رياضة

تكنولوجيا عادلة ظالمة

| خالد عرنوس

بات في حكم المؤكد إقرار الاستعانة بالإعادة التلفزيونية في مباريات كرة القدم من الآن فصاعداً بعد ما جرى تطبيق التجربة عملياً في بطولة كأس القارات التي اختتمت في روسيا مطلع الشهر الحالي ولاقت نجاحاً مقبولاً على الصعيد العملي.
فقد أثبتت التجربة أن بعض القرارات التي أعطيت بناء على الإعادة بالفيديو كانت مفيدة وأنصفت البعض وأعطت الحق لأصحابها، وخاصة فيما يخص الأهداف المحتسبة والملغاة وبالطبع بعض حالات التسلل الدقيقة التي من الصعب اكتشافها بسهولة بالعين المجردة، ولطالما كانت محل جدل في الكثير من المباريات وخاصة ذات الجماهيرية التي قد تؤثر في مسيرة بطولات لها شعبيتها الكبيرة كبطولات كأس العالم وأوروبا ودوري الأبطال.
ولا ننسى حالات ركلات الجزاء وهي أكثر الحالات الجدلية في عالم المدورة وخاصة أن هناك حالات كثيرة كانت تحتسب خطأً وتتسبب ربما بطرد مدافع أو حارس مرمى وما يترتب على هذه القرارات، وكذلك بعض الحالات التي كانت تستوجب احتساب ركلة جزاء وكانت تمر مرور الكرام بل إن اللاعب قد ينال إنذاراً ظالماً.
الإعادة التلفزيونية أثبتت جدواها على الرغم من كل الانتقادات التي واجهتها ولعل أهمها أنها تفقد اللعبة بعض المتعة بسبب توقف اللعب للكشف عن الحالة وكذلك تثبط همم اللاعبين في بعض الأحيان لطول مدة التوقف وأيضاً من البدهي أن اللعبة ستفتقد بعض بساطتها وسلاستها وأسرارها، والمعروف أن متعة اللعبة جاءت بمثل هذه الأخطاء التي كانت مجالاً رحباً للصد والرد فعلى رأي أهل اللغة عامي شائع خير من فصيح مهمل.
الكثير من خبراء اللعبة أثنوا على التجربة وفي مقدمتهم رجال الفيفا وهو أمر متوقع، وبالطبع فإن الكثيرين الذي استغربوا التجربة في بداياتها سيتعودون عليها وستصبح شيئاً عادياً مع مرور الوقت.
إذاً أضحت التكنولوجيا أحد عناصر اللعبة ولن نعيش طويلاً لنرى تدخلات أخرى حسبما يطلبه (الأوروبيون) المتحكمون بكل موازين كرة القدم العالمية، لكن السؤال الأهم: متى سنرى هذه التقنية (المكلفة) في إفريقيا ودول أميركا اللاتينية والآسيوية الفقيرة؟.. وهل نراها في البطولات الكبرى فقط؟.. أم إن خطط الفيفا ستجبر الجميع على وضعها في طور التنفيذ؟
سؤال آخر حيرني وأنا أتابع بعض مباريات كأس القارات ويتعلق ببعض الحالات التي شاهدتها على أرض الواقع وبحاجة إلى إجابة ومنها: من سيعطي الفريق حقه عندما يحتسب عليه تسلل بالخطأ وكان موقف اللاعب صحيحاً؟.. فبعد أن تمر اللعبة هل يستطيع الحكم تغيير القرار؟.. الإجابة بالطبع هي لا.
وهنا تكمن بعض الأخطاء الجدلية التي سيبحث الخبراء عن حلول لها وربما لن يجدوا على المدى المنظور.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن