رياضة

في كأس الجمهورية عصر المفاجآت انتهى .. مواجهات كبيرة هدفها تعويض إخفاقات الدوري

| نورس النجار

لا أحد ينكر أن عصر المفاجآت في مسابقة كأس الجمهورية قد انتهى، ولا نعلم إن كان سيشهد ولادة جديدة مع فرق دوري الدرجة الأولى والثانية في مواسم قادمة، أم إن فرق الدوري الممتاز ستبقى تسيطر على مسابقة كأس الجمهورية، وسيبقى هو صنعة خاصة بها؟

لا ندري إن كانت كرة القدم ستشهد أي تطورات بالمستقبل القريب فيما يخص الفرق النامية التي تشارك بالمسابقات لمجرد المشاركة ولا تملك طموح الارتقاء للدرجة الأعلى، ولا تملك الطموح لتفعل شيئاً في مسابقة الكأس، والأسباب في ذلك تعود إلى ضعف الموارد المالية عند الفرق من جهة وضعف بطولة كأس الجمهورية من جهة ثانية، فالواقع يقول إن اتحاد كرة القدم لا يعطي هذه البطولة الأهمية الكبيرة، وهي باتت بطولة روتينية ضمن روزنامة الموسم الكروي لا أكثر ولا أقل.
الأمر الذي أدى لانتهاكها وعدم الحفاظ عليها، منذ أكثر من سبع سنوات وبطولة كأس الجمهورية تجري كهامش لبطولة الدوري الكروي، من خلال إجراء القرعة بين الفرق المشاركة بالبطولة وتحديد موعد البداية ووضع جدول المباريات بحيث يكون هذا الجدول مرناً وفي حال نهاية ما هو أهم منه تجري مبارياته، كما هو الحال في النسخة الحالية، حيث وجد اتحاد كرة القدم ضالته في سفر المنتخب الأولمبي للبحرين ليجد مكاناً لبطولة كأس الجمهورية وبغياب لاعبي الفرق المشاركة مع المنتخب الأولمبي، في أحد سيناريوهات موسمنا موسم الغرائب والعجائب الذي بات قريباً جداً من دخول موسوعة غينس للأرقام القياسية كأطول موسم كروي، فإن لم تدخل كرتنا التاريخ من باب الإنجازات فستدخله من باب الغرائب والعجائب.

أرقام مخيفة
بدأ كأس الجمهورية بمشاركة 33 فريقاً نصفهم من الدوري الممتاز ومن الدرجة الأولى الساحل والحرفيين ومصفاة بانياس والكسوة والنضال ومن الثانية جرمانا والجولان وعفرين واليرموك والمخرم والبريقة ومن الثالثة النصر وشرطة حلب ولاهثة وزاكية وحرجلة والنيرب.
وكان النيرب أول المودعين بعد الخسارة مع شرطة حلب بركلات الترجيح 3/4 بعد التعادل السلبي في المباراة وقد كان شرطة حلب شجاعاً من خلال لعبه المباراة مع فريق المجد بالدور الثاني على الرغم من خسارته صفر/14 إلا أنه تقبل الخسارة بدلاً من الانسحاب، وكذلك فعل لاهثة الذي تقبل الخسارة بالنتيجة ذاتها أمام الجيش والنصر خسر أمام الوثبة 2/7 وحرجلة أمام حطين 2/5 ومصفاة بانياس أمام المحافظة صفر/5 والنضال أمام جبلة 1/4، والساحل أمام تشرين صفر/2.
عفرين لم ينسحب لكن قام بالالتفاف من خلال المشاركة منقوصاً من اللاعبين أمام الحرية وبعد نصف ساعة كان الحرية متقدماً 4/صفر وتوقفت المباراة لعدم اكتمال نصاب عفرين على أرض الملعب فانتهت بفوز الحرية 4/صفر ومن دون أن يكتب على عفرين أنه من المنسحبين من المباراة.
على حين شهدت سبع مباريات انسحاباً من أصل 16 مباراة، في رقم يعتبر كبيراً فسبعة فرق من أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة من أصل سبعة عشر فريقاً انسحبوا وأغرب الانسحابات كان انسحاب حرفيي حلب المتأهل إلى الدوري الممتاز أمام الشرطة وخسارته قانوناً صفر/3 وانسحب زاكية أمام الفتوة وجرمانا أمام الاتحاد والمخرم أمام الوحدة والبريقة أمام النواعير والكسوة أمام الكرامة واليرموك أمام الجزيرة.
مشاركة فرق الدرجات الأولى والثانية والثالثة اختيارية والسؤال: لماذا تشارك إن كانت تريد الانسحاب بالأصل، وهل سيكون هناك رادع أمام هذه الانسحابات التي تحدث في كل بطولة لكأس الجمهورية، القانون ينص على حرمان الفريق المنسحب من المشاركة مرتين متتاليتين في بطولة الكأس فهل سيتم تطبيق القانون أم إنه سيطوى كما طويت سابقاً؟

بداية جديدة
ستكون مباريات الدور الثالث من بطولة كأس الجمهورية بداية جديدة لأندية الدوري الممتاز التي وصلت جميعها إلى الدور الثالث من دون أن تواجه أي صعوبات، فالفرق الستة عشر في الدوري الممتاز التي ينافس ثلاثة منها على اللقب وعشرة على الهروب من الهبوط وثلاثة في أمان ستلعب جميعها لتنال ثماني بطاقات إلى ربع النهائي في مباريات بعضها متوازن وبعضها طابقي، في المباريات الطابقية لا نجد أي مكان للمفاجآت وفي المباريات المتوازنة قد نشاهد بعض الصحوات، فمن يفته ركب الدوري فسيسعى لغسل ماء الوجه عبر بوابة كأس الجمهورية، والانسحابات الآن لن تكون واردة فلا مبرر عند فرق الدوري الممتاز للانسحاب.
اليوم تقام ثلاث مباريات وأقوى هذه المباريات يستضيفها ملعب حماة بين حطين وضيفه الاتحاد، سيكون الاتحاد أكبر الخاسرين في المباراة حيث يلعب بغياب هدافه محمد رأفت مهتدي وصانع ألعابه ربيع سرور المشاركين مع المنتخب الأولمبي، وهما من أعمدة الفريق الأساسية، الأمر الذي سيجعل مهمة حطين غير محفوفة بالمخاطر بشكل كبير، على الرغم من أن حطين يتصف بالتذبذب بالأداء فيوماً يقدم الكثير ويوماً لا يقدم شيئاً، والفرصة اليوم أمامه لفعل الكثير، الغيابات عن الاتحاد لا تعني أن الفريق سيكون ضائعاً فلديه البديل المناسب وإن كانوا لا يملكون شهية المهتدي التهديفية إلا أنهم يملكون الإمكانيات، المباراة مرجحة للوصول لركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل بوقت المباراة الأصلي.
مباراة طابقية ستجمع الوثبة مع الوحدة في ملعب الباسل باللاذقية، الوثبة لا حول له ولا قوة والوحدة سيضرب بيد من حديد، فالفريق ضاعت عليه المنافسة على بطولة الدوري وأصبح بعيداً عنها وعودته لها مرتبطة بتعثر الفرق المتقدمة بسلم الترتيب، وضالته ستكون كأس الجمهورية، منذ أربع سنوات والوحدة صاحب أحد لقبي الدوري أو الكأس، والموسم الماضي جمع ثنائي الكأس وكأس السوبر السوري، ولا يريد الخروج هذا الموسم من دون حصة بالكعكة الكروية وعبوره لنصف النهائي نظرياً بين يديه من خلال القرعة فلن يضيع المباراة على نفسه ولن يسمح بأي مفاجأة من خصمه.
في ملعب الفيحاء مباراة العنيدين الفتوة والمجد، لا يوجد كلام كثير عن هذا اللقاء، إلا أن المستوى المتقارب بين الفريقين والتوازن هو الواضح وإن كان المجد أميز من الفتوة إلا أن الثاني يملك بنية جسمية قوية وروحاً قتالية تجعله من الفرق الصعبة على جميع الفرق، بالمحصلة العامة فأبعد ما يستطيع الوصول إليه أحد الفريقين هو ربع النهائي، لأن القرعة ستضع المتأهل منهما بمواجهة الفائز من لقاء الحرية والجيش والكفة مرجحة إذاً للقاء الجيش بغياب المفاجآت، وعلى الفريقين تقديم كل ما هو جميل في هذه المباراة.
وكان مقرراً أن يتقابل النواعير وتشرين في ملعب حمص بعد أيام من المباراة الجدلية التي لم يجف مدادها، والأنباء الواردة تشير إلى اتفاق الفريقين للعب المباراة غداً في اللاذقية بدلاً من حمص، وتشرين فيها لن يرضى بأقل من الفوز في عمل جاد لتحقيق بطولتي الدوري والكأس معاً أو إحداهما.
ويوم غدٍ الثلاثاء يلتقي الشرطة مع الكرامة في جبلة والجيش مع الحرية في حماة، وتختتم المباريات يوم الأربعاء فيلتقي الطليعة مع جبلة في حمص والجزيرة مع المحافظة في الفيحاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن