عربي ودولي

توقيع مبدئي على تسوية مؤجلة لإنهاء النزاع الليبي في غياب برلمان طرابلس

يضع الاتفاق الأممي الذي وقعه بالأحرف الأولى بعض أطراف النزاع في ليبيا، البلاد على طريق طويل وشاق قبل الوصول إلى حل نهائي للصراع على السلطة الذي قتل فيه المئات وجعل ليبيا ما بعد «الثورة» دولتين. ورغم غياب المؤتمر الوطني العام، الذراع التشريعية للسلطات الحاكمة في العاصمة طرابلس وأحد الأطراف الرئيسيين للنزاع، عن التوقيع، إلا أن هذه الخطوة تمثل أول اختراق سياسي فعلي لجدار الأزمة المتواصلة منذ آب 2014.
وقال عثمان بن ساسي الناشط السياسي والعضو السابق في المؤتمر الوطني العام أمس الأحد «حدث أمر ايجابي في المغرب. المؤتمر لم يحضر، لكن أطرافاً في الصراع أقروا بالأحرف الأولى اتفاقاً سياسياً، وهذا يعتبر بمنزلة اختراق».
وأضاف: «البلاد تتخبط منذ عام، والدولة التي ولدت بعد الثورة أصبحت دولتين. ليبيا بحاجة إلى توحيد مؤسساتها عبر حكومة وحدة وطنية لإنهاء هذا الانقسام، وتوقيع الاتفاق يضع البلاد على هذا الطريق، لكنه طريق لا يزال طويلاً وشاقاً».
وبعد أشهر من المحادثات، عقدت بعثة الأمم المتحدة مساء السبت (23، 00 ت غ) حفلاً لتوقيع اتفاق السلم والمصالحة بالأحرف الأولى بهدف إنهاء النزاع الليبي في منتجع الصخيرات السياحي جنوب العاصمة الرباط.
وبدوره قال برناردينو ليون المبعوث الأممي من أجل الدعم في ليبيا قبل التوقيع «إن اتفاق الصخيرات سيضع حداً للصراع الذي عم البلاد لشهور عديدة. هي خطوة واحدة فقط لكنها مهمة جداً على طريق السلام. سلام سعى جميع الليبيين منذ فترة طويلة لتحقيقه».
وأوضح أن «الباب يبقى مفتوحاً لأولئك الذين اختاروا أن لا يكونوا هنا الليلة رغم أنهم لعبوا دوراً حاسما في تطوير هذا النص»، مضيفاً: «أنا واثق بأننا سنقوم في الأسابيع المقبلة بتوضيح القضايا التي لا تزال مثاراً للجدل».
كما قال بيان رسمي صادر عن البعثة الأممية للدعم في ليبيا: إن «قبول أحد الأطراف للاتفاق مع تقديم تحفظات محددة، أمر متعارف عليه ويحفظ للأطراف حقهم في الاستمرار في التفاوض حول تلك التحفظات حتى التوقيع النهائي وإقرار الاتفاق».
وأعلنت البعثة إرجاء مناقشة النقاط الخلافية حول المسودة إلى حين مناقشة الملاحق المرتبطة بهذا الاتفاق، وذلك في جولات جديدة بعد عيد الفطر.
وكان المؤتمر الوطني العام قد أعلن الثلاثاء رفض هذه المسودة لـ«غياب نقط جوهرية» فيها، مؤكداً رغم ذلك استعداده للمشاركة في جلسات جديدة للحوار في المغرب.
وفي رسالة موجهة إلى ليون قبيل توقيع الاتفاق السبت، أوضح رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين أن المؤتمر مستعد لإرسال وفده من جديد للمشاركة في جولات للحوار على أن يكون الهدف «تقديم التعديلات» التي يراها مناسبة، أو «بحث أسس والية جديدة».
في مقابل ذلك، رحبت الحكومة المعترف بها في بيان نشرته على صفحتها في موقع (فيسبوك) بتوقيع الاتفاق.
ويذكر أن مسودة الاتفاق، ورغم توقيعها في الصخيرات، إلا أن إقرارها رسمياً من السلطات المعترف بها لا يزال يحتاج إلى تصويت داخل البرلمان في طبرق.
ومن جانبه اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أمس أن «اتفاق الساعات الأخيرة حول ليبيا» يمثل «مرحلة مهمة في الجهود لإرساء الاستقرار في المنطقة وإعادة السلام إلى هذا البلد الكبير».
(وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن