سورية

الهدوء يعم المحافظة.. وتوقعات بأن تتخلى «إسرائيل» عن المسلحين … مؤشرات على توجه إلى إعادة تفعيل اتفاقية «فصل القوات» في القنيطرة

| الوطن

مع سيطرة الهدوء التام في محافظة القنيطرة، بعد دخول «الهدنة» هناك حيز التنفيذ الأحد بموجب الاتفاق الروسي الأميركي الأردني بشأن جنوب غرب سورية الذي خيم تعتيم شبه كامل على بنوده، بدا أن الوضع في القنيطرة يذهب إلى إعادة تفعيل اتفاقية فصل القوات بين الجيش العربي السوري و«إسرائيل» الموقعة منذ 43 عاماً. وفي اتصالات أجرتها معها «الوطن» قالت مصادر أهلية وأخرى مطلعة في محافظة القنيطرة: «لا يوجد أي تحليق للطائرات في أجواء المحافظة وأيضاً لا يوجد أي اشتباكات»، مشيرة إلى أن الحياة طبيعية في المحافظة.
وبعد أن أشارت إلى أن هناك تعتيم على تفاصيل الاتفاق، قالت: إنه «لوحظ نشاط مكثف لقوات الأمم المتحدة «إندوف» في المراكز التي تركتها بعد سيطرة المسلحين عليها وجاري حالياً تجهيز مركز نبع الفوار وإعادة تأهيل المواقع الأخرى الأمر الذي يشير إلى عودة لقوات الأمم المتحدة إلى خط فصل القوات».
ورجح مراقبون أن الاتفاق الثلاثي لا يخرج عن إطار اتفاق فصل القوات بين الجيش السوري وقوات الاحتلال الإسرائيلية الموقع عام 1974 برعاية وزير الخارجية الأميركي حينها هينري كيسنجر والذي كان في زيارة إلى موسكو الشهر الماضي التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين. وبحسب المراقبين، فإنه من المرجح أن تكون زيارة كيسنجر الأخيرة لموسكو وضع خلالها على الطاولة اتفاقية فصل القوات كحل للوضع في الجنوب السوري لما تتضمنه من تحديد لانتشار القوة العسكرية للجيش في الجانب السوري ولقوات الاحتلال في الأراضي المحتلة، وأن الاتفاقية كانت هي أساس الاتفاق الثلاثي الذي أعلن يوم الجمعة الماضي، ولاسيما أن اتفاق فصل القوات تضمن خرائط قسمت إلى مناطق بأسماء (أ) و(ب) تتحدد فيها عديد القوات وحجم تسليحها وهو ما يمكن أن يكون قد سهل على المفاوضين الأميركيين والروس والأردنيين إعادة إحيائها.
وأوضحت المصادر، أن الأهالي يتأملون أن تأتي قوات روسية إلى نقاط التماس بين الأراضي التي يسيطر عليها الجيش والأراضي التي هي خارج السيطرة.
وإن كان هناك حديث عن مصالحات شبيهة بما حصل ببعض المناطق بريف دمشق، قالت: «القنيطرة وضعها مختلف، فالعامل الإسرائيلي يرخي بظلاله على الموقف، وهناك توقعات بأن يكشف العدو الصهيوني الغطاء عن هؤلاء المسلحين الذين يدعمهم ويعطيهم إيعازاً بالمغادرة، وأن تأتي شرطة روسية وتعود قوات الأمم المتحدة «إندوف» والشرطة السورية». واستبعدت المصادر أن تلتحق قوات أميركية بقوات «إندوف» لأن الدول المشاركة بـ«الإندوف» من دول حيادية، لافتة إلى أن الوجود الروسي سيكون لشرطة عسكرية ومؤقتة وبسلاح فردي. وإن كان مستقبل المناطق التي يسيطر عليها المسلحون بات مربوطاً بالعملية السياسية أم يمكن أن يحصل فيها مصالحة، قالت المصادر: «إذا لم تحصل تسوية سياسية ولم تعط الدول الراعية للتنظيمات الإرهابية إيعازات لأدواتها بالانسحاب فموضوع المصالحات موضوع نسبي وليس مطلقاً، وبالتالي يمكن ألا ينجح»، مشيرة إلى أنه في القنيطرة لا يوجد ثقل سياسي واقتصادي واجتماعي وديني للتأثير على تلك الجماعات، وبالتالي الأمر يختلف عن درعا ومحافظات أخرى يوجد فيها شخصيات معينة لها مكانة دينية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية لها تأثير على الناس.
ووصفت المصادر الجو العام في المحافظة بـ«المريح»، لافتة إلى أن هناك «تفاؤلاً وتوقعات بأن «تتخلى» الدول الراعية للإرهابيين والمسلحين عنهم نتيجة الاتفاق الثلاثي و«دفعهم إلى الباصات»، مشيرة إلى أن الخدمات في المحافظة من كهرباء وماء وانترنت باتت أخيراً متوفرة على مدار 24 ساعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن