سورية

بعد صموده 3500 عام في وجه البرابرة…«فتح حلب» تدمر جزءاً من سور قلعة حلب التاريخية ولاتغيير في خريطة السيطرة بمحيطها

 حلب- الوطن : 

فجر مسلحو «الجبهة الشامية»، التي تؤلف أهم تشكيلات ما أطلق عليه «جيش الفتح في حلب» ليل أول من أمس جزءاً من السور الرئيسي لقلعة حلب التاريخية المدرجة في سجلات لائحة «اليونسكو» للتراث العالمي وأضخم قلعة في العالم بحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن إخفاق المسلحين طوال ثلاث سنوات من اقتحام القلعة الأثرية ذات الموقع الإستراتيجي المطل على الكثير من أحياء المدينة، دفعهم إلى تفجير نفق تحت أحد الأسوار الرئيسية بغية إحداث ثغرة في دفاعات حامية القلعة بيد أنهم فشلوا في تحقيق ما يصبون إليه لارتفاع هضبة القلعة وصمود الجيش العربي السوري.
وأوضح المصدر، أن الجيش صد هجمات المسلحين التي أعقبت التفجير وحال دون وصولهم إلى مقربة من أسوار القلعة، وخصوصاً في القسم المتهدم الذي يمتد على مسافة 4 أمتار، وأرغمهم على الانسحاب بعد مقتل وجرح العشرات منهم. وأكد أن لا تغيير في خريطة السيطرة بمحيط القلعة.
وسبق للمسلحين، أن فجروا العديد من الأنفاق في محيط قلعة حلب في المدينة القديمة وأتوا على العديد من الأبنية التاريخية والأوابد الأثرية ضمن ما بات يعرف بـ«حرب الأنفاق» مثل مبنى فندق الكارلتون الأثري الذي قوّض بنيانه تفجير نفق في أيار العام الماضي ومبنى السراي الحكومي المقابل لباب القلعة الرئيسي مع حمام يلبغا الناصري.
ناشطون أطلقوا حملة للتنديد بممارسات المسلحين بحق القلعة أهم صرح حضاري في سورية استطاع الصمود ثلاثة آلاف سنة في وجه أشد الهجمات البربرية ضراوة وعنفاً عبر التاريخ «إلى أن جاء المنادون بالحرية للنيل من شموخها ووقوفها في وجه عاديات الزمن وليقوضوا أركان سورها الذي خرّ على الأرض هامداً»، وفق قول أحد الناشطين لـ«الوطن».
ودل اكتشاف معبد هدد (إله العاصفة) في القلعة إلى أن استخدام التل الذي تنهض عليه يعود إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد أي أن عمر السور يعود إلى ذلك الوقت (3500 سنة)، أما شكل القلعة الحالي فيرجع إلى عهد الظاهر غازي ابن صلاح الدين الأيوبي الذي وليّ عليها من 1190 إلى 1215 للميلاد وأعاد عملية إعمار شاملة للقلعة وأضاف هياكل جديدة داخلها وعزز جدرانها التي أتى البرابرة الجدد على جزء من أحدها.
من جهتها نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر في محافظة حلب أن التنظيمات الإرهابية فجرت الليلة نفقا في مدينة حلب القديمة ما ألحق أضراراً بالغة بسور القلعة.
وأضاف المصدر: إن التفجير الإرهابي تسبب «بانهيار جزء من سور القلعة» المدرجة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1986. وارتكبت التنظيمات الإرهابية التكفيرية المرتبطة بنظام أردوغان السفاح خلال السنوات الماضية جرائم عديدة بحق آثار مدينة حلب القديمة حيث فخخت وفجرت العديد من الأسواق والمباني الأثرية في المدينة.
من جهة ثانية، أعلنت غرفة عمليات «فتح حلب»، في بيان لها بحسب مواقع الكترونية معارضة، انضمام «الفوج الأول» الذي يقوم باعتداءات على الجيش العربي السوري إلى الغرفة، والذي كان أعلن مشاركته في غرفة عمليات «أنصار الشريعة» التي تقاتل الجيش العربي السوري في ذات المدينة.
وجاء هذا الانضمام إلى غرفة «فتح حلب» بعد أربعة أيام فقط من إعلان كل من كتائب «الصفوة الإسلامية» ولواء «أنصار السنة» إلى هذه الغرفة، وقبلها تم الإعلان عن ضم «الفرقة 111» بحسب بيان للغرفة نشرته قبل أيام.
غرفة عمليات «فتح حلب» تم الإعلان عن تشكيلها في أوائل أيار الماضي تيمناً بجيش الفتح في إدلب.
وقال البيان الثالث لهذه الغرفة، الذي أصدرته في الثالث عشر من أيار الماضي، إنها تضم ثمانية وعشرين تشكيلاً عسكرياً من جميع الكتائب العاملة في محافظة حلب وهي: الجبهة الشامية، أحرار الشام، وجيش الإسلام، فيلق الشام، وثوار الشام، تجمع فاستقم كما أمرت، كتائب فجر الخلافة، حركة نور الدين الزنكي، جيش المجاهدين، جيش السنة، وكتائب أبو عمارة، الفرقة 101، الفرقة 16، الفرقة 13، لواء الفتح، ولواء السلطان مراد، لواء فرسان الحق، لواء صقور الغاب، لواء الحق، وألوية الفرقان، حركة بيارق الإسلام، ولواء الحرية، حركة بيان، لواء شهداء الأتارب، لواء السلطان محمد الفاتح، جبهة الأصالة والتنمية، تجمع العزة، وقوات النخبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن