبراً أن منظمات المجتمع الدولي دورها مكمل لعمل المؤسسات الحكومية والأحزاب فتتصدى مثلاً لمشكلة البيئة والزواج المدني والدفع باتجاه قانون زواج مدني اختياري يدعم الوحدة الوطنية. بدورها قالت ميرزا لـ«الوطن»: إن المجتمع المدني بدأ نشاطه الواضح منذ بداية الأزمة في سورية، ويحمل فكراً تنموياً، ومنذ البداية كان هناك حرب على المجتمع وكان هناك انفصام في المجتمع الداخلي، واليوم دور المجتمع المدني هو الواضح وسيكون التركيز عليه في المستقبل.
من جانبه رأى الأحمد في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن المجتمع المدني له دور أكبر، لأن الحياة السياسية في سورية كسيحة ولا يوجد حياة سياسية ناضجة، ولا يوجد تفاعل أحزاب ولا توجد تلك الحالة التي نترقبها، ومع ذلك نريد أن نأخذ بأي حالة، فنحن في حالة حرب والمجتمع في حالة مقاومة يتحمل الكثير من الأعباء». وأضاف: «يمكن أن نكون شرطيين إذا طلبنا من المجتمع أن يكون في أفضل حالاته السياسية أو النضوج الفكري لذلك فالمطلوب أن نأخذ بحالتين، أولاً أن نأخذ بيد أي حالة سياسية وطنية تنشأ في الوطن لكي تنشط الحياة السياسية من ناحية ومن ناحية أهم فإن العمل المجتمعي هو الذي يستطيع أن يأخذ بيد المجتمع ويستطيع أن يرفد الحالة السياسية في المستقبل».
وأوضح أن الأحزاب السياسية القديمة والجديدة لا تعمل بشكل مطلوب في الحياة السياسية، والمجتمع أيضاً لم ينضج بعد ليشكل بناه الاجتماعية الصحيحة»، معتبراً أن «حالة المجتمع المدني هي التي يمكن أن تتطور لكي ترفد الحياة السياسية بحيوية ودينامية سياسية في المستقبل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن