رياضة

صيف الرياضة

| مالك حمود

الكلام عن دور الفئات العمرية والقواعد في البناء الرياضي استهلك سنوات عديدة من عمرنا الرياضي، لدرجة أن الحديث في ذلك المجال والأفكار والنظريات المطروحة على طاولات النقاش ومجالسها ومنتدياتها كان كفيلاً بالنهوض بعشرات البناءات الرياضية، في رحلة الكلام ولو من باب الأحلام.
عندما تكون لغة العمل هي الغالبة في ميادين عملنا تكون رياضتنا على السكة الصحيحة، وعندما يكون التخطيط علمياً وأكاديمياً، والتنفيذ بآلية واقعية تتبلور الرؤية الإستراتيجية، فالعمل والتعامل مع القواعد في الرياضة يستدعي النفس الطويل، والقطاف لن يكون بين ليلة وضحاها ولا سنة وسنتين، وقد نزرع في زمننا وجني الثمار يكون في زمن غيرنا، لكن ليس الهدف من زرع وحصد وإنما في الحصاد نفسه.
أتحدث عن قوة القواعد والفئات العمرية في البناء الرياضي ونحن في فصل الصيف ومساحته المهمة للإقلاع ببعض محطات العمل بالقواعد الرياضية واستثمار العطلة المدرسية في إعداد أجيال من الرياضيين، وهنا تكمن أهمية خطوة فرع دمشق للاتحاد الرياضي العام في إطلاق دورة دمشق الرياضية الأولى وهي تقيم المنافسات الفنية بمشاركة آلاف الناشئين والناشئات من مختلف الأندية والهيئات في العاصمة، والأهم شموليتها للألعاب الجماعية والفردية بما فيها ألعاب القوة، لأن معظم نجاحاتنا الرياضية وإنجازاتنا الدولية تأتي من بوابة الألعاب الفردية والقوة.
منافسات دورة دمشق الرياضية التي تمتد لأسابيع وتستمد نكهتها المميزة وجماليتها من توزع ألعابها في أندية العاصمة بما يزيد من شعبية الرياضة وتفاعل أهالي اللاعبين واللاعبات وتعزيز ثقتهم بالنادي وترسيخ قناعتهم بالرياضة ومبادئها ومفاهيمها وثقافتها.
دورة دمشق الرياضية تأتي خطوة مهمة في استثمار فصل الصيف بنشاط رياضي تنافسي مفيد، ولكن تبقى مجرد خطوة يجب أن تبنى عليها خطوات سابقة ولاحقة سواء على المستوى الفرعي بدمشق أم المركزي في الأولمبياد الوطني وبطولات الجمهورية، وبالتأكيد فالرياضي الذي خاض منافسات الدورة الرياضية في مدينته سوف يذهب إلى البطولة المركزية بجاهزية فنية أعلى وحس تنافسي أقوى، وفي ميادين التنافس المتنوع والمتعدد يتحسن المستوى ويتضاعف ويتطور وهو المطلوب.
شكراً للجهود المبذولة في دورة العاصمة وغيرها من دورات موسمية في بقية محافظات الوطن، وشكراً لكل غيور على مصلحة رياضة الوطن والعازم على المساهمة الجادة والصادقة في بنائه الرياضي، وهي فرصة للإقلاع المتجدد ببعض الألعاب الرياضية التي غابت عن المشهد التنافسي الدولي كالكرة الطائرة على سبيل المثال التي كان لنا فيها موقع مرموق على الصعيد العربي، فأين نحن الآن؟
الحل في البدء من القواعد ولمن يسأل كيف؟ والجواب يمكن أن يبدأ من الصيف.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن