رياضة

رابح وصلاح

| خالد عرنوس

مع بدايات اهتمامنا بلعبة كرة القدم قبل نحو أربعة عقود كنا نتباهى ونفخر عندما نسمع أو نشاهد لاعباً عربياً يلعب مع ناد أوروبي على الرغم من اقتصار معظم المحترفين من أبناء لغة الضاد على اللعب لأندية متواضعة إذا ما قيست بالأندية الكبيرة التي ينشط فيها بعض النجوم حالياً.
لقد بدأ الظهور العربي مبكراً في القارة العجوز ولاسيما في فرنسا التي شهدت بعض الأسماء اللامعة من اللاعبين الجزائريين بحكم الاحتلال الفرنسي للجزائر حتى إن بعضهم مثل منتخب الديوك لكن البعض الآخر رفض ذلك بل شكل عدد من هؤلاء ما بات يعرف منتخب جبهة تحرير الجزائر، ومع بداية السبعينيات بدأت بعض الأندية الفرنسية باستقطاب بعض المحترفين من بلاد المغرب العربي وزاد العدد أولاً بأول وخاصة مع وجود مواهب كثيرة وسط أبناء المهاجرين العرب ففضل قسم منهم اللعب تحت الجنسية الأوروبية وجزء آخر عاد ليمثل بلاد آبائه وبتنا نسمع بأسماء عربية كثيرة في معظم الأندية الأوروبية إلا أنهم بقوا من نجوم الصف الثاني إذا استثنينا بعض الأسماء كرشيد مخلوفي الذي ساهم في عديد البطولات مع سانت إيتيان الفرنسي ورابح ماجر والأخير هو العربي الوحيد الذي توج بكأس أبطال أوروبا عام 1987.
وفي العقدين الأخيرين انتشر اللاعبون العرب في جل البطولات الأوروبية الكبيرة وأصبحوا أكثر توهجاً وبريقاً فهاهو رياض محرز يقود ليستر سيتي للتتويج بالدوري الأصعب في العالم (البريميرليغ) فارتفعت أسهمه إلى عنان السماء وكان قريباً من الانتقال إلى ناد كبير في إسبانيا أو إنكلترا لولا تردده ورفض مدربه رانييري التخلي عنه، واليوم هاهو محمد صلاح يدخل التاريخ بقوة عندما أصبح أغلى لاعب عربي عندما اشتراه ليفربول من روما ليصبح صاحب الصفقة الأعلى في تاريخ النادي الإنكليزي العريق.
من المؤكد أن المبلغ يستحقه اللاعب الدولي المصري قياساً لبعض الأرقام المتداولة في سوق الانتقالات في السنوات الخمس الأخيرة وربما لو كان لاعب بمواصفات صلاح ويحمل الجنسية الأوروبية لكان المبلغ أكبر بكثير، فلاعب المقاولون العرب وبازل وتشيلسي وفيورنتينا وروما أصبح من النجوم الذين يشار لهم بالبنان بفضل مهاراته العالية وانطلاقاته السريعة بالكرة وتسديداته المحكمة وحسن تصرفه داخل منطقة الجزاء، وبالتأكيد سيشكل حضوره إضافة جديدة للريدز.
إذاً أصبح للاعب العربي قيمة كبيرة في سوق الانتقالات، لكن السؤال متى سنرى هؤلاء ينافسون النخبة؟ ومتى سنرى نجوم لغة الضاد فوق منصة التتويج لأمجد البطولات الأوروبية؟ ربما لن ننتظر طويلاً لنستعيد الذكريات الرائعة لأسطورة بورتو (الجزائري) رابح ماجر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن