سورية

أبناء القرى المحتلة أكدوا أن القرار سيفشل كمشاريع الاحتلال السابقة … سورية ترفض إعلان «إسرائيل» عن إجراء انتخابات محلية في الجولان

| الجولان المحتل- عطا فرحات- وكالات

أكدت سورية رفضها رفضاً قاطعاً وجملة وتفصيلاً قيام الاحتلال الإسرائيلي بالإعلان عن إجراء انتخابات لما يسمى «المجالس المحلية» في قرى الجولان العربي السوري المحتل، مشددة على أن الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية وأنه سيعود إلى الوطن الأم عاجلاً أم آجلاً، على حين أكد أبناء الجولان، أن القرار سيفشل مثلما فشلت مشاريع الاحتلال السابقة.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين موجهتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، وفق ما نقلت وكالة «سانا»: «لم تكتف إسرائيل بدعمها الفضائحي المكشوف والمعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة خلافاً لكل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالأزمة في سورية والتي قامت الجمهورية العربية السورية بإخطار الأمين العام ورئيس مجلس الأمن به بل عمدت مؤخراً إلى إصدار قرارات جديدة تتعلق بنية إسرائيل إجراء انتخابات لما يسمى المجالس المحلية في قرى الجولان السوري المحتل وفق القانون الإسرائيلي».
واعتبرت أن هذه التوجهات الإسرائيلية لم تأت مفاجئة لأهلنا في الجولان العربي السوري ولا للشعب السوري وحكومته لأن استثمار إسرائيل بالأزمة في سورية عن طريق الدعم الذي تقدمه للمجموعات الإرهابية المسلحة كان واضحاً منذ بداية الأحداث الدموية التي شهدتها سورية طيلة السنوات السبع الماضية. وأوضحت أن «المواطنين العرب السوريين رفضوا في وثيقتهم الوطنية التي أصدروها بتاريخ 25/3/1981 إثر اتخاذ إسرائيل قرارها المشؤوم بضم الجولان السوري بعد إضرابهم الشامل آنذاك، أي قرار تصدره إسرائيل لضم أرضهم إلى الكيان الإسرائيلي وكذلك رفضهم للقرارات الإسرائيلية الهادفة إلى سلبهم شخصيتهم العربية السورية»، مبينة أن «الفقرة الخامسة من وثيقة أهلنا في الجولان نصت على عدم اعترافهم بمجموعة ما يسمى المجالس المحلية وأن رؤساء وأعضاء هذه المجالس لا يمثلونهم بأي حال من الأحوال وأنهم اتخذوا قراراً لا رجعة فيه برفض فرض الهوية الإسرائيلية عليهم وبعد أن علموا بالقرار الإسرائيلي الجديد قاموا بتجديد موقفهم الرافض بقوة للإجراءات الإسرائيلية وأنهم لن يعترفوا بها أو يتعاملوا معها».
وأشارت الوزارة إلى أن «إسرائيل التي رفضت الانصياع للشرعية الدولية طيلة السنوات السابقة وتمردت على قراراتها بإنهاء احتلالها للجولان العربي السوري كررت في قرارها الجديد تمردها وعدم احترامها لسيادة سورية على الجولان السوري».
واعتبرت، أن «القرارات الإسرائيلية الجديدة تمثل انتهاكاً صارخاً آخر لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الإنساني الدولي ولاتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب واستثمارا في الإرهاب الذي تدعمه بشكل مفضوح من خلال علاقتها المباشرة مع جبهة النصرة المسجلة على لائحة الكيانات الإرهابية في مجلس الأمن وغيرها من المنظمات الإرهابية». وأضافت: «تتوجه سورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن لإدانة هذه الإجراءات الإسرائيلية الاستفزازية الجديدة والتي تؤدي إلى مزيد من التدهور في الأوضاع القائمة في المنطقة وتنتهك بشكل صارخ قرار مجلس الأمن 497 كما تطالب سورية مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى السوريين والفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتهم الأسير صدقي المقت الذي أمضى ما يزيد على الثلاثين عاماً في سجون إسرائيل الرهيبة». وختمت الوزارة رسالتيها بالقول: إن «الجمهورية العربية السورية إذ ترفض القرار الإسرائيلي الجديد رفضاً قاطعاً وجملة وتفصيلاً فإنها تعيد التأكيد أن الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية وأنه سيعود إلى الوطن الأم عاجلاً أم آجلاً وتشدد سورية على وقوفها إلى جانب شعبها في الجولان المحتل الذي رفض قرار الضم وهذا القرار الجديد كما رفض القرارات السابقة التي اعتقدت إسرائيل أنه يمكن اتخاذها في غفلة من المجتمع الدولي الذي يرفض سياساتها الاستيطانية وإجراءاتها القمعية بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل وفي سعيها لإطالة الأزمة في سورية ونهجها في تقديم الدعم المادي والمعنوي للعصابات الإرهابية التي تتعاون معها على حساب الشرعية الدولية والحرب على الإرهاب».
ولم يأت قرار وزير داخلية الاحتلال آريه مخلوف درعي بإجراء انتخابات للسلطات المحلية في تشرين الأول عام 2018 بقرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية في الجولان مفاجئ بالنسبة لأبناء القرى المحتلة، حيث لوحظ منذ عدة سنوات وخلال الحرب على سورية تسريع وتيرة التطبيع وسياساته التي يمارسها مع أبناء الجولان.
وأمس أراد آريه درعي قطع شوط جديد وإخبار الجولانيين أنه لا عودة بالمشروع الإسرائيلي وأن الجولان جزء من كيانه الغاصب وما عليهم سوى أن يكونوا في هذا الركب متناسياً أن خمسة عقود من الاحتلال لم تستطع إسرائيل أن تثني الجولانيين عن موقفهم، الذي أكدوه يوماً بعد يوم بدماء الشهداء ومئات الأسرى، أن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً ولا بديل عن الهوية السورية.
وأكد أبناء الجولان، أن القرار سيفشل مثلما فشلت مشاريع الاحتلال كافة قبله وأنه مناف للمواثيق الدولية وللقانون الدولي ويصب في خانة التطبيع مع كيان الاحتلال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن